قال مسؤولون أمنيون ان 33 قتلوا في انفجار سيارة ملغومة في شمال العراق يوم الاحد قبل ساعات من وصول وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس الى بغداد من أجل تقييم المكاسب الأمنية الأخيرة وبحث أعداد القوات. وقال العقيد حمادي عطشان المتحدث باسم قوات الامن العراقية في المنطقة ان المهاجم استهدف نقطة تفتيش خارج سوق مزدحم قرب بلدة بلد. وأضاف عطشان ان النقطة يديرها متطوعون من العرب السنة الذين انضموا لجانب القوات الامريكية في مواجهتها للقاعدة. وقال ان القتلى بينهم نساء واطفال. وهذا واحد من اسوأ الهجمات في العراق هذا العام. وقدر الجيش الامريكي ان عدد القتلى 23 شخصا. وقال مصطفى كمال عضو وحدة شرطة الاحياء التابعة لمجالس الصحوة الذي أُصيب في الهجوم ان انفجارا ضخما وقع قرب نقطة التفتيش وانه شاهد دماء وملابس وأحذية أطفال ومتعلقات شخصية أُخرى متناثرة على الأرض. وقال جيتس للصحفيين انه سيناقش أعداد القوات مع قائد القوات الامريكية في العراق الجنرال ديفيد بتريوس. ومن المتوقع أن يدلي بتريوس بشهادته أمام الكونجرس الامريكي بشأن الخفض الاضافي المحتمل للقوات الامريكية في العراق في حال استمرار التراجع الحالي في مستوى أعمال العنف. وقال جيتس "سأكون في واقع الأمر مهتما بالاستماع لتقييم الجنرال بتريوس بشأن الوضع الذي يعيشه وما هو العمل الاضافي الذي يشعر بأنه يحتاج أداءه قبل أن يأتي بتوصياته." ويزور جيتس بغداد بعد مرور عام على بدء حملة أمنية أمريكية عراقية بمعاونة 30 ألف جندي أمريكي إضافي من أجل منع البلاد من الانزلاق الى حرب أهلية طائفية شاملة. وتحسن الوضع الأمني منذ نشر القوات الاضافية بالكامل في يونيو حزيران مما سمح للجيش الامريكي بالبدء في سحب بعض القوات. وبحلول يوليو تموز سيكون حجم القوات الامريكية قد انخفض بواقع خمسة لواءات مما يجعل عدد أفراد القوات الامريكية يقارب 130 ألفا أي ما يعادل عددهم قبل بدء نشر القوات الاضافية في مطلع 2007. وردا على سؤال عما اذا كان سيناقش فكرة وقف خفض القوات مع بتريوس قال جيتس "اعتقد ان مباحثاتنا ستغطي كل الاحتمالات." وقال بتريوس في مقابلة مع محطة تلفزيون سي.ان.ان في اواخر الشهر الماضي انه سيحتاج الى بعض الوقت "كي تستقر الامور" بعد الخفض الاولي مما اثار تكهنات بانه يريد الابقاء على 130 الف فرد او اكثر في العراق لفترة من النصف الثاني من العام الحالي. وقال جيتس الذي وصل الى بغداد بعد حضور مؤتمر أمني في ألمانيا انه يأمل أن يستمر خفض القوات بنفس الوتيرة في النصف الثاني من العام. وأضاف أنه سيهنئ القيادة العراقية على التقدم المحرز على صعيد المصالحة السياسية الذي تمثل في اصدار قانون يسمح للاعضاء السابقين في حزب البعث بالعودة الى أعمالهم في الحكومة والجيش. وتابع قوله "يبدو أن طاقتهم زادت في الاسابيع القليلة الماضية." ووقع تفجير يوم الاحد في منطقة شنت فيها القوات الامريكية والعراقية سلسلة عمليات هجومية ضد القاعدة التي يلقى باللوم عليها في معظم الهجمات الضخمة في العراق. وأعاد مقاتلو القاعدة لملمة صفوفهم في المحافظات الشمالية بعدما أخرجوا من معاقلهم في محافظة الانبار الغربية ومن أنحاء بغداد خلال الحملة الامنية الكبرى التي جرت العام الماضي. وقال الجيش الامريكي ان تفجير السيارة الملغومة الذي وقع جاء في غمرة تصاعد حالة نفاد الصبر من الوتيرة البطيئة لتحسن أداء الخدمات الاساسية كالكهرباء والماء من شأنه أن يهدد المكاسب الامنية التي تحققت في الآونة الأخيرة. وقال الأميرال جريج سميث المتحدث باسم الجيش الامريكي ان العراق بحاجة الى التركيز على تحسين حياة العرب السنة من أجل استغلال المكاسب الامنية. وأضاف في حديثه للصحفيين "من المهم أن تأتي بعد الامن الخدمات الاساسية.. ومن ضمن ذلك التوزيع المركزي للاموال على المحافظات." ولدى سؤاله عما اذا كانت وحدات مجالس الصحوة العربية السنية الساخطة بسبب نقص الخدمات يمكن ان تتحول الى ميليشيات قال "من الواضح أنه ستكون هناك حالة من نفاد الصبر ازاء مستوى الدعم عند الاخذ في الاعتبار المدى الذي يتعين أن تقطعه هذه المناطق للتعامل مع أمور مثل البطالة وغير ذلك." وما زال الملايين من أهالي بغداد لا يحصلون سوى على قليل من الماء والكهرباء بعد أن أسفرت أعمال العنف الطائفية عن أضرار جسيمة للبنية الاساسية بالاضافة الى مقتل عشرات الالاف من العراقيين.