تزور وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس منطقة الخليج حيث تلتقي خلال ساعات قادة ومسؤولين عربا لحضهم على المساعدة في إعادة إعمار العراق في سياق الجهود الأميركية للتصدي للتأثير الإيراني في المنطقة. وبعد اجتماع يوم غد الاثنين في البحرين مع نظرائها في دول مجلس التعاون الخليجي الذي يضم ست دول خليجية، تشارك رايس الثلاثاء في الكويت في اجتماع دول جوار العراق. وقالت رايس الخميس في مؤتمر صحافي إن «أكثر ما يحتاجه العراق هو دعم اكبر من جيرانه، وهذا ما سأقوله في الكويت». وأضافت أن إظهار أن العراق مرحب به في العالم العربي «يكفي لبدء حمايته من تأثير إيران الضار». وأوضحت أنها ستطلب من قادة دول الخليج العربية: السعودية والكويت والإمارات وقطر وسلطنة عمان والبحرين أن «تفي بوعودها» بتعزيز العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية مع الحكومة العراقية. وستطلب منهم تحديدا فتح سفارات في بغداد وهي رسالة سبق ونقلها الاثنين الماضي إلى السعودية السفير الأميركي في بغداد ريان كروكر. وعلاوة على الدول العربية المجاورة للعراق تشارك رايس في اجتماع الكويت وهو الثالث من نوعه بعد اجتماع شرم الشيخ في مايو واسطنبول في نوفمبر كل من تركيا وإيران وسوريا والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن (الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين) ودول صناعية أخرى أعضاء في مجموعة الثماني. واعتبر المحلل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى ديفيد بولوك أن تحسن الوضع الأمني في العراق والحملة العسكرية الأخيرة لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ضد الميليشيات الشيعية التابعة لمقتدى الصدر في البصرة، يمكن أن تقنع الدول العربية بتليين مواقفها، مضيفاً أن «هناك تحركات في الاتجاه الايجابي». وتابع أن الدول العربية يمكن أن تلغي قسما من الديون العراقية الأمر الذي ستكون الحكومة العراقية «ممتنة» لحدوثه. وتقدر قيمة ديون العراق للكويت والسعودية ودول عربية أخرى والتي تعود لحقبة الرئيس السابق صدام حسين، بعدة مئات من مليارات الدولارات. وتطالب الكويت وحدها بتعويضات حرب تصل قيمتها إلى 178 مليار دولار بسبب الضرر الذي ألحقه الاحتلال العراقي للكويت بين عامي 1990 و1991. وقالت رايس الخميس «إن أكثر ما يساعد العراق حاليا هو تخفيف ديونه المستحقة لجيرانه».وكانت السعودية والكويت تعهدتا في الاجتماع الأول لدول الجوار في مايو 2007 ب «دراسة» مثل هذا التخفيف غير أن أي قرار لم يعلن بهذا الصدد حتى الآن. ويرى العديد من المحللين ضمنهم سوزان مالوني الخبيرة السابقة في الشؤون الإيرانية في الخارجية الأميركية، أن على الولايات المتحدة أن تقرر فتح حوار مع إيران. وقالت مالوني إن إيران «هي في آن المشكلة والحل في العراق». غير أن رايس شددت على أنها لا تعتزم لقاء نظيرها الإيراني منوشهر متقي في الكويت وأكدت «لا، أنا لا انوي الالتقاء بإيرانيين وهذا الأمر ليس مدرجا على جدول أعمالي». (أ.ف.ب)