اقتحمت الشرطة الإسرائيلية ساحة المسجد الأقصى يوم الأحد بعد أن رشق فلسطينيون زوارا بالحجارة وأطلقت الغاز المسيل للدموع والرصاصات المطاطية لتفريق محتجين. وأذكت المواجهة التوتر المتزايد بالفعل منذ إعلان اسرائيل عن خطة للتراث الوطني تضم موقعين بالضفة الغربيةالمحتلة. وذكر شهود عيان أن العنف بدأ عندما ألقى فلسطينيون حجارة على زوار في المكان. وقال مسؤولون فلسطينيون ان شائعات انتشرت بأن يهودا متشددين يعتزمون اقتحام باحات الحرم الشريف. وقال ميكي روزنفيلد المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية ان الشرطة ألقت القبض على سبعة فلسطينيين وأصيب أربعة من رجال الشرطة بالحجارة. وقالت مصادر طبية فلسطينية ان ثلاثة فلسطينيين نقلوا الى المستشفى باصابات بسبب الرصاص المطاطي. ويتلقى اخرون العلاج بسبب استنشاق الغاز المسيل للدموع. ولم يتضح على الفور ما اذا كانت الشرطة الإسرائيلية أطلقت الرصاص المطاطي و الغاز المسيل للدموع في باحة المسجد الأقصى أم في المصادمات التي وقعت في وقت لاحق مع الشبان في أزقة المدينة القديمة. واتهم نبيل ابو ردينة مساعد الرئيس الفلسطيني محمود عباس اسرائيل بإذكاء التوترات من أجل تقويض المحاولات الامريكية لاحياء محادثات السلام. وقال ان "هدف هذا التصعيد إحباط الجهود التي تبذلها الادارة الامريكية من خلال محاولتها العودة الى محادثات عن قرب". وتدعو اسرائيل والولايات المتحدة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى البدء في المحادثات على الفور ويقول عباس انه يجب أن يكون هناك توقف كامل في توسيع المستوطنات الاسرائيلية أولا. ويدرس عباس اقتراحا امريكيا بشأن محادثات غير مباشرة وسيجري مناقشات حول هذا الاقتراح الاسبوع الحالي بالجامعة العربية في القاهرة. ويهدف الفلسطينيون الى اقامة دولة فلسطينية في المستقبل عاصمتها القدس الشرقية أما إسرائيل فتعتبر القدس بأكملها عاصمتها الابدية وغير القابلة للتقسيم. وقال الشيخ محمد حسين مفتى القدس والديار الفلسطينية وخطيب المسجد الأقصى في بيان ان إسرائيل "تتحمل المسؤولية عن عواقب اقتحامها لباحات المسجد الأقصى المبارك الذي يتزامن مع دعوات جماعات يهودية متطرفة لاقتحام المسجد الاقصى المبارك لإقامة شعائر وطقوس تلمودية في باحاته". وقالت الشرطة الاسرائيلية ان نحو ألف سائح زاروا المكان في الصباح. قال عدنان الحسيني محافظ القدس إن شبانا فلسطينيين أمضوا الليلة في المسجد الاقصى بسبب مخاوف من ان متشددين يهودا يخططون لاقتحام المنطقة. وذكر متحدث باسم الشرطة الاسرائيلية أن الشرطة اقتحمت باحة المسجد الاقصى بعد أن ألقى نحو 20 فلسطينيا الحجارة مضيفا أنهم احتموا بعد ذلك داخل المسجد. وكانت الانتفاضة الفلسطينية الثانية اندلعت عام 2000 في أعقاب زيارة قام بها رئيس الوزراء السابق ارييل شارون للحرم القدسي الشريف عندما كان زعيما للمعارضة الإسرائيلية آنذاك. وتشهد بلدة الخليل بالضفة الغربية اشتباكات أيضا منذ أيام. وتضم الخليل الحرم الإبراهيمي الذي تعتزم اسرائيل ضمه في خطتها لترميم مواقع للتراث اليهودي. كما تشمل الخطة الإسرائيلية مسجد بلال بن رباح قرب بلدة بيت لحم في الضفة الغربية. وقال شهود ان جنودا إسرائيليين أصابوا أربعة فلسطينين بالرصاص قرب البلدة يوم السبت بعد إيقاف سيارتهم لتفتيشها. وذكر مسعفون يعالجون المصابين أن أحدهم مصاب بجروح بالغة. وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي ان الجنود فتحوا النيران ردا على رشقهم بالحجارة مضيفا أن تحقيقا بدأ في الواقعة.