حظيت الرياضة النسوية في اليمن خلال السنوات ال19الماضية بدعم كبير ساهم في تطور ملحوظ لهذا المجال وشكل إضافة جديدة للمرأة اليمنية بانخراطها في شتى مجالات الحياة . ورغم كل المحاذير والقيود التي وقفت أمامها استطاعت المرأة اليمنية أن تقتحم عالم الرياضة بعد أن ظلت حكرا على الرجال لفترة طويلة مع تواجد خجول لرياضة المرأة . وتعددت المهام والنشاطات الرياضية التي تنظمها الإدارة العامة للمرأة بوزارة الشباب والرياضة منذ أنشائها عام 2003م بموجب قرار الوزير الذي جاء ترجمة لقرار رئيس الوزراء لسنة 1999م بانشاء ادارات عامة للمرأة في جميع الوزارات. والتزمت أنشطة رياضة المرأة التي شهدت قفزة نوعية خلال أعوام الوحدة اليمنية المباركة بتعاليم الدين الاسلامي الحنيف وعادات وتقاليد المجتمع اليمني. وشرعت الادارة العامة للمرأة في بداية تأسيسها الى تنظيم البطولات الرياضية النسوية على مستوى الاتحادات وفروعها بمحافظات (عدن, ابين, لحج, ذمار, تعز, الحديدة, إب, المحويت, مارب وحضرموت الوادي والصحراء) لتتسع خارطة برامجها وتشمل الأندية الرياضية وكليات ومدارس البنات . يقول الوكيل المساعد لوزارة الشباب لقطاع الرياضة عبدالحميد السعيدي " تهتم الوزارة بنشاط المرأة الرياضي كون المرأة عنصر فاعل في المجتمع فهي الأم والأخت والزوجة والمربية ", لافتا الى أن الوزارة عملت خلال الفترة الماضية منذ إعادة تحقيق الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990 على إعادة الاعتبار للنشاط الرياضي النسوي لما له من أهمية في تربية النشء والفتيات . واعتبر الوكيل السعيدي رياضة المرأة عنصرا اساسيا في حياتها من النواحي الصحية والجسمية .. مؤكدا أن مصفوفة البرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية أعطى اهمية كبيرة لرياضة المرأة والنهوض بواقعها . وأضاف " لقد استحدثت الوزارة ادارة عامة للمرأة بديوانها وشكلت اتحاد المرأة الرياضي للإشراف والتنظيم على النشاطات الرياضية النسوية بالتنسيق مع الاتحادات الأخرى في الألعاب الفردية والجماعية", مشيرا إلى الإنجازات التي تحققت في مجال رياضة المرأة رفعت بها علم اليمن في المحافل العربية والعالمية وآخرها البطلة الشطرنجية العالمية الطفلة نادية صلاح التي حققت برونز العالم في اليونان. وأكد السعيدي أن الوزارة ستعمل الى جانب الادارة العامة للمرأة واتحاد المرأة الرياضي على تأهيل الكوادر الرياضية النسوية وتطوير نشاطها وتوسيع قواعدها في المدارس والجامعات, متوقعا إن تشهد الرياضة النسوية خلال الفترة القادمة مزيدا من الانجازات والنجاحات . من جانبها نوهت مدير عام إدارة المرأة بوزارة الشباب والرياضة نورا علوي الجروي, بالنجاحات التي حققتها المرأة اليمنية رياضيا خلال المرحلة الماضية من عمر الوحدة المباركة أبرزها إنشاء الإدارة العامة للمراة وتشكيل الاتحاد العام لرياضة المراة وافتتاح نادي بلقيس الرياضي النسوي بصنعاء . وأشارت الجروي إلى المهام التي تتولاها المرأة في اليمن وما تحتله من مكانة على المستويات الرياضية المحلية والعربية والعالمية، موضحة أن الحكومة ساهمت في دعم رياضة المرأة عندما أقرت في يناير 2005م مشروع دعم الرياضة النسوية المقدم من