أعلن الجناح السعودي لتنظيم القاعدة المسئولية عن الهجوم على القنصلية الامريكية في مدينة جدة والذي قتل فيه ما يقرب من تسعة اشخاص.وقال تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب في بيان نشر في موقع على الانترنت "قام أخوانكم في سرية الشهيد أبو أنس الشامي بغزوة الفلوجة المباركة فاقتحموا قلعة من قلاع الصليبيين في جزيرة العرب واخترقوا حصون القنصلية الامريكية في جدة والتي تحكم من خلالها بلاد الحرمين ويساس فيها شؤون الحج والحجيج وينتشر منها الجواسيس والخونة وبعد عدة ساعات تمكن اخوانكم من الانسحاب من مبنى القنصلية والانحياز الى مكان امن وقد استشهد في العملية اثنان من الاخوة الابطال قاموا بتغطية عملية الانسحاب وأصيب ثلاثة أخوة بجروح تتم معالجتها."واضاف البيان "وقد تمكن اخوانكم من قتل تسعة من العملاء في القنصلية منهم اثنان من العلوج الامريكان كما قتل سبعة من العسكر أولياء الطاغوت وجرح العشرات .. وتم تدمير وحرق بعض مكاتب القنصلية .. وتم غنم معدات تنصت واتصال وأسلحة خفيفة وأجهزة الكترونية متطورة وبعض الوثائق الهامة."وكانت المئات من عناصر الأمن السعودي قد اشتبكت مع عناصر مسلحة بعد اقتحامهم لمبنى القنصلية الأمريكيةبجدة واحتجاز ما يقارب 18 رهينة داخل المبنى .وقد أسفرت المواجهة بين المسلحين وقوات الأمن عن مقتل ثلاثة من المسلحين وأربعة من رجال الشرطة وإصابة شرطيين آخرين كما قتل خمسة من الموظفين العاملين بالقنصلية من غير الأمريكيين، فيما تم إلقاء القبض على اثنين من المسلحين حسبما أعلنت وزراة الداخلية السعودية .وأوضح مصدر مسؤول بوزارة الداخلية «ان مجموعة من المسلحين قاموا عند الساعة الحادية عشرة من صباح أمس، بإلقاء متفجرات على بوابة القنصلية الأميركية بمحافظة جدة ومن ثم الدخول إليها». وأضاف المصدر «تعاملت معهم قوات الأمن في الحال وتمت السيطرة على الموقف، حيث قتل ثلاثة من المسلحين وتم القبض على اثنين بعد إصابتهما ولا يزال الحادث محل متابعة الجهات المختصة». وأوضح المصدر «ان هناك بياناً تفصيليا سيتم إصداره لاحقا، بأعداد المصابين، والنتائج التي جرى التوصل لها»وقالت صحيفة الشرق الأوسط ان خمسة من المسلحين كانوا يركبون سيارة من نوع نيسان موديل 84 (200 ال) اقتحموا مبنى القنصلية قرابة الساعة الحادية عشرة، خلال دخول سيارة البريد الخاصة بالقنصلية، وهم يرتدون ملابس غربية، والقوا قنابل ومتفجرات على البوابة الشرقية الواقعة أمام مبنى مستشفى سليمان فقيه، وجرت مواجهات بينهم وبين رجال الأمن، في حين تسلل آخرون الى مبنى يقع قريبا من البوابة ويضم عدة أقسام بينها قسم التأشيرات والإعلام، وأقسام أخرى، وقاموا باحتجاز عدد من الرهائن الذين كانوا موجودين هناك. واستغرقت العملية التي نفذها رجال الأمن قرابة الثلاث ساعات، تم خلالها إخماد حريق في احد المباني الداخلية نجم عن إلقاء القنابل اليدوية، والإفراج عن الرهائن.