قالت السفارة الأمريكية في العراق إن وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس قامت بزيارة مفاجئة للعراق الأحد بعد يوم من تهديد رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر المناهض للولايات المتحدة بإعلان "حرب مفتوحة" على الحكومة العراقية. وتمرد ميليشيا جيش المهدي التابعة للصدر قد ينهي فترة من تراجع العنف في وقت تبدأ فيه القوات الأمريكية في الانسحاب من العراق. ودعت وزيرة الخارجية الأمريكية الدول العربية إلى عرض إقامة علاقات دبلوماسية وتخفيف أعباء الديون على الحكومة العراقية كمكافأة لها على جهودها بشأن تحسين الأمن والمصالحة السياسية. وقالت رايس إنها تأمل أن يؤدي مؤتمر لجيران العراق يعقد بالكويت الثلاثاء القادم إلى تحقيق تقدم بشأن تخفيف أعباء الديون من قبل الدول العربية وأن تفي دول عربية بوعودها بفتح سفارات في بغداد. ومنذ أول اجتماعين لجيران العراق في اسطنبول ومصر العام الماضي قالت رايس إن العراق اجاز بعض القوانين المهمة وأن الجيش العراقي حاول كبح جماح المتشددين. وقالت رايس للصحفيين قبل توقف الطائرة لاعادة التزود بالوقود في شانون بايرلندا وهي في طريقها للبحرين والكويت "يتعين على هذا الاجتماع الاهتمام بذلك. اعتقد أن من الانصاف أن نقول ان بوسع الجيران ان يفعلوا المزيد لتنفيذ تعهداتهم لانني اعتقد ان العراقيين بدأوا ينفذون تعهداتهم". وفي العراق هدد رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر بشن "حرب مفتوحة" على الحكومة ما لم توقف حملة تشنها قوات الأمن العراقية والأمريكية على اتباعه. ويزيد شبح قيام الصدر بانتفاضة كاملة من المخاطر في مواجهته مع نوري المالكي رئيس وزراء العراق. ومن المقرر ان تلتقي رايس مع وزراء في البحرين من دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والاردن قبل التوجه الى الكويت لحضور اجتماع جيران العراق. ويضم مجلس التعاون الخليجي السعودية ودولة الامارات العربية المتحدةوالكويت وقطر وسلطنة عمانوالبحرين. وقالت رايس إن "عددا من الناس خلال هذا الاجتماع سيقومون بتخفيف اعباء الديون"، وتشير تقديرات وزارة الخارجية الامريكية هذا الشهر الى انه تم شطب نحو 5ر66 مليار دولار من ديون العراق. واضافت ان اكثر من نصف الديون المتبقية والتي تتراوح بين 56 مليار دولار و80 مليار دولار مستحقة لدول الخليج. وقاوم جيران العراق السنة لاسيما السعودية حتي الأن ضغط الولاياتالمتحدة لفتح سفارات في بغداد تجادل واشنطن أنها ستدعم حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي الشيعية وتساعد على موازنة نفوذ ايران. وقالت رايس "وفيما يتعلق بموعد فتح سفارات فان اعلان السعودية والبحرين انهما سيفعلان ذلك يمثل خطوة طيبة. اتمنى ان تفعلا ذلك في وقت قريب نسبيا". وقالت مصر يوم الجمعة انها ستنتظر حتى تتحسن الظروف الامنية قبل ان ترسل سفيرا جديدا الى العراق. وخطف مسلحون سفير مصر الى العراق وقتلوه عام 2005. وقالت رايس انها تتفهم مخاوف مصر وانه على الرغم من ان تحرك الحكومة العراقية في الاونة الاخيرة في مدينة البصرة الجنوبية ضد المتشددين قد اثار اعمال عنف جديدة فإن الوضع الامني "مختلف تماما" وتحسن. واضافت ان هناك وسائل اخرى ليكون هناك تمثيل في بغداد وشجعت على القيام بمزيد من الزيارات المتبادلة من جانب العرب. ومن المتوقع ان تحضر ايران التي تتهمها واشنطن بإثارة التوتر في العراق اجتماع الكويت ولكن رايس قالت انها لا تخطط للاجتماع مع وزير الخارجية الايراني. وتنحي ايران باللائمة في اعمال العنف بالعراق على الولاياتالمتحدة. وقالت "مازلنا نأمل ولاسيما مع ايران بسلوك يتمشى مع ما تقول ايران انها تريده وهو دعم حكومة المالكي ووجود عراق مستقر. على ان اقول ان تسليح الميليشيات والانشطة التي تنتهي بقتل العراقيين الابرياء وتهديد قوات التحالف لا يتمشى على ما يبدو مع هذا الهدف." وحثت رايس في الاجتماعات السابقة سوريا على وقف تدفق المقاتلين الاجانب عبر حدودها الى العراق. وقالت ان هناك بعض التحسن "رغم انه ليس كافيا."