هدد حزب العمال الكردستاني التركي الانفصالي بشن هجمات داخل تركيا إذا لم يوقف جيشها عملياته العسكرية على مواقع الحزب داخل إقليم كردستان العراق. وتوعد مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب أحمد دانيس بشن حرب عصابات داخل المدن التركية "دون استهداف المدنيين" إذا استمر الهجوم التركي الثاني في ثلاثة أشهر، داعيا إلى حل القضية بطريقة سلمية، مشيرا إلى أن "الأتراك هم من يرفض الحوار". واتهم المسؤول الكردي التركي تركيا بأن هدفها من العمليات العسكرية ليس ضرب حزب العمال فقط وإنما "لديها مطامع سياسية واقتصادية في إقليم كردستان والعراق". يأتي هذا التطور في وقت يواصل فيه الجيش التركي هجومه على مواقع حزب العمال الكردستاني شمال العراق. وأشار المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ إلى أن أقل من ألف جندي تركي عبروا الحدود إلى شمال العراق، مشيرا إلى القادة العسكريين الأتراك أكدوا لحكومته أن العملية ستكون محدودة. وفي هذا السياق أعلن مصدر عسكري كردي عراقي اليوم أن مدفعية القوات التركية استهدفت أربع مناطق تابعة لناحية العمادية في محافظة دهوك تضم معاقل لحزب العمال استمر ساعتين رافقه تحليق مروحيات تركية دون أن يشير المصدر إلى سقوط ضحايا. وأسفرت المعارك منذ بدء الجيش التركي عملياته شمال العراق أول أمس الخميس عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من الجانبين، وفق ما أعلنت هيئة الأركان التركية وحزب العمال الكردستاني. وقال بيان عسكري تركي نشر على الإنترنت إن قواته قتلت 24 متمردا وجرحت العشرات في الاشتباكات، مشيرا إلى 20 آخرين قتلوا في القصف الجوي والصاروخي. واعترفت القوات التركية بمقتل خمسة من جنودها في الهجوم، في حين تحدثت مصادر في حزب العمال في وقت سابق عن مقتل 20 جنديا تركيا في الاشتباكات المتواصلة بشكل متقطع بين الجانبين، لكن ذلك لم يتأكد من مصادر أخرى. ونفذت الطائرات الحربية التركية طلعات انطلاقا من قاعدة إنجرليك لمؤازرة الهجوم البري التركي الأوسع من نوعه منذ الغزو الأميركي للعراق عام 2003، وسط تأكيدات تركية من أن معبر الخابور الذي يربط بين البلدين أغلق أثناء العمليات. وقد تعرضت عدة مناطق كردية في شمال العراق لقصف صاروخي شنته الطائرات التركية في إطار الهجوم. وقال شهود عيان من القرويين الأكراد إن القصف ألحق أضرارا جسيمة بقراهم التي اضطروا للخروج منها. وندد ناطق باسم حكومة إقليم كردستان العراق بالعمليات العسكرية، ودعا القوات التركية إلى الانسحاب الفوري والكامل من الإقليم. وجدد مسؤول العلاقات الخارجية في مجلس وزراء حكومة كردستان العراق فلاح مصطفى نفي حكومة الإقليم دعم حزب العمال، مؤكدا اتخاذها إجراءات للحد من نشاطاته على أرضها، وحمل الحكومة الأميركية مسؤولية الاجتياح التركي. كما اتهم برلمان إقليم كردستان العراق في بيان له اليوم الحكومة التركية باستهداف الديمقراطية والحرية في الإقليم بحجة ملاحقة حزب العمال. وفي تأييد أميركي للهجوم قالت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس إن واشنطن تعبر عن "تضامنها الكامل" مع تركيا بخصوص حزب العمال الذي قالت إنه "عدو مشترك" للبلدين. وأضافت أن "هذا الحزب هو عدو أيضا للشعب والحكومة العراقيين لأنه لا يمكن استخدام الأراضي العراقية لشن هجمات إرهابية ضد تركيا". ولكن واشنطن مع ذلك حثت أنقرة على أن تشمل العمليات المسلحين وتتجنب المدنيين، وذلك حسب ما قال المتحدث باسم البيت الأبيض سكوت ستانزل. أما منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا فقال إن العملية العسكرية التركية داخل أراضي العراق لا تشكل ردا ملائما على مشكلة ما سماه الإرهاب الكردي.