اقتحمت الشرطة الاسرائيلية ساحة المسجد الاقصى بالقدس يوم الاحد بعد أن رشق محتجون فلسطينيون زوارا بالحجارة. وقال متحدث باسم الشرطة الاسرائيلية ان نحو ألف سائح زاروا المكان في الصباح. الا أن عدنان الحسيني محافظ القدس أوضح ان مجموعات السياح التي دخلت الى باحات الحرم الشريف تضم مستوطنين مضيفا "لا اعتقد ان من يدخل هم سياح لان السياح عندما يروا توترا لا يدخلون. هؤلاء مستوطنون مبرمجون للدخول حتى يخلقوا واقعا." وتابع "اسرائيل تتحمل مسؤولية الوضع لانه عندما يقول المستوطنون انهم يريدون الدخول الى المسجد الاقصى ولا يوجد اي مسؤول امني او سياسي (اسرائيلي) ويقول اننا لن نسمح بهذا وهذا الشيء خطأ.. الكل ساكت الكل بخاف من المستوطنين لذلك ليس هناك امكانية الا التصدي لهم وبالتالي الشباب يتعرضون للضرب والاعتداءات. المستوطنون هم الحاكمين البلد." وأضاف أن شبانا فلسطينيين أمضوا ليل السبت في المسجد بعد أن هدد يهود متشددون باقتحامه. وذكر شهود عيان أن العنف بدأ عندما ألقى فلسطينيون حجارة على زوار في المكان. وقال مسؤولون فلسطينيون ان شائعات انتشرت بأن يهودا متشددين يعتزمون اقتحام باحات الحرم الشريف. وذكر متحدث باسم الشرطة الاسرائيلية أن الشرطة اقتحمت باحة المسجد الاقصى بعد أن ألقى نحو 20 فلسطينيا الحجارة مضيفا أنهم احتموا بعد ذلك داخل المسجد. وقال ميكي روزنفيلد المتحدث باسم الشرطة الاسرائيلية ان الشرطة ألقت القبض على سبعة فلسطينيين وأصيب أربعة من رجال الشرطة بالحجارة. وأفادت مصادر طبية فلسطينية في مدينة القدس بأن عشرة محتجين أصيبوا بينهم ستة أصيبوا بالرصاص المطاطي وأربعة باختناق نتيجة الغاز المسيل للدموع. ونقل ثلاثة من المصابين بالرصاص المطاطي الى المستشفى في حين عولج الثلاثة الاخرون ميدانيا. ووصف فلسطينيون الوضع في المدينة "بالمتوتر جدا" مع وجود أعداد كبيرة من قوات الشرطة والجيش الاسرائيلي على كافة مداخل البلدة القديمة التي امتدت اليها المواجهات بين الفلسطينيين ورجال الشرطة الاسرائيليين. واتهم المفاوض الفلسطيني صائب عريقات اسرائيل بتصعيد التوترات بهدف اضعاف الجهود الامريكية لاستئناف محادثات السلام. وتابع لرويترز "الرسالة واضحة هم (الاسرائيليون) يحاولون تخريب كل الجهود المبذولة لاحياء عملية السلام ونحن نطالب الادارة الامريكية بتدخل فوري لوقف مثل هذه السياسات الاسرائيلية (التوسع الاستيطاني) واقتحام المسجد الاقصى." وتدعو اسرائيل والولايات المتحدة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى البدء في المحادثات على الفور ويقول عباس انه يجب أن يكون هناك توقف كامل في توسيع المستوطنات الاسرائيلية أولا. ويهدف الفلسطينيون الى اقامة دولة فلسطينية في المستقبل عاصمتها القدس الشرقية أما اسرائيل تعتبر القدس بأكملها عاصمتها الابدية وغير القابلة للتقسيم. ودعا الشيخ محمد حسين مفتى القدس والديار الفلسطينية وخطيب المسجد الاقصى منظمة المؤتمر الاسلامي الى عقد اجتماع عاجل لبحث الاوضاع في مدينة القدس. وقال في بيان "سلطات الاحتلال الاسرائيلي ترعى الجماعات المتطرفة التي تعيث فسادا في الاراضي الفلسطينية وهي تتحمل المسؤولية عن عواقب اقتحامها لباحات المسجد الاقصى المبارك الذي يتزامن مع دعوات جماعات يهودية متطرفة لاقتحام المسجد الاقصى المبارك لاقامة شعائر وطقوس تلمودية في باحاته." واستطرد "هذا الاعتداء هو استمرار لنهج سلطات الاحتلال بتهويد المقدسات الاسلامية والتي كان اخرها ضم كل من المسجد الابراهيمي ومسجد بلال بن رباح الى قائمة التراث اليهودي." وكانت الانتفاضة الفلسطينية الثانية اندلعت عام 2000 في أعقاب زيارة قام بها رئيس الوزراء السابق ارييل شارون للحرم القدسي الشريف عندما كان زعيما للمعارضة الاسرائيلية انذاك. وتشهد بلدة الخليل بالضفة الغربية اشتباكات أيضا منذ أيام وقال شهود ان جنودا اسرائيليين أصابوا أربعة فلسطينين بالرصاص قرب البلدة يوم السبت بعد ايقاف سيارتهم لتفتيشها. وذكر مسعفون يعالجون المصابين أن أحدهم مصاب بجروح بالغة. وقال متحدث باسم الجيش الاسرائيلي ان الجنود فتحوا النيران ردا على رشقهم بالحجارة مضيفا أن تحقيقا بدأ في الواقعة. *رويترز