قال اللواء الركن صالح حسين الزوعري نائب وزير الداخلية ان الأجهزة الأمنية في اليمن تصدت بحزم للجريمة المنظمة وفي مقدمة ذلك جريمة المخدرات التي داهمت بلادنا هذا العام بشكل غير مسبوق وخصوصاً عبر البحر, مستغلة في ذلك اتساع رقعة شواطئ الجمهورية, كنقطة عبور إلى الدول المحاورة مستخدمة قوارب مختلفة الجنسية . وذكر الزوعري في كلمة اليمن التي ترأست جلسة في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية الذي عقد في فيينا ,ان مجموع ما ضبطته الأجهزة المختصة خلال عام 2008م وصل الى عشرون طنا من مادة الحشيش وما يزيد عن تسعة ملايين قرص من العقاقير المخدرة , موضحا ان هذا الكميات تفوق ثلاثة أضعاف الكميات التي تم ضبطها في العام الماضي 2007م . مشيرا إلى ان تلك الأرقام بقدر ما تعكس التحديات الكبيرة التي تواجهها الجمهورية اليمنية بقدر ما تعكس حقيقة الجهود والنجاحات التي حققتها الأجهزة الأمنية في مواجهة جرائم تهريب المخدرات. لافتا الى ان الجمهورية اليمنية قامت بالمصادقة على مجموعة من الصكوك والاتفاقيات الدولية ذات الصلة بمكافحة الجريمة كان آخرها اتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية واتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة الفساد وانها حرصت على تجسيد التزاماتها الواردة في تلك الاتفاقيات في تشريعاتها الوطنية من خلال إصدار العديد من القوانين مثل قانون مكافحة الفساد وقانون المناقصات والمزايدات وتشكيل اللجنة الوطنية العليا لمكافحة الفساد واللجنة العليا للمناقصات والمزايدات وأخيراً أقرت الحكومة مجموعة من مشاريع القوانين منها مشروع قانون مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب ومشروع قانون مكافحة الإرهاب وهما منظوران حالياً أمام اللجنة المختصة بمجلس النواب. وأكد الزوعري ان الإرهاب من ابرز الجرائم ا لمنظمة التي تستهدف الأمن والاستقرار جرائم الإرهاب التي تقض مضاجع الأبرياء الآمنين وتستهدف المرافق والمنشآت الاقتصادية الحيوية ووسائل المواصلات. وقال ان اليمن من البلدان التي عانت من الجرائم الإرهابية أكثر من غيرها حيث استهدفت الأعمال الإرهابية أهم القطاعات الاقتصادية وخلفت خسائر فادحة في مجالات السياحة والاستثمار لذلك فهي تعرف جيدا خطر الإرهاب ودمويته وكانت آخر عملية إرهابية تلك التي استهدفت في السابع عشر من سبتمبر الماضي مبنى السفارة الأمريكية بصنعاء والتي نجم عنها وفاه اثني عشر شخصاً من إلابرياء. واضاف نائب وزير الداخلية ان اليمن بحكم موقعها الجغرافي المتميز وإطلاعها على الهم منفذ بحري قد أخذت على عاتقها تامين الملاحة البحرية في باب المندب وخليج عدن، ومواجهة أعمال القراصنة التي تحولت في الفترة الأخيرة إلى خطر حقيقي يهدد الملاحة الدولية في هذا الممر المائي الهام. مشيرا الى ان الجمهورية اليمنية ينتابها قلق متعاظم تجاه هذا الأمر لذلك قامت قوات خفر السواحل اليمنية بالتصدي لاعمال القرصنة واحبطت أكثر من عملية وهى تواصل جهودها في هذا المجال بالتعاون مع وقوات التحالف، غير أنها ترى ان هذه المشكلة تفوق قدراتها وامكانياتها المحدودة وانها بحاجة إلى جهد دولي لمواجهتها والقضاء عليها والجمهورية اليمنية على استعداد لمؤازرة هذا الجهد. مشددا على ضرورة دعم جهود اليمن في مواجهة الجريمة المنظمة من قبل الدول المانحة ومكتب الاممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة , لتتمكن من مواجهة جرائم تهريب المخدرات ومكافحة الإرهاب والقرصنة خصوصاً وهى تطل على شريط ساحلي مترامي الاطراف يمتد إلى حوالي (2800) كيلو متر.