أوقعت قرعة نهائيات كأس العالم 2010 لكرة القدم بجنوب أفريقيا المنتخب الجزائري في الم جموعة الثالثة متوسطة القوة بالدور الأول للبطولة مع منتخبات إنجلترا والولايات المتحدة وسلوفينيا. بينما أوقعت القرعة منتخب جنوب أفريقيا، صاحب الأرض، في مواجهة نظيره المكسيكي، في المباراة الافتتاحية التي تقام على استاد "سوكر سيتي" في جوهانسبرج يوم 11 حزيران/يونيو 2010، قبل مواجهة منتخبي أوروجواي وفرنسا في المباراتين التاليتين. وضمت المجموعة الأولى المتوازنة منتخبات جنوب أفريقيا والمكسيك وأوروجواي وفرنسا. وبذلك لن تكون مهمة أصحاب الأرض سهلة في الوصول إلى الدور الثاني، حيث أوقعتهم القرعة في واحدة من أقوى المجموعات الثماني في الدور الأول، بالنظر إلى تاريخ منتخبات هذه المجموعة، لكنها تبدو متوازنة بالنظر إلى مستويات هذه المنتخبات في الآونة الأخيرة. وسبق لمنتخب أوروجواي أن توج بلقب كأس العالم مرتين في عامي 1930 و1950، كما توج المنتخب الفرنسي بلقب كأس العالم 1998 بفرنسا، ووصل للمباراة النهائية في البطولة الماضي عام 2006 بألمانيا. والتقى منتخبا فرنساوجنوب أفريقيا في المجموعة الأولى أيضا بالدور الأول لبطولة كأس العالم 1998، عندما استضافت فرنسا النهائيات وفاز فيها المنتخب الفرنسي بلقب البطولة. وقال المدرب البرازيلي كارلوس ألبرتو باريرا، المدير الفني لمنتخب جنوب أفريقيا:"إنها المرة الأولى منذ عدة نسخ لبطولة كأس العالم التي لا تكون فيها مجموعة موت، وكذلك لا توجد بها مجموعة سهلة.. فكل المجموعات متوازنة".
وأسفرت القرعة عن وقوع المنتخب الأرجنتيني في مواجهة منتخبات نيجيريا وكوريا الجنوبية واليونان في المجموعة الثانية. وسبق أن التقى المنتخبان الأرجنتيني والنيجيري في مجموعة واحدة بالدور الأول لبطولة كأس العالم عام 1994 بالولايات المتحدة. وأعرب الاتحاد الدولي للعبة "فيفا" عن عدم ترحيبه بحضور المدرب دييجو مارادونا، المدير الفني للمنتخب الأرجنتيني، حفل القرعة، حيث يقضي عقوبة الإيقاف لمدة شهرين، بسبب تصريحاته المهينة للصحفيين خلال أحد المؤتمرات الصحفية. وضمت المجموعة الثالثة منتخبات إنجلترا والولايات المتحدة والجزائر وسلوفينيا، لتكون مجموعة جيدة للغاية بالنسبة للمنتخب الإنجليزي. ويستهل المنتخب الجزائري، الممثل الوحيد لكرة القدم العربية في هذه البطولة، مسيرته في النهائيات بمواجهة المنتخب السلوفيني. وقال ديفيد بيكهام، نجم المنتخب الإنجليزي، والذي شارك في سحب القرعة:"إنها مجموعة مثيرة للغاية. لا يمكنك أن تخوض مباريات سهلة في كأس العالم. نتشرف للغاية بتواجدنا هنا كما نفتخر بالمشاركة في هذه اللحظة التاريخية لجنوب أفريقيا". تجدر الإشارة إلى أن بيكهام سحب خلال القرعة الكرة التي أوقعت المنتخب الأمريكي مع نظيره الإنجليزي، لتكون المواجهة الأولى بين الفريقين في بطولات كأس العالم، منذ الفوز المفاجىء 1 - 0 الذي حققه المنتخب الأمريكي على نظيره الإنجليزي في كأس العالم 1950. وتشهد مباريات هذه المجموعة المواجهة الأولى بين المنتخبين الإنجليزي والجزائري، بينما سبق للمنتخب الإنجليزي التغلب على نظيره السلوفيني 2 - 1 وديا في أيلول/سبتمبر الماضي. وقال المدرب الإيطالي، فابيو كابيللو، المدير الفني للمنتخب الإنجليزي:"كل منافس سيكون قويا لأنه لا توجد أي مباراة سهلة عندما تلعب في نهائيات كأس العالم.. المنتخب الجزائري تغلب على نظيره المصري وهو فريق جيد".