ادارة المرأة بوزارة الشباب والرياضة وقدمت مبلغ 200 مليون ريال لبناء منشأت رياضية نسوية . وقالت " إن الادارة العامة للمرأة منذ انشائها في 2003 رعت اكثر من 50 نشاطا رياضيا وثقافيا سبع منها مشاركات خارجية بدول مصر والسودان واليابان وسوريا اضافة الى انشطة داخلية تمثلت بإقامة دورات تدريبية وبطولات مدرسية وملتقيات وطنية للرياضة النسوية" . فيما يرى مدير عام النشاط الرياضي بالوزارة خالد صالح ان الرياضة النسوية تحولت تحولا نوعيا منذ تحقيق الوحدة منتقلة من مجرد رياضة شكلية الى رياضة جماهيرية ونوعية. وأشار إلى ان هذا التطور يأتي ضمن التطور التنموي الرياضي والشبابي الذي شهدته بلادنا في كل المجالات والذي يعكس مدى الاهتمام والرعاية التي توليها الحكومة لهذا القطاع الحيوي والهام . واعتبر صالح أن تشكيل اتحاد رياضة للمرأة ساهم بقوة في انعاش الرياضة النسوية بين السيدات من مختلف المحافظات ، حيث صار للمرأة والفتاة حضورا واضحا وبارزا من خلال المهرجانات الرياضية المختلفة التي ينظمها الاتحاد. منوها بالتوسع الواضح في مراكز الاتحاد في المحافظات واقبال الفتيات المتزايد لممارسة الرياضة ، فضلا عن أن زيادة الالعاب الرياضية التي كانت تقتصر على لعبتين او ثلاث أثمر بروز لاعبات مبدعات في مختلف الالعاب حققن العديد من الانجازات محليا وخارجيا . وفيما يؤكد على اهمية الاندية النسوية في دعم وتطوير رياضة المرأة، يرى ايضا أن تحقيق ذلك يتطلب توفير قاعدة مادية تكفل توفير الامكانيات اللازمة لانشاء وتأسيس مزيدا من الاندية الخاصة بالمراة في مختلف المحافظات . مستشارة الرياضة النسوية بوزارة الشباب والرياضة الأمين العام المساعد بنادي بلقيس فوزية مجعار تؤكد أن الرياضة النسوية شهدت حراك وانتعاش كبيرين بعد الوحدة اليمنية خصوصا في السنوات الخمس الأخيرة . وأشارت إلى أن تاسيس ادارة عامة للمرأة بالوزارة وتشكيل اتحاد رياضي للمرأة وإنشاء العديد من الاندية الخاصة والحكومية مكّن من ارساء قاعدة متينة وقوية للرياضة النسوية ودعم تشجيع الفتاة للاقبال على ممارسة الرياضة ، وساهم في زيادة الوعي المجتمعي بهذه الرياضة بعد ان كانت قاصرة وسلبية . وترى مجعار ان المرأة اليمنية اذا ما اتيحت لها الفرصة لممارسة هواياتها وابداعاتها فإنها تستطيع ان تثبت جدارتها وتفوقها ونجاحها وهذا ما حصل في الجانب الرياضي من خلال ما يحققنه لاعباتنا من انجازات متوالية في المحافل العربية والدولية اخرها كان احراز ذهبيات المراكز الاولى للاعبات الكونغ المشاركات في البطولة العربية بالاردن. ولاتخفي مجعار حاجة الرياضة النسوية إلى المزيد من الدعم وتوفير البنية التحتية اللازمة وانشاء المزيد من المراكز النسوية الخاصة، وترى أن التركيز على طالبات المدارس من خلال تخصيص حصص خاصة بمادة التربية البدنية، ومتابعة الموهوبات اولا باول عاملا مساهما وفاعلا في خلق قاعدة ممارسة نسوية للرياضة منذ الصغر . ولفتت مستشارة الرياضة النسوية بالوزارة الى ما ينعم به اليمن الواحد في ظل الوحدة من خيرات وانجازات في جميع المجالات واكبت النهضة الحديثة منها ما تحقق للشباب والرياضة من دعم ورعاية كان له الأثر في تحقيق انجازات مشرفة محليا وعربيا ودوليا. * سبأ