قال مسؤول سوداني يوم الخميس ان مُسلحين من قبائل النوير قتلوا ما لا يقل عن 139 من أفراد قبيلة الدنكا المنافسة في هجوم على منطقة نائية في جنوب السودان. وقال سابينو ماكانا نائب حاكم ولاية واراب لرويترز ان مسلحي النوير هاجموا رعاة ماشية من الدنكا يوم السبت في منطقة تونق شرق النائية واستولوا على نحو خمسة الاف رأس ماشية. واضاف "قتلوا 139 شخصا وجرحوا 54 آخرين. لا أحد يعرف عدد من قتلوا من المهاجمين لكنه قد يكون كبيرا حيث شارك كثيرون في القتال." وذكر تقرير أصدرته عشر جماعات مساعدات بينها أوكسفام وسيف ذا تشيلدرن وتيرفاند يوم الخميس أن نحو 2500 شخص قتلوا وأجبر 350 ألفا آخرين على الفرار من منازلهم عام 2009 مع تصاعد العنف القبلي في الجنوب. وأفاد التقرير بأن الوضع ينطوي الآن على خطر تصاعد العنف وهو أمر قد يقوض اتفاق السلام الهش الذي أبرم عام 2005 ووضع حدا للحرب الاهلية بين الشمال والجنوب. وأضاف "دفع تضافر العنف المتنامي والفقر المزمن والتوتر السياسي اتفاق السلام الى شفا الانهيار." وتشهد المنطقة الفقيرة من قديم اشتباكات قبلية عنيفة تتعلق في كثير من الأحيان بعمليات سرقة الماشية لكن حجم الهجمات الاخيرة أذهل المراقبين. واتهم زعماء في جنوب السودان الخرطوم العام الماضي بدعم ميليشيات لتقويض الجنوب لكن بعض السياسيين أقروا بأن من المحتمل أن مسؤولين جنوبيين يزودون رجال قبائلهم بالسلاح لحشد التأييد قبل انتخابات مقررة في ابريل نيسان.
ونفت الخرطوم هذا الاتهام. وقالت الأممالمتحدة لرويترز انها سترسل فريقا الى منطقة تونق شرق للتحقق من هذه التقارير وان مصادر أخرى أكدت أن هناك عددا كبيرا من القتلى. وأفادت ليز جراند رئيسة مكتب الاممالمتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية في جنوب السودان بوجود أنباء عن اشتباكات في ثلاث مناطق أخرى. ودعا التقرير الذي أصدرته عشر وكالات اغاثة قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة بزيادة حماية المدنيين وحث الجهات المانحة على زيادة التمويل المخصص لبرامج التنمية. وقال التقرير ان القوى الكبرى يجب أن تبذل مزيدا من الجهد للوساطة بين زعماء الشمال والجنوب في الوقت الذي تستعد فيه البلاد لمراحل سياسية مهمة يحتمل أن تزيد التوتر من بينها الانتخابات العامة المقررة في ابريل نيسان والاستفتاء على استقلال الجنوب في يناير كانون الثاني 2011. وقالت مايا مايلر مستشارة السياسات في أوكسفام في بيان "الوقت لم يفت بعد لتفادي الكارثة لكن الاثني عشر شهرا التالية مفترق طرق بالنسبة الى أكبر دولة أفريقية. "شهد العام الماضي زيادة في العنف في جنوب السودان. وربما يسجل ذلك مزيدا من التصاعد ليصبح واحدة من أشد الازمات الطارئة في افريقيا في عام 2010." *رويترز: