هدد الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد الاثنين برد "شديد" في حالة تعرض بلاده لأي هجوم من جانب الولاياتالمتحدة في اطار المواجهة مع الغرب بسبب برنامج طهران النووي. وقال أحمدي نجاد في مؤتمر صحفي في دولة الامارات العربية المتحدة من خلال مترجم "يدركون انهم اذا أقدموا على هذا الخطأ فرد ايران سيكون شديدا وسيندمون." ومضى أحمدي نجاد قائلا "كل الناس يعرفون انهم لا يستطيعون ضربنا. ايران قادرة على الدفاع عن نفسها. انها دولة قوية." وصرح بان الغرب لا يستطيع منع ايران من المضي قدما في برنامج الطاقة النووية وقال "القوى العظمى لا تستطيع منعنا من امتلاك هذه الطاقة." وللولايات المتحدة وجود عسكري قوي في الخليج وهي تتهم ايران بالسعي لانتاج اسلحة نووية وسعت لفرض عقوبات أشد عليها. وتقول ايران انها تريد فقط توليد طاقة نووية تسمح لها بزيادة صادراتها من النفط. واستخدم أحمدي نجاد لهجة أكثر شدة من تصريحات يوم الاحد حين طالب بمغادرة القوات الامريكية المنطقة. ويوم الاثنين طالب الرئيس الايراني دول الخليج "بالتخلص" من القوات الاجنبية وحمل هذه القوات مسؤولية انعدام الامن الاقليمي. وقال أحمدي نجاد "نحن في الخليج الفارسي نواجه مصاعب واعداء. لا يريد هؤلاء ان تعيش المنطقة في امان.. يمكن تحقيق السلام عند التخلص من تلك القوات. "انهم يتدخلون في المنطقة ويجعلونها غير امنة. ويزعمون ان انعدام الامن هو سبب وجودهم (لكن) المشكلة هي تدخل القوى الاجنبية." وأدلى الرئيس الايراني بهذه التصريحات خلال زيارته للامارات وهي حليف للولايات المتحدة وجاءت بعد أيام قلائل من زيارة نائب الرئيس الامريكي ديك تشيني. والتقى تشيني بمسؤولين من الامارات وجارتها السعودية لبحث موضوعات تضمنت ايران التي وصفها بأنها تمثل باعث قلق رئيسيا بالنسبة للدول العربية السنية. وقال المحلل السياسي المقيم في دبي مصطفى العاني ان طهران تسعى لبلورة تعاون اقليمي حول المصالح المشتركة والضغط لانهاء وجود القوات الاجنبية في المنطقة وهو مطلب لن تدعمه دول الخليج العربية. وأضاف أن غياب الامريكيين عن المنطقة سيجعل ايران تبرز كقوة اقليمية عظمى مشيرا الى أن مطلب طهران هذا مرتبط بطموحات الايرانيين الاستراتيجية. وقال العاني ان الدول العربية في المقابل تحتاج الى دعم أجنبي في المنطقة لان هناك أزمة ثقة عميقة تجاه الايرانيين. وكسائر دول الخليج العربية أبدت الامارات قلقها من الخطط النووية لطهران وأعربت يوم الاحد عن دعمها لنهج معتدل في التعامل مع الازمة النووية بين ايران والغرب. وزيارة أحمدي نجاد للامارات هي الاولى من نوعها لأي رئيس ايراني منذ اقامة دولة الامارات عام 1971. وتقيم دولة الاماراتوطهران علاقات دبلوماسية كاملة وعلاقات تجارية قوية على الرغم من نزاع مستمر بين البلدين منذ ثلاثة عقود حول ثلاث جزر استراتيجية بالقرب من مدخل الخليج الذي يمر منه ثلث امدادات العالم من النفط الخام. وأثارت التوترات بين الولاياتالمتحدةوايران مخاوف اقليمية من امكانية وقوع مواجهة عسكرية قد تضرب اقتصاديات الخليج في الصميم وتهدد صادرات النفط الحيوية. وصرح أحمدي نجاد بأن ايران وافقت على اجراء محادثات مع الولاياتالمتحدة بشأن العراق لمساعدة الشعب العراقي. وأعلن البيت الابيض الامريكي يوم الاحد ان مسؤولين امريكيين وايرانيين سيجتمعون خلال الاسابيع القليلة القادمة في بغداد لمناقشة الامن في العراق. وقال أحمدي نجاد "انهم يعلمون أن خططهم فشلت في العراق وأن رؤيتهم كانت خاطئة. ما دمت تتآمر ضد الشعب العراقي فسيكون الفشل من نصيبك هناك يوما بعد يوم." *رويترز: