قال مسؤول أمريكي رفيع ان إيران لم تحرز إلا تقدما " متواضعا" في البرنامج النووي بسبب العقوبات الدولية ولكنه حذر من العواقب الكبيرة إذا استمرت إيران في أنشطتها النووية الحساسة. وقال وليام بيرنز وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية في إفادة مُعدة سلفا سيدلي بها أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب "بينما تسعى إيران لخلق فهم مفاده حدوث تقدم في برنامجها النووي إلا أن التقدم الحقيقي كان أكثر تواضعا." مضيفا بان الضغوط ستتواصل على طهران إذا ما استمرت على نهجها الحالي. وتابع "من الواضح أن إيران لم تتقن تخصيب (اليورانيوم).. وأدت العقوبات التي تفرضها الأممالمتحدة بصورة مباشرة إلى عرقلة قدرة إيران على الحصول على تكنولوجيا أو مواد مهمة لبرامجها الصاروخية وحتى تلك ( المواد) التي لها أكثر من استخدام." ولكن بيرنز وهو أرفع مسؤول في الخارجية الامريكية في الشأن الإيراني حذر من أنه اذا استمرت طهران في رفض التخلي عن أنشطة تخصيب اليورانيوم التي يعتقد الغرب أن هدفها صنع قنبلة نووية فستكون هناك عواقب. وقال "أي استمرار للنهج الحالي سيكلف إيران تكاليف باهظة بصورة متزايدة." ولكنه لم يعط مزيدا من التفاصيل. وتأتي إفادة بيرنز وسط توترات متزايد مع إيران التي جربت اليوم إطلاق تسعة صواريخ وحذرت الولاياتالمتحدة وإسرائيل من أنها مُستعدة للرد على أي هجوم على مواقع مشاريعها النووية المتنازع عليها. -وفي الاتجاه ذاته قال المرشح الديمقراطي للرئاسة في الولاياتالمتحدة اوبامااليوم الأربعاء ان إيران تشكل تهديدا ويتعين احتواؤها بالطرق الدبلوماسية وتشديد العقوبات وقال المرشح الجمهوري جون مكين أن تجارب ايران الصاروخية تثبت الحاجة إلى نشر درع صاروخي دفاعي في أوروبا. وتأتي هذه التصريحات تزامنا مع إجراء ايران لتجربة صاروخية أطلقت خلالها تسعة صواريخ متوسطة وطويلة المدى لتحذر الولاياتالمتحدة وإسرائيل من إنها مستعدة لرد انتقامي اذا تعرضت لهجوم بسبب برنامجها النووي. واستغل المرشحان اللذان سيتواجهان في الانتخابات المقررة في نوفمبر تشرين الثاني المقبل الحدث لتأكيد مواقفها المتعارضة ازاء الشرق الا وسط الذي احتل مكانة القضية رقم واحد بدلا من الاقتصاد الأمريكي لدى الناخبين الأمريكيين. وقال اوباما عضو مجلس الشيوخ عن الينوي لشبكة سي.بي.اس التلفزيونية " أعتقد أن ذلك يؤكد حاجتنا لايجاد نوع من السياسة التي تتمثل في تحميل ايران عبء تغيير سلوكياتها وبصراحة لم نتمكن من القيام بذلك على مدى الأعوام الماضية." وقال أوباما الذي وصف ايران على شبكة ايه.بي.سي التلفزيونية بأنها تمثل "تهديدا كبيرا" ان الرئيس جورج بوش لم يدعم مواجهاته الكلامية بعقوبات اقتصادية. مشيرا إلى تقارير تفيد أن الصادرات الامريكيةلإيران زادت خلال سنوات حكم بوش. وقال مكين في بيان معد مسبقا "العمل مع حلفائنا الأوروبيين وفي المنطقة هو أفضل سبيل لمواجهة التحدي الذي تمثله ايران وليس التنازلات الحادية التي تقوض الدبلوماسية متعددة الأطراف." ووقعت الولاياتالمتحدة يوم الثلاثاء اتفاقا على بناء جزء من درع صاروخي دفاعي في جمهورية التشيك. وتريد إدارة بوش كذلك إقامة منشات في بولندا غير ان المحادثات بشأنها تعثرت. وأغضبت هذه الجهود روسيا التي قالت أنها سترد عسكريا اذا تم نشر الدرع قرب حدودها. في غضون ذلك اختبرت إيران صاروخا من نوع "شهاب3" طويل المدى قالت إنه قادر على إصابة أهداف في إسرائيل والقواعد الأميركية في المنطقة، ضمن تسعة صواريخ مختلفة المدى حسب ما أوردته وسائل إعلام إيرانية، لتعزز بذلك منظومة صواريخها. وقالت قناة العالم الرسمية التي تبث بالعربية إن الصاروخ مجهز برأس تقليدي وزنه طن ومداه ألفا كيلومتر. من جهتها أوضحت قناة "برس تي.في" التي تبث بالإنجليزية أن ما مجموعه تسعة صواريخ أطلقت خلال هذه التجربة، وعرضت مشاهد لإطلاق "شهاب3" في منطقة صحراوية لم تحدد في إيران. ونقلت قناة العالم عن قائد القوات الجوية في الحرس الثوري حسين سالمي قوله إن "هدف هذه المناورات إظهار استعدادنا للدفاع عن سلامة الأمة الإيرانية"، و"صواريخنا جاهزة للإطلاق في أي زمان أو مكان بسرعة وبدقة"، مؤكدا أن "العدو يجب ألا يكرر أخطاءه، وأهدافه تحت مراقبتنا". وتأتي هذه التجارب الصاروخية بينما تصاعدت حدة التوتر بين إيران وإسرائيل بسبب البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية الذي أكدت الأخيرة سلميته ورفضت التخلي عنه رغم فرض العقوبات الغربية عليها. وكان ممثل مرشد الجمهورية الإيرانية لدى القوات البحرية علي شيرازي قد هدد بضرب تل أبيب ومصالح أميركية في العالم -بما فيها السفن في الخليج- إذا تعرضت بلاده لهجوم. وسبق أن هددت إيران في حال تعرضها لهجوم بإغلاق مضيق هرمز عند مدخل الخليج والذي يعتبر أهم ممر ملاحي، حيث تمر عبره 40% من تجارة النفط العالمية. يذكر أن سفنا حربية بريطانية وأميركية أنهت الثلاثاء مناورات استمرت خمسة أيام في الخليج شملت أمن المنشآت النفطية، على ما أعلنه الأسطول الأميركي الخامس ومقره البحرين. وكانت إسرائيل تعهدت بمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، في حين لم تستبعد الولاياتالمتحدة الحل العسكري رغم إشارتها إلى رغبتها في حل الخلاف دبلوماسيا.