حظي الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد باستقبال حار من قبل الرئيس العراقي جلال طالباني حين وصوله إلى بغداد في زيارة تستغرق يومين، هي الاولى من نوعها لرئيس ايراني منذ عام 1979. وتمثل الزيارة تتويجا لتطبيع العلاقات بين البلدين اللذين اشتبكا في حرب ضروس في الثمانينيات. واعرب الرئيس نجاد عن أمله في أن تسهم زيارته للعراق في تعزيز العلاقات بين طهران وبغداد. وقال نجاد اثر المحادثات التي أجراها مع طالباني ان الزيارة فتحت صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين. وأضاف نجاد في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده مع الرئيس طالباني: "الطرفان مصممان على تقوية العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية". وأكد نجاد "ان عراقا موحدا ومتطورا وقويا سيكون في صالح جميع دول المنطقة". ويقول مراسلون ان زيارة نجاد تعتبر مظهرا قويا على التأييد الايراني للحكومة العراقية التي يهيمن عليها الشيعة. وسيلتقي نجاد خلال وجوده بالعراق رئيس الوزراء نوري المالكي الذي زار ايران من قبل. ولم تنخرط الولاياتالمتحدة في توفير غطاء امني للرئيس الايراني ولم تقدم له مروحيات لنقله الى العاصمة بغداد التي توجه اليه بالسيارة قاطعا طريقا خطرا يمتد من المطار الى مقر الرئيس العراقي بالقرب من المنطقة الخضراء. وكثفت السلطات العراقية من الدوريات الامنية على امتداد طريق المطار الذي اغلق امام كل انواع المركبات الاخرى. وتتهم واشنطنطهران بتأييد المسلحين الشيعة في العراق، وهو ما تنفيه الحكومة الايرانية. من جانبه قال الرئيس الأمريكي جورج بوش إن الحكومة العراقية يجب أن تنتهز فرصة زيارة الرئيس الإيراني إلى العراق لإبلاغ طهران بضرورة وقف " تسليح الميليشيات العراقية". وأضاف بوش في مؤتمر صحفي بمزرعته في تكساس أن إيران يجب أن تفسح مجالا " للتطور الديمقراطي في العراق". وردا على سؤال بشان ما إذا كانت زيارة احمدي نجاد لبغداد ستؤثر سلبا على جهود الولاياتالمتحدة لعزل إيران، قال بوش إن الحكومة العراقية يجب أن تكون رسالتها واضحة للإيرانيين وتتضمن ما يلي: " أوقفوا إرسال المعدات المتطورة التي تقتل مواطنينا، ونحن نتفاوض على اتفاق أمني طويل مع الولاياتالمتحدة". وأضاف الرئيس الأمريكي أن الرسالة التي يرغب في توجيها حاليا إلى أحمدي نجاد هي " أوقف تصدير الإرهاب". وتعهد بوش بأن تواصل بلاده جهودها لعزل إيران حتى " تتخلى عن طموحاتها لحيازة أسلحة نووية" . وقال مراسل بي بي سي في طهران ان هذه الزيارة تضع العراق المتحالفة مع الولاياتالمتحدة في وضع حرج. ونسبت وكالة فارس للأنباء لأحمدي نجاد قوله لصحفيين عراقيين "إننا نعتبر التوتر وعدم الاستقرار في العراق مؤامرة حاكتها القوى التي تحتل هذا البلد". وتابع قائلا "شيء مضحك أن يتهمنا من له 160 ألف جندي في العراق بالتدخل في هذا البلد". جاء ذلك ردا على الاتهامات الأمريكيةلطهران بإذكاء العنف الطائفي في العراق من خلال دعم ميليشيات شيعية. واعتبر مراقبون أن الزيارة قد تكون بمثابة رد إيراني قوي على الرئيس الأمريكي فالرئيس احمدي نجاد يقوم بزيارة معلن عنها مسبقا وسيبيت في العاصمة العراقية وهو ما لم يحدث مع بوش. كما اشار الرئيس الايراني إلى تطور العلاقات الاقتصادية بين البلدين واتساع نطاقها. و اكتسبت الزيارة أهمية كبيرة بإعلان رضا عطار وكيل وزارة الخارجية الايرانية الجمعة الماضي تخصيص قرض للعراق قيمته مليار دولار لمشروعات تنفذها شركات إيرانية.