في زيارته الأولى من نوعها يقوم بها مسؤول فلسطيني على هذا المستوى منذ العام 1990، إلى الكويت فقد سارع رئيس منظمة التحرير الفلسطينية الأخ محمد عباس إلى تقديم اعتذار باسم المنظمة للكويت وللشعب الكويتي.ويأتي هذا لطلب الكويت سابقا باعتذار فلسطيني رسمي عن الموقف الذي تبناه الرئيس الراحل ياسر عرفات قبل 14 عاما بخصوص الغزو العراقي للكويت واعتبر مؤيدا لهذا الغزو وقال عباس فور وصولة مطار الكويت. في رده على سؤال صحفي حول موقف منظمة التحرير من الغزو العراقي للكويت "نعتذر للكويت وللشعب الكويتي عما بدر منا".وكان في استقبال الوفد الفلسطيني الذي يضم إلى جانب عباس رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية المؤقت روحي فتوح ورئيس الوزراء أحمد قريع ووزير الخارجية نبيل شعث، وزير الإعلام الكويتي محمد أبو الحسن.وبينما أعلن رئيس الوزراء الكويتي صباح الأحمد الصباح أمس عن ترحيب بلاده بالوفد الفلسطيني، مؤكدا أن الخلاف بين الكويت والسلطة الفلسطينية انتهى وأنه لا داعي للاعتذار، رفض الكثير من النواب والسياسيين الكويتيين زيارة الوفد لبلادهم.ونصح العديد من هؤلاء الحكومة بعدم الاستعجال في تطبيع العلاقات مع القيادة الفلسطينية باعتبارها تضم "زمرة عرفات"، فيما شدد آخرون على ضرورة تقديم الفلسطينيين الاعتذار أولا وإلا فإن الزيارة ستعد طعنة "لكرامة الكويتيين".وكان عباس قد أعرب قبل ساعات من توجهه إلى الكويت عن أمله بأن تطوى "صفحة الألم" في العلاقة الفلسطينية الكويتية، وأن يتمكن الطرفان من فتح صفحة جديدة تعيد الثقة إلى "العلاقات التاريخية التي تربط القيادتين والشعبين الشقيقين".وأوضح أنه سيناقش مع المسؤولين الكويتيين المساعدات الاقتصادية، وأضاف "سنطرح احتياجاتنا أمامهم، وسنترك لهم تقدير هذه المسائل".وتأتي زيارة الوفد الفلسطيني بعد شهر من وفاة عرفات، وبعد أيام معدودة من الزيارة التي قام بها الرئيس المصري حسني مبارك إلى الكويت وتطرق فيها مع مسؤوليها إلى "ضرورة دعم القيادة الفلسطينية الجديدة". وكان عباس قام في مايو/ أيار الماضي بزيارة إلى الكويت، لكنها كانت خاصة وشارك خلالها في منتدى سياسي نظمه البرلمان الكويتي واستقبله حينها كبار المسؤولين الكويتيين.