تزايدت الدعوات المطالبة بإلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية الأوكرانية التي أجريت يوم الأحد الماضي وإعادة عملية الاقتراع من جديد. وقد أيد مسؤولون في الاتحاد الأوروبي مطالب زعيم المعارضة فيكتور يوشنكو بإجراء انتخابات جديدة واعتبروها "مخرجا مثاليا" من الأزمة. كما قالت روسيا التي أعلنت في وقت سابق اعترافها بنتائج الانتخابات إنها قد تنظر لمسألة إعادتها بعين العطف. وقال وزير الخارجية الهولندي بن بوت - متحدثا عن الاتحاد الأوروبي - إن "النتيجة الأمثل" ستكون إجراء انتخابات جديدة. وقد وصف مسؤول السياسية الخارجية بالاتحاد الأوروبي، خافيير سولانا، الذي يشارك في جهود الوساطة في كييف، انتخابات الأحد بأنها كانت مزورة، وأضاف أن علاقات الاتحاد الأوروبي مع أوكرانيا تعتمد على الوصول إلى حل ديمقراطي. وتشير التقارير الواردة من العاصمة الأوكرانية كييف بأن حوالي ثمانمئة ألف شخص قد تظاهروا في شوارع المدينة لليوم السادس على التوالي. ورفع أنصار يوشنكو الأعلام والشعارات البرتقالية اللون معربين عن ابتهاجهم للقرار الذي أصدره البرلمان بإبطال نتيجة الانتخابات. كما تظاهر عشرات الآلاف من أنصار رئيس الوزراء الذي أعلن فوزه في انتخابات الرئاسة فيكتور يانكوفيتش وطالبوا بعدم إلغاء نتيجة الانتخابات. وفي منطقة دونيستك الشرقية خرج المتظاهرون المؤيدون ليانكوفيتش مهددين بعدم الاعتراف بيوشنكو حتى في حال انتخابه. وقال أناتولي بليزنيوك محافظ المنطقة إنه سوف يدعو إلى استفتاء لإعلان المقاطعة جمهورية مستقلة ذات علاقات وثيقة مع روسيا في حال فوز يوشنكو. ودعم نواب البرلمان بأغلبية ساحقة قرارا يقول إن نتيجة الجولة الثانية من الانتخابات كانت "غير متوافقة مع إرادة الشعب". وكان قد تم إعلان رئيس الوزراء فيكتور يانوكوفيتش على أنه الفائز بتلك الانتخابات، غير أن منافسه فيكتور يوشينكو زعم حدوث عمليات تزوير وطالب بإعادة الانتخابات. وفي الوقت الذي لا يملك فيه البرلمان صلاحية إبطال النتيجة الانتخابية، إلا أن المحكمة العليا قد تعتد برأيه، حيث يجتمع قضاتها الاثنين للنظر في مزاعم التزوير. وقد اجتمع البرلمان خلال جلسة طارئة في العاصمة كييف لبحث الأزمة، وبثت قنوات التلفزيون الوطنية مجريات الجلسة على الهواء مباشرة وعلى شاشات تابعها الآلاف من المحتجين من المعارضة خارج المبنى. كما صوتت أغلبية من النواب بحجب الثقة عن اللجنة الانتخابية المركزية للبلاد، غير أن قرار النواب في هذا الشأن غير ملزم أيضا. وقبل التصويت قال رئيس البرلمان فلوديمير ليتفين للنواب إن الحل الأكثر واقعية سيكون إعلان إبطال نتيجة الانتخابات. وقال "المسألة المنطقية المطروحة هي إعلان بطلان الانتخابات سياسيا لأنه من غير الممكن الآن إرساء الإرادة الحقيقية للشعب". وقد دعا يوشينكو الآلاف من أنصاره، الذين واصلوا احتجاجات حاشدة طوال الأسبوع في كييف، للبقاء في الشوارع حتى يتحقق لهم الفوز. التسلسل الزمني للأزمة السياسية 21 نوفمبر: إعلان فيكتور يانوكوفيتش (إلى اليسار) الفائز بالانتخابات بحصوله على 49.64% ويوشنكو 46.61% المراقبون المستقلون يعلنون على أثر ذلك أن الانتخابات كانت معيبة، والآلاف يخروجون للشوارع 25 نوفمبر: المحكمة العليا تعلق العمل بنتيجة الانتخابات لحين النظر في شكاوى المعارضة 26 نوفمبر: يانوكوفيتش ويوشينكو يجريان محادثات مع وسطاء أوروبيين وروس، ويتفقان على السعي لحل سلمي 27 نوفمبر: البرلمان يصدر قرارا يعلن بطلان الانتخابات، ويصوت بحجب الثقة عن اللجنة الانتخابية المركزية وقد هتف عشرات الآلاف من الأشخاص الذين تجمعوا في الميدان الرئيسي بمدينة دونيستك يوم السبت "يانوكوفيتش! يانوكوفيتش!"ويقول الكثيرون منهم إن الشطر الشرقي من أوكرانيا سيفضل تشكيل جمهورية مستقلة عن القبول بأن يرأس يوشينكو الدولة. ويقول جوناثان تشارلز مراسل بي بي سي في دونيتسك إنه ليس من المدهش أن يحظى يانوكوفيتش بهذا الدعم في المنطقة، حيث كان من قبل محافظا لها ويعزى إليه الفضل في تحسين الرواتب ومعاشات التقاعد. ويطالب فريق يوشينكو بإعادة الانتخابات في 12 ديسمبر/كانون الأول، تحت إشراف منظمة الأمن والتعاون الأوروبية. وقد اتهم يانوكوفيتش المعارضة، التي تسد مداخل المباني الحكومية، بالسعي لتنظيم انقلاب. المصدر BBC