تحتفل اليمن مع سائر بلدان العالم يوم غد السبت باليوم العالمي للبريد, والذي يأتي هذا العام وقد مضى على تأسيس الأتحاد البريدي العالمي ( 134 عاما). وقال نائب مدير عام الهيئة العامة للبريدي والتوفير البريدي المهندس فائز سيف عبده لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) " تحتفل اليمن هذا العام باليوم العالمي للبريد بعد تمكنها من تحقيق مراكز متقدمة في التصنيف العالمي وحصلت على شهادة الجودة لأدائها لخدمات البريد العاجل ". وأضاف عبده " استطاع البريد اليمني الحصول على جميع المزايا والعلاوات التي تمنح للطرود البريدية الدولية الواردة مقابل الأداء كونه حقق شروط الأداء المتمثلة بالتوزيع السريع واستخدام نظم المتابعة الالكترونية وتبادل المعلومات والاستعلامات عن الطرود بواسطة نظام الاستعلام الالكتروني للطرود والقيام بالتخليص الجمركي على الطرود الواردة نيابة عن المرسل وتحصيل الرسوم الجمركية في نقاط البيع" وأوضح أن الاحتفال هذا العام يأتي وسط تقييم للقفزات الرائعة التي شهدها قطاع الخدمات البريدية على مستوى الوطن، والارتقاء بخدمات الإرسال البريدي ، والمنافسة في مجال السوق المالية من خلال خدماته التي يقدمها للمواطنين بسرعة قياسية تمثلت في التوفير البريدي والحوالات المالية بنظام متطور ينافس البنوك التجارية وشركات الصرافة. وأشار إلى أن البريد سيكرم بهذه المناسبة كبار الزبائن المتعاملين مع البريد وكذا المكاتب والمناطق البريدية التي تميزت في أدائها في الخدمات البريدية بالإضافة انها ستقوم بالتعريف باستراتيجية البريد العالمية التي تم اعتمادها أغسطس الماضي بجنيف وكذا التوجهات المستقبلية للبريد اليمني خلال الفترة القادمة. وأكد أن البريد اليمني نوع في تشكيل خدماته البريدية والمصرفية وأصبحت في مستوى العديد من إدارات بريد البلاد المتقدمة وتجاوزه المنافسة في محيطه العربي والإقليمي, لافتا إلى أن اليمن أصبحت لها مشاركة فعالة في المحافل البريدية الإقليمية والدولية وحرصها على الاستفادة من كل الفرص المتاحة لتحديث وتطوير العمل البريدي والاستفادة من تجارب البلدان المتقدمة ومن الدعم الفني الذي يقدمه الاتحاد البريدي العالمي للبلدان الأقل نموا. وحسب نائب مدير عام الهيئة فأن البريد اليمني لاقى انطباعا ايجابيا وارتياح كبير من جميع المنظمات التابعة للاتحاد البريدي العالمي الذي تشهد بنجاح التجربة اليمنية في مجال البريد والتوفير البريدي وتطوير خدماتها واستخدامها لأرقى تقنيات الحلول الالكترونية في إدارة خدماتها وأنشطتها رغم إمكانياته المتواضعة. وأضاف في هذا الصدد أن اليمن اعتمدت في برامج عملها ومشاريعها التحديثية أهداف إستراتجية جنيف التي اعتمدها الاتحاد البريدي العالمي 2009-2012 لتكون خارطة الطريق للمؤسسات البريدية العالمية التي تتضمن تحسين التشغيل البيني للشبكة البريدية ثلاثية الأبعاد ونوعيتها وفعاليتها حتى يتمكن قطاع البريد من الاستمرار في الوفاء بحاجات السوق والزبائن والحث على تقديم خدمة بريدية أساسية تتكيف والبيئة الاجتماعية والاقتصادية والتقنية وتشجيع التنمية المستدامة لقطاع البريد واقتصاده وتعزيز نمو الأسواق والخدمات البريدية. ويأتي الاحتفال باليوم العالمي للبريد هذا العام وقد شهد قطاع البريد خلال العامين الماضيين وفي اطار برنامج رئيس الجمهورية الانتخابي توسع وتطوير كبير في خدماته وانتشاره في عموم محافظات الجمهورية . ووفقا لتقرير صادر عن وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات فأنه يجري إنشاء 20 مشروع بناء مكاتب بريدية، بتكلفة إجمالية أولية تبلغ 858 مليون و 997 ألف و 795 ريال وبنسبة إنجاز بلعت 73% ، منها ثلاثة مشاريع في محافظة إب، ومشروعين في كلٍ من محافظات (عدن ، تعز، الحديدة، البيضاء) ومشروع واحد في كلٍ من أمانة العاصمة ومحافظات (صعده, الضالع, ذمار, حجة, عمران, مأرب, المحويت, ريمه). كما تم تنفيذ وافتتاح عدد 23 مكتب بريد ومباشرتها لتقديم خدمات البريد، بالإضافة إلى مكتبين وإعادة تأهيلهما وتحسينهما ومبنيين أثنين مناطق بريدية, وأربعة مكاتب بريدية بدأ إنشاؤها خلال العام 2007م ، و 19 مكتب بريد انتهاء العمل منها خلال العام 2006م , حيث بلغت تكلفة إنشاؤها 522 مليون و 466ألف ريال . وحسب التقرير فقد تم زيادة منافذ الصرف في المكاتب البريدية بعدد 240 منفذ صرف جديد وبنسبة إنجاز بلغت 105 % ، فضلا عن استيعاب الحالات الجديدة من صندوق الرعاية الاجتماعية لدفع مستحقاتها عبر البريد مساهمة في تنفيذ توجيهات فخامة رئيس الجمهورية في برنامج مكافحة الفقر من خلال تسهيل استلام المستحقات المالية. كما تم استيعاب 164 ألف حالة جديدة من حالات الضمان الاجتماعي ليرتفع عدد الحالات التي تُسلم مستحقاتها عبر البريد إلى 624 ألف حالة حتى شهر يونيو الماضي، وبنسبة إنجاز بلغت 103% . في حين تم تنفيذ عملية النزول الميداني لموظفي البريد لتسليم مستحقات المستفيدين من الرعاية الاجتماعية إلى محلات إقامتهم في العزل والقرى في عدد من مديريات ومحافظات الجمهورية، إلى جانب استيعاب كافة المتقاعدين المدنيين والعسكريين الجدد البالغ عددهم 35 ألف متقاعد ليرتفع إجمالي عدد الذين تشمل معاشاتهم عبر البريد إلى 215 ألف متقاعد حتى يونيو 2008م وبنسبة إنجاز بلغت 100% . وعلاوة على ذلك تم تطوير وتحديث خدمة البريد العاجل المحلي والدولي من خلال اعتماد وتنفيذ خطة لتطوير وتحسين وتوسيع الخدمة وتسويقها وتنمية مواردها، مما ساهم في زيادة إيرادات الخدمة بنسبة 72 % خلال العام الماضي، في حين تم ربط الخدمة بمنظومة الإتحاد البريدي العالمي لتتبع أثر البعائث البريدية، وربطه بموقع البريد على الإنترنت لتمكين المواطنين من الاستعلام عن بعائثهم، والاشتراك في نظام ( راغبي ) للاستعلامات الدولية الإلكترونية للحصول على ردود فورية. ونتيجة لذلك حصل البريد اليمني على الجائزة البرونزية من إتحاد البريد العالمي عن أداء خدمة البريد العاجل الدولي من بين 196 دولة عضواً في الإتحاد واليمن هو البلد العربي الوحيد الحاصل على هذه الجائزة . وكان أن تم إنشاء وتشغيل مراكز ومكاتب تبادل البريد على مدار الساعة من خلال خمس ورديات لفرز وإغلاق وترحيل البريد أولاً بأول ، وزيادة عدد الرحلات البريدية،وتطوير وتحسين خدمة نقل البضائع والتوسع فيها من خلال تسويق الخدمة وتزويدها بعدد ثلاث شاحنات واعتماد معايير دقيقة لاستلام وتسليم الشحنات والذي يتم من الباب إلى الباب . وفي مجال