كشف الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما عن خطط لتحفيز اقتصاد البلاد وإخراجه من حالة الانكماش التي دخلها على خلفية الأزمة المالية التي امتدت إلى باقي أنحاء العالم.وقال مقربون من الإدارة الأميركية القادمة إن قيمة خطط أوباما لإنقاذ الاقتصاد قد تصل إلى حوالي تريليون دولار. ولا يتوقع أوباما أن يتحسن اقتصاد البلاد بمجرد توليه مقاليد الحكم في 20 يناير/كانون الثاني المقبل.ونقلت صحف بريطانية ما أدلى به أوباما الأحد في مقابلة مع قناة "إن بي سي" التلفزيونية الأميركية حيث قال إن الوضع الاقتصادي في البلاد سيزداد سوءا قبل أن يشهد تحسنا.وأعرب أوباما عن ثقته المطلقة بأنه إذا اتخذت الخطوات الصحيحة في الأشهر المقبلة فإن الاقتصاد الأميركي سيعود إلى وضعه السابق قبل أن يصبح أكثر تنافسية وانتعاشا.وفي نفس المقابلة أعلن أوباما عن أكبر استثمار في قطاع البنى التحتية في الولاياتالمتحدة منذ إنشاء شبكة الطرق السيارة في خمسينيات القرن الماضي في ظل حكم الرئيس دويت إيزنهاور.ويتضمن ذلك الاستثمار تشييد قناطر وطرق وشبكات إنترنت ومدارس وخططا لتعزيز القدرات الطاقية والإنفاق في مجال الصحة. وقال أوباما إن خطته ستكون في مستوى التحدي التي تواجهه الولاياتالمتحدة.في السياق قال أوباما إن نجاة قطاع صناعة السيارات في البلاد تكتسي أهمية قصوى لكن أية خطة يجب أن تحترم شروطا محددة.وانتقد أوباما شركات السيارات الثلاث الكبرى (جنرال موتورز، وكرايسلر، وفورد) بتكرار أخطاء إستراتيجية والفشل في التكيف مع الظروف الجديدة.لكن أوباما أقر أن قطاع صناعة السيارات يمثل العمود الفقري للصناعة في البلاد وبأنه من أكبر المشغلين وبأن ملايين الأشخاص يعتمدون بشكل مباشر أو غير مباشر على ذلك القطاع، مستبعدا بالتالي خيار التخلي عن القطاع وتركه ينهار.وتأتي تصريحات أوباما في وقت يعكف مجلس الشيوخ والرئيس الحالي جورج بوش على سن تشريع لتقديم مبلغ لأكبر ثلاث شركات لصناعة السيارات في ديترويت يصل إلى 15 مليار دولار كقروض لمواجهة تأثيرات الأزمة المالية والركود الاقتصادي.كما جاءت تصريحات أوباما أمس بعد يوم على إعلان فقدان أكثر من نصف مليون منصب خلال نوفمبر/تشرين الثاني وهي أعلى نسبة شهرية منذ 34 عاما لتصل نسبة البطالة في البلاد إلى 6.7%. "الجزيرة"