دعت السعودية مواطنيها المقيمين في لبنان إلى مغادرته بالتزامن مع التحذيرات الإقليمية والمحلية من أثر إرسال المدمرة الأميركية يو أس أس كول إلى سواحل لبنان على أزمة هذا البلد السياسية، وعلى الأمن بالمنطقة , حيث ارسلت السفارة السعودية في بيروت رسائل هاتفية الى مواطنيها المقيمين في لبنان تطالبهم بالمغادرة، مضيفا أن مصادر دبلوماسية حرصت على ربط الإجراء بأمن السعوديين حصرا. وكانت الرياض قد حذرت قبل نحو عشرة أيام رعاياها من السفر إلى لبنان وحذت حذوها الكويت والبحرين، وهو ما فُسر على أنه تكهن بأن الوضع الأمني الناجم عن احتدام أزمة لبنان السياسية في طريقه إلى التدهور. بموازاة ذلك اتهم وزير الخارجية السوري الولاياتالمتحدة بتعطيل التوصل إلى حل للأزمة السياسية في لبنان بعد إرسالها مدمرتها قبالة السواحل اللبنانية. وأكد وليد المعلم في أول تعليق رسمي على إرسال المدمرة الأميركية أن واشنطن لن تنجح بفرض حل بالقوة على لبنان. وقال أيضا في مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى في دمشق إن واشنطن جربت (مطلع ثمانينيات القرن الماضي ) سياسة إرسال الأساطيل، مضيفا أن هذه التجرية أثبتت فشلها. وكانت واشنطن قررت تحريك مدمرتها من جزيرة مالطة باتجاه السواحل اللبنانية الثلاثاء الماضي، وهو اليوم الذي قرر فيه المجلس النيابي اللبناني للمرة ال15 إرجاء جلسة لاختيار رئيس جديد بعد فشل المساعي العربية في احتواء الخلافات الحادة بين فريق الأغلبية والمعارضة. كما تأتي تلك الخطوة في خضم أجواء التأهب والترقب التي أثارها اغتيال القائد العسكري في حزب الله عماد مغنية الذي قتل بدمشق يوم 12 فبراير/شباط الماضي بانفجار سيارة مفخخة. وحذر المعلم واشنطن من أن إرسالها كول من شأنه تهديد أمن المنطقة مضيفا أنه لن يكون بإمكانها فرض حل في لبنان، وخاطب فريق 14 آذار الحاكم بلبنان دون أن يسميه بالقول إن من يراهن من اللبنانيين على التدخل الأميركي فلن يحصد سوى الفشل. وأشار الوزير إلى أن الولاياتالمتحدة هي "البلد الوحيد الذي لم يؤيد المبادرة العربية، وهذا يعني أنها وجهت الرسالة أولا إلى مهمة (الأمين العام للجامعة العربية عمرو) موسى والمبادرة العربية والجامعة العربية". من جانبه قال موسى إن إرسال المدمرة الأميركية " لتتمركز قبالة السواحل اللبنانية أمر "في غاية الخطورة" يجب التشاور بشأنه بين وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم بعد غد الاثنين في القاهرة. ورفضت واشنطن انتقادات إرسال كول، ووصفت ذلك التحرك بأنه يهدف إلى "تعزيز الاستقرار الإقليمي بسبب المخاوف من الوضع في لبنان". وقد ندد حزب الله بنشر بارجات حربية أميركية قبالة سواحل البلاد، واعتبرها تهديدا لسيادة واستقلال لبنان. كما اعتبر في بيان له اليوم أن شعارات الديمقراطية وحرية الشعوب التي تنادي بها واشنطن تبدو "مخادعة وزائفة لأنها تتناقض مع دبلوماسية البوارج الحربية وفوهات المدافع التي تعود إلى زمن استعماري مضى ولن يتكرر". ووصف النائب عن الحزب حسن فضل الله إرسال كول بأنه "تهديد للاستقرار في لبنان والمنطقة ومحاولة لإثارة التوتر" مشيرا إلى أن واشنطن اعتمدت من قبل سياسة إرسال البوارج لدعم "جماعتها" في لبنان وقد "فشلت التجربة وأعطت نتائج عكسية". وفي نفس المنحى رأى رئيس المجلس النيابي نبيه بري أن إرسال كول تهديد لأمن لبنان ودعم للمخطط الإسرائيلي في لبنان، وصرف لأنظار العالم عن التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة. وسبق أن أكد رئيس الوزراء فؤاد السنيورة أن بلاده لم تطلب بوارج حربية من أي جهة، تعليقا على إرسال المدمرة كول.