أعلن مسؤولون أتراك واسرائيليون اليوم الجمعة ان اسرائيل وسوريا ستستأنفان محادثات السلام غير المباشرة، بوساطة تركيا، قريباً. وقال مسؤول تركي طلب عدم الكشف عن هويته "وافق الطرفان على الاجتماع بانتظام. الجولة القادمة ستعقد في اسطنبول خلال اسبوع او 10 ايام". كما صرح مارك ريجيف المتحدث باسم ايهود اولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي بأنه يتوقع عقد جلسة أخرى من المحادثات "قريبا". وكان وزير الخارجية التركي علي باباجان أكد الخميس أن مفاوضات السلام غير المباشرة الجارية بين سوريا وإسرائيل برعاية تركيا مرضية لكلا الطرفين، مشيرا إلى أنه تم التوصل إلى أرضية مشتركة لاستمرار المحادثات في وقت لاحق. وقال باباجان في تصريح للصحافيين إن المحادثات السورية - الإسرائيلية أرضت الطرفين مؤكدا أن المحادثات ستستمر على أساس لقاءات دورية. غير أن إسرائيل اشترطت أن تنأى سوريا بنفسها عن إيران، وتقطع صلتها بجماعات مثل حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية، إن كانت تريد التوصل إلى السلام. وقالت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني في تكرار لتصريحات أمريكية أن إسرائيل تريد العيش في سلام مع جيرانها لكن ينبغي على سوريا أن "تنأى بنفسها تماما" عن العلاقات "المثيرة للمشاكل" مع ايران. وأضافت ليفني أنه يتعين على سوريا أيضا أن تكف عن "دعم الارهاب..حزب الله وحركة المقاومة الاسلامية) حماس" وهما جماعتان تنالان الدعم أيضا من إيران. من جهته، رحب وزير الدفاع الإسرائيلي أيهود براك بالإعلان عن بدء المفاوضات مع الجانب السوري قائلا: "إن الخطوة التي تهدف إلى إخراج سوريا من دائرة العداء هي خطوة هامة لكنها ليست جديدة بالنسبة لإسرائيل". وأضاف باراك أنه "ينبغي على الطرفين تقديم تنازلات كبيرة"، مشيرا إلى أن "السوريين يدركون هذا الأمر تماما وان الطريق للوصول إلى السلام ما زالت بعيدة". وكانت صحيفة "ها آرتس" الإسرائيلية ذكرت على موقعها الالكتروني أن مسؤولين في الإدارة الأمريكية ابدوا فتورا تجاه إعلان إسرائيل وسوريا عن استئنافهما لمحادثات سلام غير مباشرة، واوضحوا ان اهتمام الولاياتالمتحدة يظل مركزا على المسار الفلسطيني - الاسرائيلي، الذي قالت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس انه "الأكثر نضوجا" و المرجح اكثر في الوقت الراهن ان يؤدي الى نتائج. أما في الداخل الإسرائيلي، فأظهر استطلاع للرأي أن أكثر من ثلثي الإسرائيليين يعارضون تقديم "تنازلات" لسوريا، في ما يتعلق بالإنسحاب من هضبة الجولان المحتلة منذ 1967. وأفاد الاستطلاع الذي نشرته القناة الثانية الخاصة في التلفزيون الإسرائيلي أن 70% من الإسرائيليين قالوا إنهم يعارضون تقديم "تنازلات" مقابل 22% أيدوا ذلك. وقال 58% من المستطلعين إن أولمرت ليس لديه "تفويض" للتفاوض مع سوريا. كما ربط 57% منهم الإعلان عن استئناف المفاوضات مع سوريا بقضايا الفساد التي يواجهها رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت. وهاجم نائبان إسرائيليان رئيس الوزراء بسبب المفاوضات، وربطاها بقضية الفساد التي يجري التحقيق فيها. فاعتبر النائب عن حزب العمل داني ياتوم أنه "من الأجدى أن يتفاوض أولمرت مع شهود الادعاء والمدعي العام"، بدلاً من "الأسلوب الدعائي" الذي ينتهجه. من جانبه، أسِف النائب من حزب الليكود اليميني المعارض يوفال شتينتز "لتسرّع رئيس الوزراء في التخلي عن هضبة الجولان، للإفلات من توجيه الاتهام إليه".