أعلنت إسرائيل حال التأهب بين قواتها البرية والجوية والبحرية، خشية أن يحاول "حزب الله" اللبناني الانتقام لمقتل عماد مغنية، أحد أكبر قياديي الحزب الذي اتهم إسرائيل بالضلوع بالاغتيال. وكان الأمين العام للحزب توعد إسرائيل ب"حرب مفتوحة"، وقال متوجها إلى الإسرائيليين "أقول لهم قتلتم خارج الأرض الطبيعية للمعركة (الأرض اللبنانية) واجتزتم الحدود"، مضيفا "إن كنتم تريدون هذا النوع من الحرب المفتوحة فليسمع العالم كله: لتكن حربا مفتوحة". وأثار كلام نصر الله "قلق" واشنطن، وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية شون ماكورماك في تصريح صحافي "بشكل عام إن تصريحات من هذا النوع تكون مبعث قلق كبير، ولا بد أن تنذر الجميع بالخطر"، معتبرا أن لحزب الله "تاريخا طويلا من العنف والإرهاب في كل أنحاء العالم"، وتابع "في كل مرة توجه فيها منظمة إرهابية تهديدا إلى ديموقراطية، إلى دولة عضو في الأممالمتحدة، لا بد أن تكون مبعث قلق لجميع الأمم المتمدنة في العالم". وفي رد عملي على تهديد "حزب الله"، أبلغ مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت الإسرائيليين بأن إدارة مكافحة الإرهاب التي تصدر تحذيرات السفر، أوصت الإسرائيليين في الخارج بتفادي التجمع بأعداد كبيرة وحذرت من أنهم قد يكونون هدفا لمحاولات اختطاف. ونصح المكتب في بيانه الإسرائيليين في الخارج إلى تفادي الأماكن التي يرتادونها عادة قدر الإمكان"، كما حذر "من مخاطر خطف إسرائيليين في الخارج، وخصوصا رجال الأعمال الذين لديهم علاقات مع نظرائهم العرب والمسلمين"، وقال مصدر أمني "بعثاتنا الدبلوماسية في حال تأهب قصوى وقد يظل هذا الوضع لأسابيع أو حتى أشهر اعتمادا على تقييمنا للمخاطر.. هناك أيضا إجراءات وقائية اتخذت فيما يتعلق بموقعنا العسكري على الحدود (اللبنانية)". وانقسم الخبراء بشأن مدى السرعة التي قد يحاول بها حزب الله الثأر لمقتل مغنية بضرب إسرائيل في ظل المواجهة الحذرة بين الجانبين منذ الحرب التي خاضاها في 2006، وقال مصدر سياسي لبناني "الرد سوف يعني تغييرا في قواعد لعبة المواجهة مع إسرائيل، هكذا قرارات بحاجة إلى رأس بارد لذلك سوف لن يكون هناك تسرع بالرد". وبدا أن معظم الخبراء الإسرائيليين مقتنعون بأن الموساد له يد في مقتل مغنية لعدة أسباب، من بينها أن أسلوب الاغتيال أعاد إلى الأذهان اغتيال زعيم لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في العاصمة السورية عام 2004. ورأى بعض الإسرائيليين أن قيمة مغنية كهدف عسكري ستتراجع أمام أعمال العنف التي قد تتفجر نتيجة لرد محتمل من حزب الله في المستقبل، وكتب المعلق أوفير شيلاه في صحيفة معاريف الإسرائيلية قائلا "هل كل هذا يستحق انتقام حزب الله في صورة هجوم إرهابي في الخارج أو شيء من هذا القبيل". لكن أمنون ليبكين شاحاك، وهو قائد سابق للقوات المسلحة الإسرائيلية، قال "إن هذا النمط من التفكير ليس له علاقة بما حدث"، وقال "عندما تلاحق الارهابيين فأنت لا تتوقف دائما لتفكر في كيفية ردهم.. كما ينبغي أن نتذكر أن الإرهابيين سيواصلون محاولة الهجوم علينا سواء هاجمناهم أم لا". أما سوريا، التي اغتيل مغنية بتفجير سيارة مفخخة في قلب عاصمتها دمشق، فأكدت على لسان وزير خارجيتها وليد المعلم، أنها ستثبت قريبا "بالدليل القاطع" الجهة التي تقف وراء الاغتيال، الذي وصفه ب"الجرم الجبان". وقال المعلم خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإيراني منوشهر متكي "إن أجهزة الأمن السورية تواصل التحقيق في الجريمة الإرهابية والسهر على أمن الوطن والمواطن، ونأمل قريبا أن تسمعوا نتائج الجرم الجبان"، وأضاف "سوف نثبت بالدليل القاطع الجهة التي تورطت بالجريمة ومن يقف خلفها"، مؤكدا أن من اغتال عماد مغنية اغتال أي جهد للسلام". وأضاف المعلم "أن عماد مغنية مناضل، وهو نتيجة ما قام به من أعمال بطولية مطلوب من عدد كبير من أجهزة الاستخبارات، وهو العمود الفقري في المقاومة الوطنية والإسلامية". من ناحيته، قال وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي "إن الكيان الصهيوني لن يجني ثمرة من هذا الاغتيال"، وأضاف "إن حرب 33 يوما تدل على ضعف الأعداء"، في إشارة إلى الحرب بين إسرائيل وحزب الله في يوليو 2006، وأكد أن "الإرهاب عمل مدان". وأشار إلى أن "استشهاد أبناء لبنان والفلتان الأمني في لبنان ينتفع منه الأعداء". وأشار إلى أن "الكيان الصهيوني يفكر بعدوان جديد وهجمات جديدة". وكان متكي الذي ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أنه التقى الرئيس السوري بشار الأسد، قد شارك الخميس في تشييع عماد مغنية في الضاحية الجنوبية لبيروت.