يعقد مجلس الأمن الدولي مساء اليوم جلسة طارئة لبحث الموقف في شبه الجزيرة الكورية بعد التجارب النووية والصاروخية الكورية الشمالية ويأتي هذا الاجتماع بناء على طلب عدد من الدول في مقدمتها روسيا الرئيس الحالي للمجلس واليابان وكوريا الجنوبية. وقد قوبلت إنباء قيام كوريا الشمالية بتجربة نووية تحت الأرض وإطلاق ثلاثة صواريخ متوسطة المدى بحملة تنديد انضمت إليها روسيا والصين ففي واشنطن قال الرئيس باراك أوباما أن التفجير النووي الكوري تهديد للسلام العالمي وقال في بيان له إن تصرف بيونج يانج المتهور قوض الاستقرار في آسيا وسيؤدي إلى زيادة عزلتها وعبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه العميق وقال انه يراقب الوضع في المنطقة عن كثب، وانه سيتابع مجريات جلسة مجلس الأمن الدولي وأعرب وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عن قلق بلاده تجاه إنباء التجربة ولكنه دعا إلى التأكد من صحة التقارير الخاصة بها وذكر بيان للخارجية الروسية أن التجربة تؤدي لتصعيد التوتر في منطقة شمال شرق آسيا، وتوجه ضربة قوية إلى جهود الحد من الانتشار النووي. كما أدان رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون بشدة التجربة النووية الكورية، وقال في بيان تلي نيابة عنه أن هذه التجربة ستقوض أركان السلام في شبه الجزيرة الكورية وقالت الصين أنها تعارض التجربة النووية الكورية الشمالية لكنها دعت إلى عدم التسرع في اتخاذ إجراءات وقالت مفوضة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي بنيتا فيريرو فالدنر أن الخطوة تبعث على القلق الشديد. و وصف خافيير سولانا المنسق الأعلى للعلاقات الخارجية بالاتحاد تصرفات كوريا الشمالية بأنها غير مسؤولة، ودعا المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حازم مؤكدا أن الاتحاد سيواصل المناقشات مع شركائه لبحث الإجراءات المناسبة وعبر وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الذي يقوم بزيارة لأبوظبي عن ادانته للتجربة النووية الكورية وجاءت ردود أفعال الدول المجاورة لكوريا الشمالية لتعبر عن القلق وتدق ناقوس الخطر وقالت اليابان إنها سترد على الخطوة الكورية بطريقة "مسؤولة" عبر مجلس الأمن الدولي. وأكد الناطق باسم الخارجية اليابانية أن حكومته تعرف أن كوريا قامت بتجربة نووية للمرة الثانية وستقوم بالتأكيد بالرد على هذه الخطوة بطريقة مسؤولة جدا وقامت اليابان بتشكيل لجنة طوارئ في مكتب رئيس الوزراء تارو أسو الذي قال إن التجربة انتهاك خطير لقرارات الأممالمتحدة سيزيد التوتر في المنطقة بأسرها. وأشار أسو أيضا إلى ضرورة استمرار التنسيق بين بلاده والولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية. كما وضعت كوريا الجنوبية جيشها المكون من نحو 680 ألف جندي على اهبة الاستعداد تحسباً للتطورات ووصف المتحدث باسم الرئاسة الكورية الجنوبية التجربة الكورية الشمالية بأنها"استفزاز لايمكن قبوله وتهديد خطير للاستقرار في شبه الجزيرة الكورية وتحد كبير لنظام الحد من الانتشار النووي وقد شهد مؤشر السوق المالي في كوريا الجنوبية هبوطا بنسبة 4 بالمئة مع انتشار الخبر بسبب مخاوف من زيادة التوتر في المنطقة. تشير الدلائل إلى أن الانفجار الحالي أقوى من تجربة 2006 التجارب وفي وقت سابق أعلنت وكالة أنباء كوريا الشمالية الرسمية أن كوريا قامت بتجربة نووية ناجحة في باطن الأرض اليوم الاثنين وأن التجربة أقوى من تلك التي أجريت عام 2006. وقالت الوكالة إن التجربة قد رفعت مستوى القدرة التدميرية والتحكم بالسلاح النووي الذي تمتلكه كوريا مما "يعزز قوة الردع النووي" حسبما جاء في بيان الوكالة. من جهة أخرى أعلنت وكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية أطلاق بيونج يانج ثلاثة صواريخ متوسطة المدى. وأكدت وكالات عدة وقوع انفجارات قوية يشتبه بأنها مرتبطة بتجربة نووية، فقد قالت وكالة المساحة الجيولوجية الأمريكية أن هزة بقوة 4،7 قد سجلت في الدقيقة الرابعة والخمسين بعد منتصف الليل، وأكدت وكالات جيولوجية في الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية أن الاهتزاز الذي جرى تسجيله يشير إلى انفجار نووي. ونسبت وكالات أنباء روسية إلى وزارة الدفاع القول أن أنظمة الرقابة الروسية سجلت وقوع انفجار قوته 10-20 كيلو طن أي أقوى من تجربة 2006. وكانت كوريا الشمالية قد انسحبت من محادثات اللجنة السداسية الشهر الماضي احتجاجا على الإدانة الدولية لإطلاقها صاروخا في الخامس من ابريل/نيسان الماضي. وقالت بيونج يانج ان الصاروخ الذي أطلقته كان يحمل قمرا صناعيا، بينما اشتبهت الدول في أنها تجربة لإطلاق صاروخ يحمل رؤوسا حربية وكانت كوريا الشمالية قد وافقت على تفكيك مفاعل يونج بيون النووي كجزء من صفقة مع اللجنة السداسية المكونة من الولاياتالمتحدةوروسيا والصين واليابانوالأممالمتحدة والكوريتين لكن محادثات اللجنة تعثرت على اثر عدم حصول اللجنة على دلائل تؤكد تفكيك بيونج يانج للمفاعل المذكور