وسط مخاوف وتهديدات أمنية من حركة طالبان والقاعدة, بدأت صباح اليوم الانتخابات البرلمانية الألمانية التي تسعى عبرها المستشارة أنجيلا ميركل للفوز بولاية ثانية في مواجهة صعبة مع منافسيها. وطبقا لرويترز, لا تزال ميركل (55 عاما) تحظى بشعبية بعد أربع سنوات من توليها السلطة على رأس ائتلاف كبير مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي. وتشير استطلاعات الرأي إلى تقدم حزبها المحافظ على خصمه التقليدي قبل الانتخابات رغم صعوبة الجزم, طبقا للاستطلاعات، بفوز أي ائتلاف محتمل على حساب الآخر، في ظل تردد 26% من الألمان حتى الآن في اختيار حزبهم المفضل. وبعد حملة تعرضت لانتقادات كبيرة, تراجعت شعبية حزب ميركل في الأسابيع الأخيرة ولم يعد متأكدا بعد الآن من خياره للائتلاف مع الحزب الديمقراطي الحر. وطبقا للاستطلاعات تراجعت شعبية حزب ميركل إلى 33% مقابل 37% الصيف الماضي. ويرجح أن تسعى ميركل إلى الشراكة نفسها التي توصف بأنها غير مريحة بين اليمين واليسار والتي ترأستها منذ 2005, وذلك إذا فشلت في محاولة تكوين ائتلاف مع الحزب الديمقراطي الحر. وتتوقع رويترز أن يحكم هذا بالفشل على خططها لخفض الضرائب وتمديد عمر المحطات النووية المقرر إغلاقها على مدار السنوات العشر المقبلة. وقبل ساعات من فتح صناديق الاقتراع وفي تجمع أخير في برلين، قالت ميركل لنحو ثلاثة آلاف من أنصارها إن ألمانيا بحاجة للاستقرار الذي قالت إنه سيأتي مع حكومة تمثل يمين الوسط. وذكرت أن منافسها الحزب الاشتراكي الديمقراطي سيرفع الضرائب ويعرض ما سمته بالانتعاش الوليد للخطر. وهاجمت ميركل الحزب الاشتراكي الشريك في الائتلاف الحاكم ووصفته بالانقسام وفقدان الاتجاه، واعتبرت أن التحالف المسيحي هو الحزب الشعبي الوحيد في ألمانيا لأنه يمثل الوسط في المجتمع الألماني, على حد وصفها. في المقابل وفي دريسدن حث منافسها من الحزب الاشتراكي الديمقراطي فرانك فالتر شتاينماير الناخبين على منع ائتلاف ميركل "المفضل" من الوصول للسلطة، قائلا إنه سيستقطب المجتمع الألماني من خلال مساعدة الأثرياء على حساب الفقراء. واتهم ميركل بالافتقار إلى القدرة على التجديد والإبداع في قيادة الحكومة, وشدد مجددا على أن فوزها سيصب في مصلحة الأثرياء فقط. كما قال إن الانتخابات لن تقرر فقط مصير السنوات الأربع المقبلة, لكنها ستحدد الاتجاه على مدى العقود القادمة. وقد تجاهل المرشحون تهديدات كل من طالبان والقاعدة والتي جاءت على خلفية الوجود الألماني في أفغانستان. وتقول أسوشيتد برس إن المرشحين ركزوا حملاتهم في الساعات الأخيرة على القضايا الداخلية والإصلاح الاقتصادي. وكانت تسجيلات مصورة منسوبة لطالبان والقاعدة على مدى اليومين الماضيين قد توعدت بهجمات داخل الأراضي الألمانية, ردا على وجود قوات ألمانية في أفغانستان. وتضمنت التسجيلات لقطات لأهم المعالم في ألمانيا ومن بينها بوابة براندنبيرغ الشهيرة. وقد لجأت السلطات الألمانية إلى إجراءات احترازية وحظرت الطيران فوق بعض المناطق تحسبا لأي هجمات.