علمت "26 سبتمبر" أن مركز الدراسات العمانية بجامعة السلطان قابوس في سلطنة عمان الشقيقة سينظم خلال الفترة من 7 إلى 8 فبراير من العام المقبل ندوة دولية حول التبادل الحضاري اليمني- العماني. وقالت مصادر عمانية إن أفكار الندوة تأتي من منطلق الوشائج المشتركة حضارياً بين اليمن وعُمان اللتين تتميزان بموقع جغرافي ومرجعية حضارية متفردة، وظلتا على الدوام لصيقتين بالحضارة العربية في كافة أبعادها، ومن ثم فان الندوة ستقدم قراءة أفقية لهذا المنجز الحضاري الخالد في الخارطة الإنسانية، تعزيزاً للتعاون البحثي الثقافي بين مركز الدراسات العمانية وسائر المراكز البحثية في الجامعات والمؤسسات اليمنية. وتهدف الندوة إلى تحقيق عدة مرامٍ أبرزها التعرف على المنجز اليمني- العماني في المجالات العلمية والثقافية، والبحث في ميادين التقارب المعرفي بين البلدين الجارين، وتعميق الصلات الحضارية بينهما استشرافاً للمستقبل، فضلاً عن قراءة أبعاد التبادل الحضاري بين البلدين والشعبين على كافة الأصعدة الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، وبيان أوجه المعارف والعلوم التي أنجزها العمانيون واليمنيون في خارطة المعرفة الإنسانية. وتناقش الندوة التي يشارك فيها كوكبة من الباحثين اليمنيين والعمانيين والعرب وغيرهم عدداً مقدراً من الدراسات والبحوث القيمة التي ستقدم تحت أربعة محاور هي: محور الجغرافيا والتاريخ المشترك، والمحور الثقافي العام، والمحور الاجتماعي، والمحور الثقافي. ويتناول المحور الأول عدداً من الموضوعات الهامة منها: الوحدة التاريخية المشتركة بين عُمان واليمن، والوحدة الجغرافية، والعلاقة الحضارية القديمة بين البلدين وأثرها في تأصيل العلاقات، إضافة إلى العلاقات اليمنية- العمانية في بلدان المهجر. وفي إطار المحور الثقافي تقدم بحوث عن الصلات الفكرية والفقهية والمذهبية عبر الرسائل والسير والفتاوى، وتبادل زيارات العلماء والفقهاء، والقيم الثقافية المتصلة بالمعارف والعلوم البحرية، فضلاً عن التداخل في اللهجات في شرق اليمن وجنوب عمان، والانتقال القبلي وأثره في الوحدة الثقافية. أما المحور الاجتماعي فيتضمن البحث في الهجرات الاجتماعية، والانتقال القبلي وأثره في العلاقات القبلية والعادات والتقاليد والقيم، والتركيبة الاجتماعية المشتركة بين الأسر العمانية واليمنية. ويأتي المحور الثقافي للبحث في الموقع البحري وأثره في العلاقات الاقتصادية، والصلات التجارية البحرية، والتبادل التجاري بين الموانئ البحرية اليمنية والعمانية وأثرها في الملاحة العالمية، وطبيعة التبادل الاقتصادي وحجمه وأثره في التكامل الاقتصادي بين البلدين، إضافة إلى الصناعات والحرف ودورها في تنمية العلاقات الاقتصادية بين البلدين الشقيقين، وسيتم نشر أعمال الندوة في مجلد خاص بفعالياتها.