وشهدت عملية إطلاق الرهائن مواجهات بين المسلحين ورجال الأمن حيث ظلت أصوات الرصاص تدوي داخل القنصلية، طوال الوقت، واستخدم رجال الأمن مكبرات الصوت لمطالبة المواطنين الذين تجمهروا في الموقع بإخلائه حماية لهم من أي إصابة قد يتعرضون لها. وأصيب خلال المواجهات اثنان من رجال الأمن وهما كل من الجندي على أحمد العجلاني من الحرس الوطني الذي أصيب برصاصة في الساعد الأيمن والكف الأيسر وأصيب بحروق في الظهر من السترة التي تحميه، والجندي مرزوق محمد الجحدلي في الكتف الأيمن وهو في حالة غيبوبة الآن، كما أصيب شخص فلبيني كان في طريقه للدخول للقنصلية.الى ذلك، قال مسؤول اميركي ان خمسة موظفين غير اميركيين في القنصلية الاميركية في جدة قتلوا في الهجوم .وقال متحدث باسم السفارة الاميركية في الرياض ان «خمسة موظفين ومتعاقدين غير اميركيين قتلوا في الهجوم . وأضاف المتحدث الذي طلب عدم الكشف عن هويته ان الخمسة «هم من الأجانب» في إشارة الى أنهم من غير السعوديين. وأكد انه لم تقع اي إصابات في صفوف الاميركيين.وتقع القنصلية الأميركية في حي الحمراء غرب جدة، في تقاطع شارع فلسطين مع طريق الملك، حيث تخضع لإجراءات أمنية مشددة منذ بداية الأحداث الإرهابية في السعودية. وتردد ان احد المعتقلين هو صالح العوفي، وهو واحد من ابرز المطلوبين المتبقين من قائمة ال 26 وقائد تنظيم «القاعدة» في السعودية، والآخر هو عبد الله بن محسن العنزي.واستنكر مجلس الوزراء السعودي الهجوم الذي تعرضت له القنصلية الأميركية في جدة وجدد المجلس برئاسة الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد، التأكيد على مضي المملكة في محاربة ما يسمى بالإرهاب بجميع أشكاله وملاحقة من يقوم به وقدر المجلس الجهود الكبيرة والمتواصلة التي يقوم بها رجال الأمن كما أعلنت السفارة الأميركية في الرياض، عقب الهجوم على القنصلية في جدة عن إغلاق أبواب السفارة والقنصليتين في الدماموجدة، اليوم وغدا، كإجراء احترازي، ظلت تتبعه في مثل هذه الأحداث. وأوضحت المتحدثة باسم السفارة الأميركية في الرياض كارول كالين، ان السفير الاميركي لدى السعودية تلقى عقب الهجوم اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل عرض دعم السعودية نتيجة لما جرى من هجوم على القنصلية في جدة. وأكدت ان سفارة بلادها ليس لديها معلومات أو معرفة عن عدد الأشخاص الذين شاركوا في هذا الهجوم.في غضون ذلك اتبعت السلطات الأمنية عقب الهجوم مباشرة، إجراءات أمنية مشددة في حي السفارات الذي تقع فيه السفارة الأميركية، حيث منعت دخول السيارات، ما عدا سيارات العاملين في السفارات والمؤسسات والشركات وساكني هذا الحي من خلال إبراز ما يثبت العمل او السكن في الحي. وفي أول رد فعل للرئيس الأمريكي جورج بوش على عمليه الهجوم قدم بوش شكره للسلطات السعودية على ردها السريع على الهجوم الذي تعرضت له القنصلية الاميركية في مدينة جدة، وقال ان الهجوم يظهر ان «المسلحين ما زالوا ينشطون». وحذر بوش من خطورة هذا الحادث الذي يشير بوضوح إلى استمرار نشاط هذه العناصر المسلحة .. مضيفا انهم يريدوننا ان نغادر السعودية ويريدوننا ان نغادر العراق ويريدوننا ان نصبح خائفين وقلقين»وفي تصريحات أثناء لقائه الرئيس العراقي غازي الياور في المكتب البيضاوي في البيت الابيض، قال بوش «اود ان اشكر الحكومة السعودية على ردها السريع».وأرسل بوش تعازيه في مقتل رجال الأمن السعوديين الذين كانوا يدافعون عن القنصلية، وقال «الهجوم في السعودية يذكرنا بان المسلحين ما زالوا في حركة دائبة. إنهم مهتمون بالتأثير على إرادة البلاد الحرة».