حذرت وكالات الإغاثة الدولية من أن نحو 15 مليون شخص في القرن الأفريقي مهددون بكارثة إنسانية جراء النقص الحاد في الغذاء ما لم تقدم الأطراف المانحة أموالا لتزويدهم بالمؤن. ووجه برنامج الأغذية العالمي نداء عاجلا لتقديم 403 ملايين دولار أميركي لتوفير الأغذية لسكان مهددين بالمجاعة في الصومال وإثيوبيا وجيبوتي وكينيا ومنطقة كاراموجا في أوغندا حتى نهاية هذا العام. وأعرب المتحدث باسم البرنامج التابع للأمم المتحدة بيتر سميردون عن قلقه من الجفاف وارتفاع أسعار الغذاء، مشيرا إلى أنه في حال شح أمطار سبتمبر/ أيلول وأكتوبر/ تشرين الأول ستتضاعف الأرقام بشكل جنوني في المنطقة. وأوضح سميردون أن نحو مليون صومالي قد تعوزهم الحبوب في أغسطس/ آب إلا إذا أرسلت الدول سفنا حربية لمواكبة سفن المعونات إلى البلد الذي تمزقه الحرب الأهلية منذ نحو 17 عاما. ويعاني 6.2 ملايين صومالي على الأقل من نقص حاد في الغذاء، وهذا الرقم قد يرتفع إلى 5.3 ملايين مع نهاية 2008. وقال منسق الأممالمتحدة للإغاثة في الصومال مارك بودن إن المانحين لم يقدموا أكثر من 37% من مبلغ 627 مليون دولار طلبتها الوكالة للصومال. وأكد مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن الوضع الإنساني بلغ "مستويات طارئة" في الصومال وإثيوبيا، فيما يهدد خطر شح الأمطار بتفاقم الوضع في الدول الأخرى. وحذر من أنه إذا تراجعت نسبة الأمطار ولم يتم تلقي أموال من المانحين فستحل الأزمة في غضون الأشهر المقبلة. ويحتاج نحو 6.4 ملايين إثيوبي إلى دعم غذائي طارئ، أي بزيادة 2.2 مليون شخص بين يناير/ كانون الثاني ومارس/ آذار، كما يتوجب تقديم مساعدات ل7.5 ملايين غيرهم ممن تأثروا بالجفاف، سواء بالأغذية أو بالمال. وتشهد كينيا تفشيا في انعدام الأمن الغذائي حيث يحتاج 2.1 مليون شخص إلى المساعدات الغذائية الطارئة. أما في أوغندا، فيحتاج نحو 707 آلاف شخص في منطقة كاراموجا الريفية. وفي جيبوتي، يواجه 80 ألف شخص أزمة غذائية حادة، فيما أدى تزامن الجفاف وارتفاع أسعار الأغذية على الصعيد العالمي إلى ظهور بوادر أزمة إنسانية في إريتريا. ويبقى على المنطقة التعافي من موجة جفاف اكتسحتها عام 2006 مهددة 11 مليون شخص، ساءت ظروفهم لاحقا جراء أمطار غزيرة غمرت الأراضي الجافة، مسببة فيضانات دفعت بالآلاف إلى النزوح وأعاقت توزيع المساعدات.