قال الأستاذ دكتور/محمد فارع الدبعي أستاذ الموارد المائية بجامعة صنعاء إن اليمن لها تاريخ طويل في إدارة الموارد المائية والحفاظ عليها مستدلا بذلك ببناء سد مأرب التاريخي قبل ثلاث آلاف سنة وصهاريج عدن التاريخية وكذا السدود الصغيرة في المنحدرات الجبلية التي كانت تعمل على حفظ المياه من اجل الري والزراعة والشرب والاستخدامات المنزلية المختلفة وساعدت كثيرا في تغذية الخزان الجوفي لكبها اختفت اليوم في ذمة التأريخ حد قوله. مشيرا بأنه مع بداية السبعينات من القرن المنصرم بدأ التخطيط التنموي للموارد المائية في اليمن عبر دراسات موجهة بصوره رئيسية نحو تنمية موارد المياه السطحية والجوفية في دلتا الوديان الساحلية والمرتفعات والسهول الداخلية المحاذية للصحراء. موضحا في محاضرة له اليوم بمركز منارات للدراسات التاريخية وإستراتيجية المستقبل بعنوان "خارطة طريق لحل مشكلة المياه والقات باليمن"إن المياه الجوفية في اليمن قد بدأ استنزافها في بداية التسعينات مع ازدياد النمو السكاني الغير مسبوق والاستخدام الجائر والعشوائي للمياه من قبل المزارعين خصوصا مزارعين شجرة القات. محذرا من خطورة استمرار التسابق بين المزارعين لضخ قطرات المياه الجوفية في أحواض صنعاء وعمران وصعده وتعز والذي قد يعرض هذه المدن الرئيسية تحديد لمستقبل بائس. مؤكدا بأنه لاأحد يمكنه لوم المزارعين لشجرة القات التي أصبحت تستنزف أكثر من 30-40% من المياه الجوفية لأنها تدر عليهم مكاسب تتجاوز ال10%أضعاف مقارنة بالأرباح التي يجنونها من زراعة البطاطس وغيرها. موضحا بأنه وفقا للتقارير الرسمية أصبح القات يحتل المرتبة الثانية بعد الغذاء في إنفاق الأسرة اليمنية الذي يتراوح مابين26-30%من دخلها ووفقا لتقديرات الخطة الخمسية الثالثة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية2006-2010 لحجم الإنفاق الشعبي علي تعاطي القات الذي بلغ 250 مليار ريال سنويا مما يشكل عبئا كبيرا علي ميزانية الأسرة خصوصا ذات الدخل المحدود. منوهاالي المخاطر الصحية التي تتركها المبيدات الحشرية والمواد الكيماوية التي ترش علي نبتة القات منها سرطان الرئة والفم والقولون واللثة والفشل الكلوي وتليف الكبد اذ بلغت حالات المصابين بالسرطان ببلادنا نحو 20 إلف شخص سنويا حسن تقارير منظمة الصحة العالمية. مشددا علي أهمية تكافل الجهود الحكومية والشعبية والمجتمعية ومنظمات المجتمع المدني في بلادنا للحفاظ علي ماتبقى من المياه الجوفية في المخزون الجوفي قبل استنزافها وتعرض اليمن لشحة مياه حقيقية مستقبلا مستعرضا خارطة طريق مقترحة لحل مشكلة المياه والقات في اليمن مكونة من 25 فقرة رئيسية قد تساهم إلي حد كبير في مواجهة التحديات التي يواجهها قطاع المياه في بلادنا في حال تم الأخذ والاهتمام بها من قبل الجهات المختصة.