الاستفادة من تقنية المعلومات لتطوير خدمات البريد أوضح التقرير أنه تم الاتفاق مع الإتحاد البريدي العالمي على إرسال خبير لعمل دراسات الجدوى ومواصفات التجهيزات والبرامج ،حيث تم البدء بإعداد الدراسات والمواصفات للمشروع . أكد التقرير أن الهيئة قامت بتنفيذ عدد من المشاريع الهادفة إلى توسيع وتحديث شبكة الحاسبات الإلكترونية التابعة للهيئة والتي بواسطتها يتم تقديم كافة الخدمات المالية لتسهيل تقديم الخدمات بطريقة سهلة وميسرة, بلغت تكلفتها الإجمالية 328 مليون و 962 الف ريال وبنسبة إنجاز بلغت 100% . وشملت تلك المشاريع شراء وتوريد جهاز سيرفر رئيسي مع ملحقات الربط الشبكي لرفع الطاقة الاستيعابية للشبكة الإلكترونية وتركيبه في مركز الهيئة وتشغيله،وتعزيز شبكة الحاسبات البريدية بالمستلزمات التقنية وأدوات الربط الشبكي حيث تم توريد عدد 424 جهاز كمبيوتر، وعدد 495 طابعة متنوعة ، وتوزيعها على المكاتب البريدية . في المقابل تم توريد حوالي 1000 جهاز من أجهزة الربط الشبكي المختلفة، والآلات والتجهيزات الأخرى المختلفة الخاصة بتحديث الشبكة الإلكترونية البريدية وأتمتة الخدمات المقدمة عبر شباك البريد، وتم إضافة ربط 49 مكتب بريد بالشبكة الإلكترونية وتوفير كافة لتجهيزات اللازمة لذلك ، وإجراء الصيانة المتعلقة بخطوط الربط لكافة المكاتب البريدية . أما في مجال إدخال خدمة الصراف الآلي ( A.T.M ) ضمن الخدمات الحديثة التي تقدمها الهيئة لتسهيل استلام المستفيدين والمتعاملين مع البريد لمستحقاتهم عبر هذه المنظومة وتسهيل عملية سداد مستحقات الجهات الخدمية قامت الهيئة بتهيئة البنية التحتية لمنظومة الصراف الآلي وتحقيق خطوات متقدمة نحو إشهار الخدمة فعلياً في نهاية العام 2008م ، وقد بلغت الكلفة الإجمالية للمشروع 123 مليون و 470 الف ريال، وقد بلغت نسبة الإنجاز لأعمال سير المشروع 60 % . وفي رسالة وجهها المدير العام للمكتب الدولي للاتحاد البريدي العالمي إدوارد ديان للمكاتب البريدية بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للبريد قال" أن الاتحاد البريدي العالمي يحتفل بكل فخر هذا العام بمضي 60 عاما على تحوله إلى وكالة متخصصة تابعة لمنظومة الأممالمتحدة ". وأوضح أن القطاع البريدي منذ العام 1948 مساهمة ملموسة في كبريات المهام التي تنجزها الأممالمتحدة في ميدان التنمية والحد من الفقر وردم الهوة الرقمية والنهوض بالصحة وحماية البيئة والتنمية المستدامة, مؤكدا أن الخدمات البريدية تتمتع بصفة الشمولية تقوم مقام صلة تربط بين كان العالم أجمع وهي سمة هامة للغاية في عصر لا يتمتع فيه ملايين الأشخاص بحق الاتصال. وأضاف " لقد توقع البعض منذ وقت ليس ببعيد اندثار الخدمات البريدية بيد أن هذه الخدمات مازالت تنبض بالحياة أكثر من أي وقت مضى ، ولم يحل محلها لا البريد الالكتروني ولا الشبكة العالمية للمعلومات(الانترنت) بل اتاحا فرص جديدة ". وتابع بقوله : إننا اليوم نعيش عصر تتكامل فيه مختلف وسائل الاتصال، وان القطاع البريدي يقدم خدمات لمن يستخدمون الوسائل الالكترونية للبيع والشراء وكذلك لمن لا يستفيدون استفادة كاملة من التقنيات الجديدة والذين مازال يشكل البريد بالنسبة لهم صلة حيوية بالعالم الخارجي.