هاجم الرئيس الإيراني محمود أحمد نجاد إسرائيل والدول الغربية ووصفها أمام مؤتمر الأممالمتحدة لمكافحة العنصرية المنعقد في جنيف ب"الكيان العنصري الذي أقيم على أرض فلسطين". وقد أدت كلمة أحمدي نجاد إلى انسحاب عدد من الوفود الغربية المشاركة في المؤتمر ، والتي هددت على لسان وزير الخارجية الفرنسية برنارد كوشنير في وقت سابق بترك المؤتمر إذا تطرق الرئيس الإيراني لانتقاد إسرائيل أو السامية. وكان نجاد قد بدأ كلمته بالهجوم على الدول الغربية وإسرائيل وبعد مرور دقائق معدودة انسحب عدد من الوفود الغربية ، فيما تعالت اصوات الاحتجاجات ومحاولة مقاطعة نجاد في قاعة المؤتمر ، دون أن يتوقف الرئيس الإيراني عن إلقاء كلمته او الالتفات إلى من يقوم بالخروج. وقال نجاد انعقاد المؤتمر :" العدوانية والاحتلال والإرهاب كلها أمور تضرب بجذورها في أيديولوجية العنصرية", مؤكدا أن إسرائيل تحتل الريادة في هذه الأمور في عالم اليوم. كما شدد على أن "الفكر الصهيوني رمز للعنصرية", مضيفا أن "الصهاينة ينهبون شعوب العالم ويسيؤون لهم من خلال سيطرتهم على مراكز القوة السياسية والإعلامية في العالم". وكان وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان قال إن دعوة الرئيس الإيراني لإلقاء كلمة في مؤتمر مكافحة العنصرية يثبت هدف وطبيعة المؤتمر. وشهد المؤتمر مقاطعة غربية واسعة ، حيث بررت الدول المقاطعة للمؤتمر موقفها بالقول إن المؤتمر قد يتحول إلى منبر لمعاداة إسرائيل اعتبر الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون في كلمته كلمته الافتتاحية للمؤتمر دوربان 2 لمواجهة العنصرية أن معاداة الاسلام شكل من اشكال العنصرية مثل معاداة السامية ويجب محاربتهما ، معربا عن اسفه للمقاطعة الواسعة من قبل ألمانيا إليها والولاياتالمتحدة وكندا وأستراليا وهولندا وإيطاليا للمؤتمر ، بينما قررت بريطانيا تخفيض مستوى مشاركتها. وأكد كي مون في :"العنصرية التي تتضمن معاداة السامية والاسلاموفوبيا يجب التصدي لها. وكان بان كي مون قد ندد ب "انكار المحرقة" قبيل افتتاح أعمال المؤتمر. وقال كي مون :" بالرغم من كل الجهود التي بذلتها كل الشعوب ، إلا إن المؤشرات تؤكد على وجود عنصرية في معظم الشعوب مهما كانت كبيرة أو صغيرة فهناك ضحايا لها في كل انحاء العالم". وأضاف:" نحن نتحدث عن التسامح وعن الاحترام المتبادل ولكن لازالت هناك مشاكل بيننا واذا لم نتقابلها سنبقى في هذا الاتجاه" ، موضحا " نريد مستقبل جديد افضل لما نحن فيه الان والجمعيات المعنية بهذا الموضوع لازالت تعاند بعضها البعض يجب ان نتحاور ونتعاون مع بعضنا البعض وكلنا هنا نحتاج الى اقل من العدائية ومزيد من التحاور ". وتابع قائلا:" يجب ان نكافح العنصرية معا " فالعنصرية هي حرمان الاشخاص من حقوقهم واحيانا يكون على شكل مؤسس كما حصل في الهولوكست واحيانا بشكل غير رسمي ك"معادات السامية" ومعاداة الاسلام وهذا النوع من عدم التسامح يجب محاربته". وأضاف كي مون " اخشى ان لم يتم التعامل مع الازمة العالمية فستتحول لازمة سياسية والذين يفقدون مشاكلهم يفقدون الثقة في حكوماتهم "، مشيرا الى" ان مثل تلك النتائج قد تؤدي الى عنصرية كبيرة جدا في العالم"، داعيا الى مكافحة الفقر. وقال إن اجتماع جنيف لازم لمعالجة التوتر المتزايد الذي يمكن أن يسبب اضطرابات اجتماعية وعنفا ، مضيفا :""أشعر بأسف شديد أن البعض فضل التنحي جانبا. أتمنى ألا يفعلوا ذلك لفترة طويلة." وأوضح " هذا المؤتمر هو فرصة للتأكيد على عزمنا ومواجهتنا باصرار لمثل هذه الحالات واطالب جميع الاطراف بالبحث عن مناطق مشتركة لتخطي العقبات"، معربا عن اسفه "لقرار البعض الامتناع عن المشاركة وارجو الا يكون هذه الفترة طويلة" . وكانت مفوضية الاممالمتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي قد انتقدت مقاطعة المؤتمر واعربت عن شعورها بالصدمة والقلق وقالت "إن مجموعة من الدول تقاطع المؤتمر بسبب بند أو بندين مدرجين على جدول اعمال المؤتمر على حساب العديد من القضايا الأكثر أهمية". وأضافت بيلامي:" إن المؤتمر سيتناول معاناة العديد من المجموعات والفئات من العنصرية وأشكال عديدة من التعصب بشكل يومي". ومن جانبه ، استنكر البابا بنديكتوس السادس عشر مقاطعة عدد من الدول الغربية ، قائلا :" المؤتمر يتيح الفرصة لمحاربة التمييز والتعصب" ، وحث جميع الأطراف إلى العمل معا بروح الحوار. ويعد هذا المؤتمر الحلقة الثانية من المؤتمر المماثل الذي أقيم في مدينة ديربان بجنوب أفريقيا عام 2001 واثار الكثير من الجدل وقد أطلق على المؤتمر الجديد "ديربان 2". وانسحبت الولاياتالمتحدة وإسرائيل من قمة 2001 التي عقدت آنذاك في جنوب أفريقيا عندما حاولت الدول العربية توصيف الصهيونية بأنها عنصرية. وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن بلاده لن تحضر المؤتمر بسبب "الادعاءات التي تتسم بالنفاق" ويوجهها منظمو المؤتمر إلى إسرائيل ، مضيفًا أن منظمي المؤتمر رفضوا إسقاط الادعاءات بعنصرية إسرائيل على البيان الختامي للمؤتمر, مما جعل من المستحيل حضور واشنطن له. وبدوره قال وزير الخارجية الهولندي ماكسيم فيرهاجن الذي تقاطع بلاده المؤتمر أيضا إن الدول التي "لا يزال عليها فعل الكثير في مجال حقوق الإنسان هي بالذات التي تحاول وضع إسرائيل على كرسي الاتهام". ومن جهته قال وزير الخارجية الأسترالي سيتفين سميث في بيان "لا يمكننا للأسف أن نكون على يقين من أن المؤتمر لن يستغل مرة أخرى كمنبر للتعبير عن آراء عدائية بما في ذلك الآراء المعادية للسامية". أما بريطانيا وجمهورية التشيك التي تتولى حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي فسترسلان وفدين على مستوى منخفض يرأسهما سفيرا الدولتين في جنيف.