خاضت القوات الباكستانية معارك شرسة مع مقاتلي طالبان، اليوم الاحد ، بعد يوم واحد من شن هجوم طال انتظاره بهدف بسط سلطة الدولة على المناطق القبلية الواقعة على الحدود الأفغانية، والتي ينعدم فيها القانون. ويأتي الهجوم على المعقل العالمي للإسلاميين في وزيرستان الجنوبية بعد سلسلة من هجمات المتشددين الجريئة في مناطق مختلفة من البلاد من بينها هجوم على مقر الجيش قتل فيه أكثر من 150 شخصاً. ويقاتل نحو 28 الف جندي ما يقدر بنحو عشرة آلاف من مقاتلي طالبان من بينهم نحو الف مقاتل أوزبكي وبعض أعضاء القاعدة من العرب بعد تطويق منطقة المتشددين والتقدم فيها من ثلاث اتجاهات. وقال الجيش إن اشتباكات اندلعت امس السبت في الوقت الذي واجه فيه الجنود الذي تدعمهم طائرات ومدفعية مقاومة وقتل أربعة جنود واصيب 12. وصرح مسؤولون بأن قوات الامن استولت على معقل لطالبان في سبينكاي راجزاي بعد انسحاب المتشددين من تحصيناتهم ولجوئهم الى الجبال المجاورة. وشرح مسؤول حكومي كبير في شمال غرب البلاد "انها منطقة منبسطة ولذلك فكلما حاولوا ابداء مقاومة اطلقت طائرات الهليكوبتر النار عليهم ومن ثم قرروا الهروب الى الجبال". وتواجه باكستان المسلحة نوويا ضغوطا امريكية لشن حملة على التشدد الاسلامي في الوقت الذي يدرس فيه الرئيس باراك اوباما تعزيز عدد القوات التي تقاتل في افغانستان المجاورة. وفر كثيرون من اعضاء القاعدة وطالبان الى شمال غرب باكستان بعد اطاحة قوات قادتها امريكا بطالبان في كابول في 2001 واصبحت المنطقة بؤرة عالمية للتشدد الاسلامي. وقد يكون هذا الهجوم اصعب اختبار للجيش الباكستاني منذ ان انقلب المتشددون على الدولة وهناك امال بان تبقى فصائل طالبان الافغانية في أماكن أخرى في وزيرستان الجنوبية ووزيرستان الشمالية بعيدة عن القتال. وقال الجيش ان ما يصل الى 100 الف مدني فروا من وزيرستان الجنوبية تحسبا للهجوم في حين قالت الاممالمتحدة ان 500 شخص يرحلون يوميا. كما اعلنت حالة التأهب في صفوف قوات الامن في شتى انحاء البلاد تحسبا لوقوع هجمات انتقامية.