نظم مركز "منارات" للدراسات التاريخية واستراتيجية المستقبل عصر اليوم الثلاثاء فعالية تاريخية بعنوان" اليمن متحف حضاري طبيعي يمتاز بالتنوع والإبداع ومشكلات دراسة تاريخ اليمن" أوضح فيها الدكتور نزار الحديثي رئيس قسم التاريخ "جامعة صنعاء" أن اليمن المنشأ الأول للإنسان وأن جميع أشكال التناول الزمني التاريخي تصدر إيماءات بأنه زمن قديم البداية وأن بدايته ترتبط بنشأة مبكرة يجري البحث الآن في تحديد بداياتها وتقترن تلك البداية بنشاط تاريخي شمل معظم البيئة اليمنية إذ وجدت مخلفات وموروثات حضارية تؤكد أزلية التاريخ اليمني وشواهد تاريخية تعود إلى ما قبل الإنسان العاقل وأخرى مرتبطة بالإنسان العاقل في عصوره الثلاثة "الحجري والبرونزي والكتابي" مؤكداً بأن الأزمنة التاريخية المختلفة التي تعارف عليها دارسو التاريخ وتغطي البيئة اليمنية جغرافياً بدء من حضرموت إلى الهضبة وتهامة والجزر اليمنية فيها ملامح تكون سلالي تاريخي متصلاً وأن ذاكرة الإنسان اليمني تختزن صوراً لهذا التاريخ مشيراً إلى أن دراسة التاريخ اليمني تواجه مشكلات منها ما هي ذاتية ومنها ما هي موضوعية وأخرى معاصرة وأن التاريخ العربي عموماً واليمني على وجه الخصوص يعاني من غياب منهجية وطنية قومية تنهج علمياً في كتابة التاريخ فضلاً عن غياب الاستراتيجية الواضحة للدراسات العليا تراعي التنوع والفوز في الجيد للمختصين في جوانب الدراسة والبحث إضافة إلى غياب قانون وطني يحسم ملكية الموروث التاريخي والحضاري الوطني أمام المهددات الكثيرة المادية والعلمية. مضيفاً بأن هناك مشكلات صنعتها الكتابة الأولى لتاريخ اليمن تتمثل في عدم التوصل إلى تحديد البداية الدقيقة لأول كتابة للتاريخ اليمني في الإسلام وأن كل الكتابات التاريخية الأولى لتاريخ اليمن أدت إلى اختلاط المعلومة الواقعية بالمعلومة الاسطورية من خلال اختلاط الأدب الشعبي بالرواية التاريخية وهو ما أدى إلى عدم قدرة الباحثين على التميز بين الواقع والخيال فقال: أن الذي نعرفه عن بدايات كتابة تاريخ اليمن يتبلور في كتابة أبو الحسن الهمداني "ق40ه" في كتابيه الإكليل وصفة جزيرة العرب وخلاصة السيرة الجامعة لعجائب الملوك التبابعة لنشوان الحميري. مؤكداً بأن تقييم تاريخ اليمن وكتاباته السابقة قد أفضى إلى ظهور مشكلات معاصرة تمثلت بظهور جيل من المؤرخين المعاصرين يرفضون الكتابة التاريخية السابقة منطلقاً من مسألة فنية تمخضت عن التطور المعاصر في مناهج البحث التاريخي القائلة بوجود توفر الوثيقة التاريخية الواضحة والمفصلة إضافة إلى عزوفهم عن الاستعانة بالعلوم المساعدة والتقنيات الحديثة وغياب الرؤية الفلسفية وضعف الوعي الاجتماعي بالتاريخ اليمني إلى جانب ضعف النشر التاريخي العلمي كالمؤلفات والموسوعات.