يستقبل العالم العام الجديد بالحداد الذي حل مكان الاحتفالات برأس السنة لدى ملايين من الناجين من الكارثة غير المسبوقة التي ضربت آسيا وأسفرت عن مقتل 123 ألفا و998 قتيلا.. فضلا عن آلاف المفقودين وملايين المصابين والمشردين .ففي استراليا تجمع آلاف الأشخاص مساء اليوم الجمعة بالتوقيت المحلي على طول مرفأ سيدني لمشاهدة الألعاب النارية التقليدية بمناسبة نهاية السنة التي ينتظر أن تكون أحد أروع العروض في العالم كما في كل سنة. لكن أمواج المد الهائلة (تسونامي) التي ضربت الأحد شواطئ المحيط الهندي أسفرت عن مقتل اكثر من 125 ألف شخص بينهم على الأرجح عشرات السياح الأستراليين تحول دون الاحتفال فعلا ، رغم أن استراليا التي لم تطل الأمواج أراضيها، أبقت على الاحتفالات خلافا لدول آسيوية أخري مجاورة لها.ألغت إندونيسيا البلد الأكثر تضررا مع حصيلة قتلى قد تصل إلى مائة ألف، عرضا للألعاب النارية المقرر. وتخلت الفنادق الفخمة في سريلانكا التي خزنت كميات كبيرة من زجاجات الشمبانيا أيضا عن الاحتفالات حدادا على أرواح 28 ألف قتيل سقطوا في هذا البلد. بينما خفضت الهند التي سقط منها اكثر من أحد عشر ألف قتيل الاحتفالات إلى حدها الأدنى. ولن يشارك فيها على أي حال نحو 900 ألف شخص تضرروا مباشرة بالكارثة. في حين أبقت بومباي عاصمة البلاد الاقتصادية ومركز الصناعة السينمائية فيها، على الاحتفالات. وتقع بومباي التي تضم 18 مليون نسمة على ساحل الهند الغربي الذي لم تطله أمواج المد خلافا لساحلها الشرقي. في ماليزيا حيث سجل حوالي 66 قتيلا يستعد نحو ألف من البوذيين والمسلمين والهندوس والسيخ والمسيحيين لإقامة حفل تأبيني. أما هونغ كونغ فقد ألغت عرض الألعاب النارية وقررت سنغافورة الوقوف دقيقة صمت مكان النقل المباشر للعد العكسي لحلول العام الجديد. لم تقتصر آثار الكارثة علي الدول الآسيوية فقط حيث ألقيت أمواج المد الهائلة (تسونامي) بظلالها الكئيبة على احتفالات رأس السنة في أوروبا التي تقع على بعد آلاف الكيلومترات عن المنطقة التي ضربها المد البحري الهائل إذ أن مئات السياح الأجانب كانوا يمضون الأعياد تحت شمس المحيط الهند قضوا في الكارثة بينهم اكثر من ألفين في تايلاند وحدها.في باريس حيث سيجتمع آلاف الأشخاص كما في كل سنة في جادة الشانزيليزيه لاستقبال العام 2005 غطيت الأشجار والمصابيح بوشاح اسود حدادا على الضحايا. وقضى 117 فرنسيا في الكارثة ولا يزال 560 مواطنا فرنسيا في عداد المفقودين.وفي لندن ينتظر حضور اكثر من 150 ألف شخص عرضا ضخما للألعاب النارية على ضفتي نهر التايمز. وسيتوجه عدد كبير منهم إلى ساحة ترافلغار (الطرف الأغر) رغم توصيات الشرطة البريطانية التي حاولت ثني المحتفلين عن ذلك خشية وقوع عمليات تدافع أو عنف. ينتظر حضور 400 ألف شخص مسيرة يشارك فيها عشرة آلاف مهرج وراقص واستعراضي. وستعود عائدات العرض إلى ضحايا الكارثة. وقد قتل 29 بريطانيا على الأقل. وفي برلين دعت السلطات المواطنين إلى التخلي عن شراء الألعاب النارية وتكريس هذه الأموال للتبرع إلي الضحايا. وتأكد مقتل 33 ألمانيا في حين لا يزال نحو ألف آخرين في عداد المفقودين. وألغت مدينة بيزا في إيطاليا احتفالاتها وقررت إرسال الأموال المخصصة لها إلى منظمات إنسانية. وسيتم الوقوف دقيقة صمت خلال الاحتفالات المقررة في البندقية. وقتل 14 إيطاليا ولا يزال نحو 700 في عداد المفقودين. بينما حولت السويد البلد الأوروبي الأكثر تضررا مع 44 قتيلا و3500 مفقودا، اليوم الأول من السنة إلى يوم حداد رسمي. وفي الولاياتالمتحدة التي قتل 414 من مواطنيها تستعد نيويورك لتنظيم احتفالات وسط إجراءات أمنية مشددة خشية وقوع اعتداءات. أكدت استراليا أن التهديد الإرهابي لا يزال جديا. وستشمل العمليات الأمنية اكثر من 1500 شرطي بينهم خبراء متفجرات وعناصر باللباس المدني. وردا على الانتقادات قال المنظمون في استراليا انه فات الأوان لإلغاء الاحتفالات لكنهم تعهدوا بتحويل المناسبة إلى نداء ضخم لجمع الأموال وسيتم الوقوف دقيقة صمت خلالها.