أعرب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد عن ترحيبه بالتغييرات المستجدة على السياسة الخارجية للولايات المتحدة تجاه طهران، لكنه عاد فأكد أن طهران تنتظر من واشنطن تغييرات عملية ملموسة، داعياً إلى إصلاح مجلس الأمن وإلغاء حق النقض. جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده أمس الرئيس الإيراني في مقر الأممالمتحدة بجنيف بعد خطابه المثير للجدل أمام مؤتمر مكافحة العنصرية ديربان2 المنعقد في سويسرا الذي اتهم فيه إسرائيل بالعنصرية والولاياتالمتحدة بتهديد أمن واستقرار العالم، مما أدى إلى انسحاب عدد من الوفود الغربية من الجلسة. وقال الرئيس أحمدي نجاد في معرض رده على سؤال عن مستقبل العلاقات الإيرانية الأمريكية في ظل الرئيس باراك أوباما: إن بلاده ترحب بالتغيير الحاصل في السياسة الأمريكية الخارجية؛ لأن التغيير ضروري في الظرف الراهن. بيد أن الرئيس الإيراني عاد فجدد في معرض حديثه أن بلاده تنتظر من واشنطن أن تقرن الأقوال بالأفعال عبر المبادرة بتغييرات عملية ملموسة، مؤكداً استعداده لبدء حوار مع واشنطن يقوم على أساس الاحترام المتبادل ومبادئ العدالة الدولية. واستهل الرئيس الإيراني إجابته عن السؤال بأن الولاياتالمتحدة حاولت عرقلة نمو وتطور الشعب الإيراني عبر فرضها العقوبات وقطع العلاقات مع طهران بعد قيام الثورة الإسلامية عام 1979م. وجدد الرئيس أحمدي نجاد في معرض حديثه مطالبته بإصلاح مجلس الأمن الدولي؛ لأنه أخفق في تحقيق الأهداف التي قام من أجلها وهي الحفاظ على السلم والأمن الدوليين. وقال أحمدي نجاد: إن المجلس الذي أخفق في وقف النزاعات المسلحة في شتى أنحاء العالم ومنع الاضطهاد وهيمنة الدول القوية بات غير قادر على ممارسة دوره بسبب طبيعة الآليات التي يقوم عليها والتي تعطي حفنة من الدول الحق في تقرير مصير الدول الأخرى على مبدأ الخصم والحكم في آن معاً. وشدد على ضرورة العودة إلى مبدأ العدالة والديمقراطية عبر إلغاء حق «الفيتو» ومنح جميع الدول الأعضاء حق المشاركة في عملية التصويت. لافتاً إلى أن الظروف الراهنة باتت تستدعي أكثر من أي وقت مضى إجراء إصلاحات ضرورية للمنظمات الدولية بما فيها مجلس الأمن.