أكد الرئيس الصومالي عبدالله يوسف أحمد استعداد بلاده لفتح أراضيها ومياهها الإقليمية للقوات السعودية واليمنية للقيام بعمليات عسكرية لتحرير سفنهم بالقوة، متهما جماعات إسلامية صومالية، ومنها "شباب المجاهدين" بتنفيذ عمليات القرصنة . وقال الرئيس يوسف في حديث ل"العربية.نت" إن الأموال التي يجمعها المتطرفون من القراصنة، تستخدم لشراء مزيد من الأسلحة لممارسة التخريب والفوضى وقتل الأبرياء في الداخل الصومالي. وفي حديث آخر أكد الجنرال موسى عدي رئيس جمهورية البونت لاند (شمال شرق الصومال) وهو الإقليم الذي يضم ميناء "ايررديري" حيث يحتجز قراصنة مسلحون ناقلة النفط السعودية العملاقة سيرويس ستار منذ الخامس عشر من نوفمبر/تشرين ثان الماضي, أن القراصنة حركوا السفينة إلى خارج المياه الإقليمية للإقليم إلى موقع آخر لأسباب غير معلومة. وفي تصريحات عبر الهاتف من مقره في الإقليم الذي يتمتع منذ عام 1998 بالحكم الذاتي, شدد على أن الحل الوحيد لمكافحة القرصنة هو أن يقدم العالم مساعدات لوجستية وفنية إلى حكومته لتقوم بحملة على الأرض لقطع الصلات بين القراصنة في عرض البحر وأماكن حصولهم على المؤن والإمدادات من المدن القريبة من السواحل الصومالية. وعبر الرئيس الصومالي عن أسفه جراء اختطاف ناقلة النفط السعودية والسفينة اليمنية، متابعا: سأبذل كل جهدي لتحرير الناقلة السعودية والسفينة اليمنية من أيدي القراصنة. وأضاف: الناقلة السعودية ترسوا الآن في منطقة "ايررديري" فيما السفينة اليمنية في منطقة "إيل" وقد جئت مع السفير اليمني أحمد عمر الى "جروي" لإطلاقها من القراصنة. وأشار يوسف إلى أن جماعة الشباب والفئة الإسلامية وغيرها من الجماعات المسلحة تتلقى دعما من تنظيم القاعدة وبعض المنظمات غير الحكومية العاملة في دول عربية وأجنبية، إضافة الى أنهم فرضوا رسوما اجبارية ولا زالوا يمارسون الابتزاز بقوة في جنوب الصومال حيث وقعت مناطق تحت سيطرتهم . ودعا الرئيس الصومالي الدول التي تعرضت سفنها وناقلاتها للقرصنة لعدم الرضوخ والتفاوض مع الإرهابيين، معتبرا دفع أي فدية تشجيعا للقرصنة ومشاركة في مساندة القوة المتطرفة التي تسعى للتخريب وإيذاء الشعب الصومالي. وأضاف أن لدى القراصنة والخاطفين ارتباطات بقراصنة دوليين، وأحيانا يستخدمون البواخر التجارية للقيام بعملياتهم، ومن الواضح أن الإرهابيين والقراصنة مرتبطون ببعضهم البعض. وتابع بأن الحل هو دعم الحكومة الانتقالية ومساندتها في حل المشكلة الصومالية من الداخل أساس، سواء في بناء خفر سواحل صومالية أو التدريب والتأهيل وغيرها لإيقاف العبث. وأشار الرئيس الصومالي الى أن ما يحدث من عمليات القرصنة في خليج عدن والمحيط الهندي أمر خطير يؤثر على التجارة الدولية، وقبل ذلك على الشعب الصومالي الذي تنعكس هذه الأزمات عليه بطريقة أكثر سلبية، وترتفع أسعار المواد الأساسية والغذائية في الوقت الذي يعاني من الفاقة والجوع . ودعا الرئيس يوسف الدول المطلة على البحر الأحمر إلى إتخاذ عمليات سريعة لإيقاف عمليات القرصنة باعتبارها المعنية بذلك. من جهته أكد الجنرال موسى عدي رئيس جمهورية البونت لاند أنه ليس لديه أية معلومات عن القراصنة أو خلفياتهم القبلية, معتبرا في المقابل أن تواجد السفن الحربية التابعة للدول الغربية والولايات المتحدة على سواحل الصومال لن يؤدى إلى حل مشكلة القرصنة ويقضى عليها. وكشف النقاب عن إنه يقوم حاليا بتنظيم قوة عسكرية أو خفر للسواحل لتمشيط المناطق التى يتواجد فيها القراصنة. وأضاف"نحتاج لخبراء بحريين وعسكريين وإمكانيات لوجستية ودعما فنيا لكي نؤسس خفر سواحل جيد التسليح". ومضى إلى القول:" بامكاننا القضاء على هذه الظاهرة ومنع القراصنة من ممارسة أنشطتهم, لكن لا أحد يستجيب لنا, فماذا نفعل؟". وحذر الجنرال موسى عدي من مغبة التفاوض مع القراصنة أو الاستجابة لمطالبهم بشأن دفع مبالغ مالية كفدية مقابل إطلاق سراح الناقلة أو غيره من السفن المخطوفة وتأمين الإفراج عن طواقهما البحرية. وقال "هل يمكنك أن تكافئ لصا اعتدى عليك"؟.. لافتا إلى أن والأموال التي يحصلون عليها تزيدهم قوة وتحفزهم على القيام بالمزيد من عمليات القرصنة. وأضاف " لا ينبغي الخضوع مطلقا لابتزازهم".