شهدت أعمال مؤتمر الرياض لمكافحة ما يسمى الإرهاب جدلا بين بعض الوفود المشاركة بشأن تعريف "الإرهاب"..وفي هذا السياق رفض الوفد الإيراني أن تصنف مقاومة الاحتلال على أنها إرهاب، في إشارة منه إلى الشعبين الفلسطيني والعراقي. وقال علي أبو الحسني عضو الوفد إنه لا يتساوى شعب يقاتل من أجل حريته وهو تحت الاحتلال ومن يقتلون المدنيين الأبرياء. وأكد المسؤول الإيراني جدية بلاده في مكافحة ما يسمى الإرهاب وتبادل الخبرات والمعلومات في هذا المجال. اما الوفد السوري فقد طالب في ورقة عمل قدمت إلى المؤتمر بإدانة دولية "لإرهاب الدولة الذي تمثله إسرائيل". من جهتها هاجمت رئيسة الوفد الأميركي فرانسيس تاونسند طهران بشدة في كلمتها أمام المؤتمر، مذكرة بخطاب حالة الاتحاد للرئيس جورج بوش الأربعاء الماضي الذي اتهم فيه إيران بأنها إحدى الدول الرئيسية في دعم الإرهاب. وطالبت تاونسند وهي مستشارة الأمن الداخلي الأميركي بضرورة القضاء على ما أسمته بالإرهاب المدعوم من الدول والحكومات، في إشارة إلى الدول التي تتهمها واشنطن بذلك ومنها سوريا وإيران.. وأشادت في هذا المجال بالتعاون بين دول الخليج لمكافحة الإرهاب في ضوء ما أسمته معلومات استخباراتية تؤكد وجود صلات بين "خلايا إرهابية" في الخليج. كما أشادت المسؤولة الأميركية بالجهود السعودية في مكافحة الإرهاب وقالت إنها حققت تقدما جوهريا.. ورحبت بحذر باقتراح ولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز إنشاء مركز دولي لتنسيق التعاون وتبادل المعلومات. واعتبرت أن إقامة هذا المركز لا يلغي الحاجة إلى التبادل الثنائي للمعلومات في هذا المجال، وقالت إن أي اقتراح من شأنه زيادة تبادل المعلومات "سيمثل كسبا أكيدا". وفي إحدى الجلسات المغلقة للمؤتمر طالب المسؤول بمكتب تجفيف منابع الإرهاب بالمالية الأميركية داني غلاسر الدول الأخرى إلى تبني المعايير الدولية لمكافحة غسيل الأموال ووقف تمويل ما أسماه الإرهاب. وقال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في مؤتمر صحفي إن الهدف من تنظيم المؤتمر تأكيد المشاركة السعودية في جهود مكافحة الإرهاب وليس القيام بحملة علاقات عامة لتحسين صورة المملكة.. وقد جاء هذا التوضيح من جانب الفيصل ردا على انتقادات غربية للرياض بأنها تحاول فقط الرد على اتهامات بأنها لا تبذل ما يكفي من الجهود لمحاربة ما يسمى الإرهاب.