فيما وصفت رابطة العالم الاسلامي الهجوم على القنصلية بجدة بأنه عمل مقيت، يسيء اساءة بالغة للاسلام والمسلمين، كما يسيء للمملكة العربية السعودية. وجاء في البيان الذي اصدره الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي الامين العام للرابطة، ان الرابطة تدين بشدة الهجوم الذي استهدف مقر القنصلية الاميركية، وقتل بعض عناصر الحرس الوطني من ابناء هذا الوطن ممن يقومون بواجب عظيم وهو الدفاع عن امن الوطن. وقال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ان الهجوم الذي تعرضت له القنصلية الاميركية في جدة «يؤكد مرة أخرى ان الإرهابيين - بحد تعبيره - يريدون التحرك في كل بلدان العالم».وأضاف بلير الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع الرئيس الباكستاني برويز مشرف «لذلك من المهم جدا ان نلاحقهم ونحاول ضربهم بكل الوسائل العسكرية (...) الممكنة مع الاعتراف بان علينا في النهاية ان نجتث الأسباب العميقة للإرهاب».كما أعرب رئيس مجلس الوزراء اللبناني عمر كرامي في بيان إدانته للهجوم وقال بيان صادر عن الحكومة اللبنانية إننا ندين كل ما يجري من أعمال تستهدف استقرار المملكة العربية السعودية، وهو ما يجري في أجواء التطورات الأخيرة التي تشهدها المنطقة العربية وما تحفل به من مؤشرات على تحرك صهيوني لتهديد الوحدة الوطنية والاستقرار في أكثر من بلد عربي». وأدان عبد الرحمن العطية الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، أمس، بشدة الحادث وأعرب في بيان صدر عن الأمانة العامة للمجلس عن بالغ استيائه من مثل هذه الأعمال غير المسؤولة «التي تهدف إلى إشاعة الفوضى وإزهاق أرواح الأبرياء وترويع الآمنين، وتتنافى مع جميع الأديان ومبادئها السامية». من ناحية أخرى أعلنت مستشفيات جدة أمس حالة الطوارئ لاستقبال جميع الذين أصيبوا في الهجوم والذين توزعوا بين رجال أمن وأشخاص كانوا موجودين في مقر القنصلية.وكان احد الذين استقبلهم مستشفى فقيه هو عبد الله محسن العنزي، وهو احد منفذي الهجوم وأصيب بإصابات بالغة.وقتل خمسة من المصابين من جنسيات مختلفة احدهم من الجنسية اليمنية في وقت لاحق في مستشفى الملك فهد الذي استقبل 19 مصابا من جنسيات مختلفة بينهم معافا جيلان، 60 سنة، وهو سعودي مشرف صيانة، وأصيب بطلق ناري في الظهر وأجريت له عملية، والجندي أول حسن الشمراني بالطوارئ وأصيب بشظايا وصحته جيدة ومستقرة، وإبراهيم عطية الزبيدي، 27 سنة، وهو عسكري في قوات الطوارئ، والعريف غازي العلياني من قوات الأمن الخاص، 37 سنة، وأصيب بشظايا في العين.كذلك، استقبل مستشفى فقيه عدداً من حالات الإصابات وتتعلق بكل من نظير احمد (اميركي الجنسية) واسعد احمد وإسلام جارشيد (باكستانيان) وسكندو (فلبيني) وفيروفوذالف (هندي). واستقبلت ثلاثة مستشفيات بمدينة جدة المصابين من جراء الحادث وهي كل من مستشفى سليمان فقيه الذي يبعد 100 متر فقط عن مقر القنصلية الاميركية التي شهدت الحادث، ومستشفى الملك فهد، ومستشفى الملك عبد العزيز.يذكر ان عدداً كبيراً من حالات الإصابات وزعت على المستشفيات بعد ان استقبل مستشفى فقيه الأقرب للحادث حالات كثيرة.