تواصل قوات الاحتلال الاسرائيلية على التوالي غارات مكثفة على شمال غزة، ويأتي هذا التصعيد تزامنا مع قرار المجلس الوزاري الامني المصغر الاسرائيلي رفض الهدنة التي اقترحتها فرنسا ومواصلة العمليات العسكرية في مناطق مختلفة من القطاع. وفي غزة، أعلن مدير الاسعاف والطوارىء الفلسطيني في القطاع الطبيب معاوية حسنين الأربعاء ارتفاع عدد ضحايا العملية العسكرية الإسرائيلية المتواصلة إلى 393 شهيداً. وقال إن من بين الشهداء 42 طفلا وطفلة و13 امرأة ورجل اسعاف. وأضاف أن عدد الجرحى جراء الغارات وصل إلى أكثر 2000 جريح لا يزال 1200 منهم يتلقون العلاج في مستشفيات القطاع وان جراح 215 منهم شديدة الخطورة. كماأعلنت قوات الاحتلال اليوم الأربعاء رفضها كافة الدعوات الدولية لوقف هجماتها العسكرية على قطاع غزة من بينها اقتراح فرنسي بوقف إطلاق النار مع حركة حماس مدة 48 ساعة للسماح بمرور مساعدات إنسانية للمناطق التي تعرضت للقصف.. وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية ييغال بالمور قد وصف الاقتراح الفرنسي في وقت سابق الأربعاء بأنه غير واقعي. واعتبر بالمور أن هذا الاقتراح لا يشمل أي ضمانات من أي نوع بأن حماس ستوقف إطلاق الصواريخ والتهريب. غير أن بالمور قال إن إسرائيل لم ترفض الاقتراح بشكل قاطع مشيرا إلى أنه واحد من بين عدد من الاقتراحات المطروحة للنقاش على حكومة الإسرائيلية. فيما أشار مسؤول إسرائيلي آخر إلى أن فرنسا قد تدخل تعديلات على خطتها. من جهتها، قالت حركة حماس الأربعاء إنها لم تتلق حتى الآن أي اقتراح بشأن تهدئة في القطاع لكنها رحبت بأي مبادرة توقف الهجمات الإسرائيلية وتضمن رفع الحصار عن غزة. وقال أيمن طه القيادي في حركة حماس "إذا عرضت علينا أي مبادرة بخصوص التهدئة سندرسها"، نافيا أن تكون الحركة تلقت أي مبادرة بهذا الخصوص وقال "لم يعرض علينا أي مبادرة حتى الآن". غير أن فوزي برهوم المتحدث باسم حماس اعتبر من جهته أن الحديث عن تهدئة يعني "مساواة بين الضحية والجلاد"، مؤكدا في الوقت نفسه على أن أي تدخل عربي أو أجنبي يجب أن يبنى على وقف الهجمات الإسرائيلية ورفع الحصار وفتح كل المعابر. وقال فوزي برهوم المتحدث باسم حماس في بيان صحافي إن "ما يدور الآن من حديث عن محاولات لوقف القتال وللدخول في تهدئة في هذه الظروف هو من قبيل المساواة بين الضحية والجلاد." يأتي ذلك فيما تستعد إسرائيل لشن هجوم بري على غزة حيث أعلنت عن استدعاء 2500 جندي إضافي من قوات الاحتياط. وكانت إسرائيل قد أعلنت في بداية الهجوم على غزة استدعاء 6000 جندي من قوات الاحتياط. ورغم أن رئيس الكيان الإسرائيلي شيمون بيريز أكد أمس الثلاثاء أن إسرائيل لن تشن حربا برية على غزة، إلا أن مصادر عسكرية إسرائيلية أكدت قرب بدء الحرب البرية على غزة. وأعلن وزير خارجية فرنسا برنار كوشنير الأربعاءعن أمله في ألا تشن إسرائيل عملية برية في القطاع، مضيفا أن الدخول في هدنة للأغراض الإنسانية ليس كافيا وأن أي وقف لإطلاق النار يجب أن يكون دائما. هذا وذكرت مصادر أن كوشنير والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يدرسان احتمال التوجه إلى إسرائيل في إطار الجهود الأوروبية لوقف دائرة العنف في غزة. كما دعت تركيا وفرنسا والأمم المتحدة الرئيس السوري بشار الأسد إلى ممارسة تأثيره لإقناع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في سوريا خالد مشعل على الموافقة على وقف إطلاق النار. وقد رفض الأسد ذلك وقال إن على إسرائيل وقف عملياتها في غزة أولا. غير أن رئيس الحكومة التركية رجب طيب آردوغان يعتزم زيارة دمشق الأربعاء لمواصلة جهوده، إلى جانب نظيره القطري حمد آل ثاني الذي اجتمع مع آدوغان في تركيا الثلاثاء. ثم يتوقع أن يتوجه آردوغان إلى كل من الأردن والسعودية ومصر. وكالات