بمشاركة نخبة من رموز الفكر التربوي والتربية والتعليم وعدداً من المختصين والأكاديمين المهتمين بقضايا الفكر والتعليم بجامعة صنعاء وذمار ووزارة التربية والتعليم. أقيم اليوم الثلاثاء بمركز منارات للدراسات التاريخية واستراتيجية المستقبل في إطار نشاطه الفكري والمعرفي والثقافي محاضرة فكرية تربوية موسومة بعنوان "مستقبل التربية والتعليم في اليمن في ظل العولمة" للأستاذ/ مقبل نصر غالب مستشار وزارة التربية والتعليم أشار فيها إلى المخاطر والمشاكل الكبيرة التي تواجهها العملية التربوية والتعلمية في بلادنا جراء استمرار تدفق مفاهيم ومصطلحات جديدة على نظامنا التعليمي في ظل نمو مفهوم العولمة الذي أصبح يرتبط إرتباطاً شديداً بكل مجالات الحياة التعليمية والثقافية والاقتصادية وغيرها. مؤكداً بأن اعتمادنا واتباعنا لكل الأطروحات والمبادرات والمقترحات التطويرية والتحديثية التي يمليها علينا الغرب في إطار مفهوم تبادل الخبرات والاستفادة من الآليات والتقنيات الحديثة لتطوير الأنظمة التعليمية وتحديثها بما يتواكب مع متطلبات العصر قد أحدث فجوة كبيرة بين التيارات السياسية والفكرية وبين المجتمع من ناحية والمثقف والسلطة والمجتمع من ناحية ثانية والمفكر والمثقف والسياسي من ناحية ثالثة وإضعاف العملية التربوية والتعليمية بمقوماتها ومرتكزاتها المادية والبشرية وخلق جيلاً متناقضاً ومشتتاً لا يستطيع الاعتماد على ذاته في بناء مستقبله. مستعرضاً أهم مؤشرات ومقترحات وزراء التربية والتعليم العرب في وثيقة اليونسكو كعولمة الاقتصاد والثقافة وإعداد وتصميم المناهج والمعارف والمعلومات وإعادة النظر في أزمنة التعليم ومجالاته وتعطي المجتمع المدني دوراً بارزاً في صياغة السياسات التعليمية ومراقبة طرائق الانفاق والإدارة في المؤسسات التعليمية وتشدد على أهمية إشراك مجتمع الأسرة في مناقشة المدرسة والسماح لها بإبداء آرائها ومقترحاتها في طريقة إدارة المؤسسة التعليمية ووضع المعايير العامة لضمان جودة التعليم والتعلم وتطوره. مقللاً من جدوى أراء وزراء العرب في الوثيقة التي تجاهلت كفاءات العقول العربية في إعداد المواد التعليمية والبرامجيات اللازمة لعمليات التعليم والتعلم وهمشت القدرات العربية في تطوير وتحديث التعليم والوصول به إلى المستوى الأفضل. مؤكداً بأن هناك أزمة فكر تربوي قد بدأت تلوح بالأفق وتتمثل بغياب الوعي التربوي بقضايا التربية تستوجب من الجميع الوقوف عليها ومعالجتها لضمان الحفاظ على مستقبل التربية والتعليم الذي أصبح لا يبعث بالأمل كثير في ظل تفاقم آثار العولمة. منوهاً بأن التربية قد وصلت إلى مرحلة التشبع بالأفكار والنظريات التربوية والدراسات والأبحاث التي لم تعد تجدي نفعاً في حل مشكلاتها معتبراً بأن صعوبة التطوير التربوي لا تكمن في الفكر والثقافة التربوية أو المال أو القوى البشرية بل في التفكير التربوي العلمي الذي لا يملك صاحبه سلطة اتخاذ القرار مقترحاً بأن الحل الأمثل والسليم لمعالجات المشكلات والقضايا التربوية يكمن في معيار الكفاءة وتفعيل مبدأ الثواب والعقاب والمحاسبة والرقابة الدائمة إضافة إلى إعادة صياغة مستقبل التعليم من الأساسي وفق فلسفة ورؤية وطنية واضحة إذا ما أردنا للتعليم أن يستعيد عافيته وقوته وإيجاد مخرجات تعليمية كفؤة وقادرة على الاعتماد الذاتي في تشييد وبناء المستقبل.