بلغ عدد قتلى زلزال سومطرة والمدّ البحري "تسونامي" 80.427 ألف شخص، نصفهم في إندونيسيا، حيث أعلنت وزارة الصحة الإندونيسية الأربعاء أنّ عدد القتلى هناك تجاوز 45 ألفا مع تقدّم الإجلاء والإنقاذ في جزر ومدن تمّ محوها بالكامل، ومن ضمنها عاصمة إقليم أتشيه.وجاء ارتفاع أعداد القتلى في إندونيسيا باعتبارها الأقرب للزلزال الهائل، والذي بلغت شدته تسع درجات. ولا يزال تقدير أعداد المفقودين في إندونيسيا عند 1.240 شخصا. كما ارتفعت تقديرات الضحايا - في رابع يوم بعد الزلزال - إثر وصول فرق الإنقاذ إلى بعض المناطق النائية في إندونيسيا والهند وجزر المالديف.وفي سريلانكا، ناشدت الرئيسة السريلانكية شاندريكا كوماراتونغا شعبها تناسي خلافاته العرقية والعمل على بناء بلادهم في أعقاب الدمار التي أصابها. وتوجهت كوماراتونجا للمتمردين التاميل على وجه الخصوص بنداء لنبذ العداوة وتوحيد الجهود مع الحكومة للتصدي للكارثة. وقد أكدت السلطات السريلانكية مصرع 23.015 شخصا في الزلزال. واضطرت فرق الإنقاذ إلى دفن الآلاف من الضحايا في مقابر جماعية، خشية انتشار الأمراض مع ارتفاع درجات الحرارة.وأجبر الزلزال ما يقرب من مليون ونصف مليون شخص في سريلانكا على النزوح من منازلهم، كما دمر منازل ما يزيد على 745 ألف سريلانكي على الأقل. فيما يُقدر عدد المفقودين بحوالي 4.026 . بينما بلغ عدد الجرحى 8.202.وفي تايلاند، أعلنت السلطات مصرع 1.830 شخصا، منهم ألف على الأقل في إقليم "بانغ نا" المنخفض عن سطح البحر. وقال مسؤولون تايلانديون إن نسبة القتلى تصل إلى سائحين مقابل كل مواطن تايلاندي.وفي الهند، لقي عشرة آلاف شخص مصرعهم، منهم سبعة آلاف قضوا في ولاية "تاميل نادو" على الساحل الشرقي للبلاد. وبتأثير الحجم الهائل للكارثة، اكتسبت جهود الإغاثة الدولية قوة دافعة بتدفق المعونات والمساعدات، حيث قدمت الولاياتالمتحدة 35 مليون دولار، واليابان 30 مليون دولار، وأستراليا 7.6 مليون دولار، وألمانيا 2.7 مليون دولار، وتعهدت المملكة العربية السعودية بتقديم عشرة ملايين دولار.وفي هذه الأثناء، وفيما حذّر مسؤول دولي من كارثة جديدة قد تحصد الآلاف، بفعل الأمراض التي تفشّت في أعقاب تزايد عدد الضحايا، توقع مراقبون وخبراء أن يتجاوز عدد القتلى في الكارثة، التي شملت 11 دولة، من بينها جزر المالديف وميانمار وماليزيا وبنغلاديش وتنزانيا، المائة ألف شخص.وقال مراسلون إنّ قرى ومدنا وجزرا في إندونيسيا، إما محاها، أو نقل ما تبقى منها لبضع كيلومترات، المدّ البحري الغامر. وتفيد التقارير الأولية الواردة من جزيرة سومطرة بأن ثلاثة أرباع مدينة ميولابو الساحلية قد أزاحه الطوفان وذلك بعد أن تلقى المسؤولون الإندونيسيون أول رسالة بالبريد الإلكتروني بعد يومين من الكارثة وانقطاع الاتصالات تماما مع الجزء الشمالي الغربي من الجزيرة. وقال المراسلون إنه ومع التقدّم في الوصول إلى المناطق المنكوبة، يكتشف رجال الإنقاذ وضعا أصعب مما كانوا يعتقدون.ونقل شهود صورا مرعبة عمّا عاشته جزيرة باندا أتشيه، عاصمة إقليم أتشيه، شبيهة تماما بأفلام الرعب، حيث ولّى المئات من متساكني المدينة الأدبار فارين من دون وجهة واضحة هربا من أمواج تسونامي العملاقة التي ارتفعت نحو 4 كلم عن سطح الأرض.وأضافوا أنّ قوة المياه كانت كافية بحيث أنها اقتلعت أشجارا ضخمة بجذورها فيما أتت على ما في طريقها، في الوقت الذي ظلّ فيه العشرات يشاهدون أقرباءهم وأصدقاءهم ومصيرهم بين الأمواج العاتية المرعبة.وحذّرت منظمة الأممالمتحدة لرعاية الطفولة من كارثة أكبر بكثير لا سيما مع الارتفاع المهول في أعداد الضحايا.وقال مدير يونيسيف جون إنه ورغم أنّ منظمته أرسلت 200000 من موظفيها ومنتسبيها إلى المناطق المنكوبة إلا أنها مازالت بحاجة إلى أكثر من ذلك بكثير.وقال خبير بارز بمنظمة الصحة العالمية إن الأمراض قد تقتل في منطقة المحيط الهندي المنكوبة عددا يماثل عدد القتلى الذين سقطوا من جراء موجات المد العاتية الناجمة عن زلزال الأحد.وأبلغ الدكتور ديفيد نابارو مؤتمرا صحفيا أن هناك حاجة ماسة إلى المسارعة بتقديم الرعاية الطبية والمياه النقية إلى البلدان التي منيت بأفدح الخسائر حتى يتسنى الحيلولة دون وقوع كارثة صحية تماثل في وطأتها الكارثة الناجمة عن موجات المد.في تلك الأثناء، توقع مدير الدفاع المدني الإيطالي غويدو برتولازو أن ترتفع الحصيلة النهائية لضحايا المد البحري بآسيا في الأيام المقبلة لتتجاوز المائة ألف قتيل. وقال بيرتولازو "لن نتمكن أبدا من تحديد العدد الدقيق للضحايا لعدم وجود سجلات للتعداد السكاني في معظم البلدان المنكوبة". ورأى أن التحدي القادم يتركز في مواجهة الأوبئة جراء الأعداد الهائلة من الجثث المتناثرة في العراء ودمار البنية التحتية للصرف الصحي، مضيفا أن "السيناريو يبدو وكأنه يوم القيامة ولكنه حقيقي للأسف.