كما ضمت المجموعة الرابعة منتخبات ألمانيا وأستراليا وصربيا وغانا، لتكون بداية صعبة للمنتخب الألماني، الفائز بلقب كأس العالم ثلاث مرات سابقة، وصاحب المركز الثالث في كأس العالم الماضية. ويستهل المنتخب الألماني، بقيادة مديره الفني يواخيم لوف، مسيرته في البطولة أمام نظيره الأسترالي في 13 حزيران/يونيو. ولكن لوف أكد أنه يخشى المنتخب الغاني أكثر من منافسيه الآخرين في المجموعة. والتقى المنتخب الألماني نظيره الغاني مرة واحدة سابقة، وكانت في عام 1993 وفاز فيها الفريق الألماني 6 - 1، ولكن لوف يرى أن المنتخب الغاني تطور كثيرا وأصبحت لديه حاليا القوة الذهنية التي تمكنه من الفوز على الفرق العالمية الكبيرة. وقال لوف:"إنهم حاليا في مرحلة يمكنهم فيها أن يجهزوا أنفسهم لهذه المباراة. المنتخب الغاني فريق منظم ويتسم بالتركيز، كما يتميزون بالموهبة الخططية مما يجعلهم فريقا قويا". ورغم ذلك، ما زال المنتخب الألماني واثقا من العبور إلى الدور الثاني للبطولة، فلم يخرج الفريق من الدور الأول منذ هزيمته 0 - 2 أمام الدنمارك في كأس العالم 1986 بالمكسيك.
والتقى المنتخب الألماني مع منتخب يوغسلافيا السابقة في الدور الأول لبطولة كأس العالم 1990 بإيطاليا، والتي فاز الألمان بلقبها، كما تغلب على نظيره الأسترالي في الدور الأول لبطولة كأس العالم 1974 بألمانيا الغربية، وفاز الألمان بلقب البطولة أيضا. وضمت المجموعة الخامسة منتخبات هولندا والدنمارك واليابان والكاميرون. وأعرب المدرب بيرت فان مارفيك، المدير الفني للمنتخب الهولندي، عن تفاؤله الحذر بموقف فريقه في هذه المجموعة التي وصفها بأنها "خطيرة للغاية". وقال فان مارفيك، المدير الفني السابق لفريق شالكه الألماني:"أعتقد أنها مجموعة صعبة. إنها مجموعة يمكن تجاوزها لكنها صعبة.. يجب أن نخوضها بتركيز شديد وألا نعتقد أننا تأهلنا بالفعل"، مشيرا إلى أنه الخطأ الذي وقع فيه المنتخب الهولندي كثيرا في بطولات سابقا. وأضاف:"حاولت إقناع الفريق منذ اليوم الأول بأننا لا يجب أن نقنع بسهولة.. إننا فريق مبدع ولدينا كبرياء معين ولكن يجب أن يمنحنا هذا الكبرياء الثقة". وقال إن منتخب بلاده وقع، مثل المنتخب الألماني، في مجموعة ينتظر أن يتأهل منها ولكن مع وجود بعض الصعوبة. وأضاف أن المنتخب الدنماركي تأهل للنهائيات بعدما تصدر مجموعته في التصفيات الأوروبية متفوقا على نظيره البرتغالي، بينما تغلب المنتخب الهولندي على نظيره الياباني قبل شهور قليلة بعدما حالفه الحظ في المباراة. وأوضح أن المنتخب الياباني كان "خطيرا للغاية" وأن المنتخب الكاميروني من أفضل ثلاثة منتخبات في أفريقيا. وقال فان مارفيك:"نعرف منافسينا بشكل جيد للغاية. وليست هناك أي أسرار.. المنتخب الدنماركي قوي للغاية ويقدم كرة ممتعة مثلنا، بينما لا يمكن الاستهانة أيضا بمنتخبي اليابان والكاميرون". وفي المجموعة السادسة، تلعب إيطاليا مع باراجواي ونيوزيلندا وسلوفاكيا، لتكون بداية سهلة نسبيا للمنتخب الإيطالي في رحلة الدفاع عن لقبه العالمي الذي أحرزه عام 2006 بألمانيا. ويستهل المنتخب الإيطالي حملة الدفاع عن لقبه أمام منتخب باراجواي على استاد "جرين بوينت" في كيب تاون يوم 14 حزيران/يونيو المقبل. واعترف مارشيللو ليبي، المدير الفني للمنتخب الإيطالي، بأن مجموعة فريقه في الدور الأول كان من الممكن أن تصبح أكثر صعوبة. وقال:"أحترم منافسينا كثيرا ولكنها مجموعة يمكن السيطرة عليها". كما ضمت المجموعة السابعة منتخبات البرازيل وكوريا الشمالية وكوت ديفوار والبرتغال، ليكون اختبارا صعبا بالفعل لراقصي السامبا الفائزين بلقب بطولة كأس العالم خمس مرات سابقة "رقم قياسي". وستكون المباراة الأولى للمنتخب البرازيلي "راقصو السامبا" في البطولة أمام منتخب كوريا الشمالية يوم 15 حزيران/يونيو المقبل على استاد "إيليس بارك". وقال المدرب كارلوس دونجا، المدير الفني للمنتخب البرازيلي، إن مجموعة فريقه هي الأصعب في البطولة. وأوضح أنه لم تعد هناك أي مباريات سهلة بعدما تقاربت مستويات كرة القدم في العالم". وأضاف:"المباراة أمام المنتخب البرتغالي ستكون مثل مواجهة بين المنتخب البرازيلي "أ" والمنتخب البرازيلي "ب"، لأن العديد من اللاعبين البرازيليين الحصلين على الجنسية البرتغالية يلعبون بالمنتخب البرتغالي". بينما ضمت المجموعة الثامنة منتخبات أسبانيا وسويسرا وهندوراس وشيلي، لتكون فرصة المنتخب الأسباني، حامل لقب كأس الأمم الأوروبية الماضية "يورو 2008"، جيدة للغاية في الوصول إلى الدور الثاني للبطولة.
