استشهد اثنان من رجال المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة الخميس، وأصيب ثالث بجروح إثر غارة جوية شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على مخيم البريج وسط القطاع.وقال مصدر طبي وشهود عيان إن الطيران الإسرائيلي أطلق صاروخا واحدا على الأقل تجاه شرق مخيم البريج، ما أدى إلى سقوط شهيدين تحولت جثة أحدهما أشلاء، وقد نقلا إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط القطاع.وذكر شهود العيان أن الشهيدين من "المقاومين المرابطين" قرب الحدود في شرق مخيم البريج، وقال مسؤولون أمنيون في حركة المقاومة الإسلامية حماس إن الشهيدين عضوان في حركة الجهاد الإسلامي. وقد أكدت متحدثة باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي الغارة. وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلت أكثر من عشرين فلسطينيا أثناء اجتياحها لقرية بيتا جنوب مدينة نابلس، واقتحمت عشرات الآليات العسكرية القرية صباح الخميس وأغلقت جميع مداخلها. وتتزامن الغارة الأخيرة على غزة مع تشكيك رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت مساء الخميس بفعالية عملية واسعة النطاق في القطاع، يمكن أن يشنها جيش الاحتلال لوقف إطلاق صواريخ المقاومة على إسرائيل. ونقلت الإذاعة العسكرية الإسرائيلية عن أولمرت أثناء لقائه مع ضباط احتياط كبار في مجلس السلام والأمن الإسرائيلي قوله "إن الذين يعتقدون أن بالإمكان تنظيف قطاع غزة في غضون بضعة أيام من المجموعات المسلحة مخطئون ويعتقدون أنهم يعيشون قبل أربعين سنة".في المقابل شدد أولمرت على فعالية الضربات المحددة للجيش الإسرائيلي سواء هجمات جوية أو عمليات تسلل محدودة تستهدف مجموعات فلسطينية مسلحة.في غضون ذلك حث نواب الاتحاد الأوروبي إسرائيل على عدم إنزال عقوبات جماعية بسكان قطاع غزة، قائلين إن محاولتها عزل القطاع أخفقت وإن إجراءاتها تعرض للخطر حياة المدنيين.ودعا النواب إسرائيل إلى رفع الحصار الذي أدى إلى قطع الإمدادات عن 1.5 مليون فلسطيني في غزة، وأن تسمح بدخول المعونات والسلع والخدمات الأساسية إليهم. وقال البرلمان الأوروبي في قرار اتخذه أمس إن سياسة عزل قطاع غزة أخفقت على المستويين السياسي والإنساني، وينبغي استثناء السكان المدنيين من أي عمل عسكري ومن أية عقوبات جماعية. ودعا البرلمان الأوروبي إسرائيل إلى وقف عملياتها العسكرية التي تقتل المدنيين وتعرضهم للخطر، وإلى وقف عمليات القتل المستهدف الخارجة عن إطار القضاء.ودعا النواب أيضا حركة حماس إلى منع إطلاق الصواريخ على إسرائيل، كما دعوا السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس إلى إجراء حوار مع حماس. وكانت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني قد صرحت في وقت سابق الخميس أن تأييد حماس يقوض جهود السلام.وقالت أثناء محادثات في القدس مع نظيرها الروماني "ينبغي لأوروبا أن تفهم أن حماس ليست منظمة مهتمة بقيام دولة" وأضافت أن أي تأييد غير مباشر لحماس حتى ولو عبر إجراء مناقشات حول المعابر أو عن الوضع الإنساني "يضعف أولئك المهتمين بالتوصل إلى اتفاق".من جهته نفى القنصل العام الفرنسي في القدس ألان ريمي أن يكون وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنر الذي زار إسرائيل والأراضي الفلسطينية بداية الأسبوع، قد قام بأية وساطة بين حركة حماس وإسرائيل.وقال أثناء لقائه محافظ نابلس جمال المحيسن إن بلاده لا تقيم اتصالات من أي نوع مع حركة حماس، ومن الصعوبة بمكان أن تقوم بمثل هذه الوساطات، كما نفت حركة حماس من جانبها أن تكون قد طلبت من كوشنر الوساطة بينها وبين إسرائيل. "الجزيرة"