اعتقلت قوات الأمن المصرية نحو 200 شخصاً ينتمون إلى القرى التي ينتمي إليها منفذو الهجومين الأخيرين ضد سياح بالقرب من مواقع سياحية في القاهرة، وفقاً لمسؤولين مصريين.وكانت موجة الهجمات الأخيرة الموجهة ضد السياح في القاهرة، قد أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص وأصابة سبعة آخرين بجراح، حيث نُفذ الهجوم الأول باستخدام قنبلة بدائية الصنع، فيما شن الهجوم الآخر امرأتان منقبتان باستخدام أسلحة رشاشة، حيث أطلقتا النار على حافلة سياح بالقاهرة القديمة.وينتمي منفذو الهجومين إلى قريتي العمار وعزبة قبلاوي شمالي القاهرة.ولقي منفذ العملية الأولى، التي تمت في الساعة 3:45 بعد الظهر بجوار المتحف المصري بوسط القاهرة، مصرعه فيما أصيب سبعة آخرون من بينهم أربعة سياح: إسرائيليان وسويدي وإيطالية، بحسب ما نقلت الداخلية المصرية ،وكانت الأنباء قد تضاربت بشأن طبيعة الانفجار الذي عزته بعض المصادر الأمنية إلى إلقاء قنبلة من جسر "6 أكتوبر" فيما أشارت أخرى إلى أن القتيل، إيهاب يسري ياسين، وهو أحد المشتبهين في عملية خان الخليلي في السابع من أبريل/نيسان، قفز من أعلى الجسر أثناء مطاردته من قبل قوى الأمن، ونزع فتيل القنبلة التي كانت بحوزته، نقلاً عن وكالة الأسوشيتد برس. وشوهدت بقايا بشرية وقد غطيت بالصحف أسفل الجسر الذي يجاور موقفاً للحافلات العامة، والمتحف المصري الذي يُعد من أبرز الوجهات السياحية.وكانت مصادر أخرى قد عزت في وقت مبكر الحادث إلى انفجار سيارة لكن عدم وجود حطام متناثر في المنطقة دحض الفرضية.وفي الإعتداء الآخر، هاجمت منقبتان حافلة للسياح في حي السيدة عائشة بالقاهرة القديمة، وأردى رجال الأمن إحدى المهاجمات صريعة فيما يسود الغموض مصير الثانية.وأصيب في الهجوم ثلاثة مصريين من بينهم امرأة، يشتبه في إنها قد تكون المهاجمة الثانية. ورغم نفي وزير الصحة المصري، عوض تاج الدين، علمه بوجود رابط بين الهجومين، إلا أنّ بيانا لوزارة الداخلية المصرية أشار إلى علاقة بين منفذي الهجومين.فقد قال بيان لوزارة الداخلية المصرية إن الشخص الهارب المتهم بالتورط في تفجير حي الحسين في وقت سابق من هذا الشهر، المدعو إيهاب يسري ياسين، هو نفسه الذي عثر على أشلائه قتيلاً بعد ارتكابه عملية التفجير التي وقعت ظهر السبت في ميدان عبد المنعم رياض بجوار المتحف المصري وسط القاهرة. وأضافت في بيانها أنه تم العثور معه على بطاقة الهوية الخاصة به وبطاقة هوية منفذ تفجير الأزهر الانتحاري ويدعى حسن رأفت بشندي . ومضى بيان الداخلية المصرية قائلاً إن شقيقة المشتبه به إيهاب يسري ياسين المدعوة نجاة يسري ياسين، ترافقها صديقة لها تدعي إيمان إبراهيم خميس، وترتبط بعلاقة عاطفية بالمدعو يسري، إنتحرتا بميدان السيدة عائشة، حيث توفيت الأولي بمكان الحادث وأصيبت الثانية بإصابات بالغة توفيت على إثرها، وذلك عقب إطلاقهما ثلاث رصاصات على حافلة سياحية أثناء مرورها مصادفة في المنطقة.وتبنت جماعة تسمى نفسها كتائب الشهيد عبد الله عزام في بيان لم يتم التأكد من صحته، الهجوم المزدوج في القاهرة.كما نشرت جماعة أخرى تطلق على نفسها اسم مجاهدي مصر بيانا لم يتم التثبت منه، تبنت فيه العمليتين.وورد في البيان الأوّل الذي نشر عبر شبكة الإنترنت إنه "بعد نجاح غزوتي طابا وحي الأزهر قامت مجموعة الشهيد محمد عطا هذا اليوم السبت بزلزلة حصون فرعون مصر، وضربت أحفاد القردة والخنازير في ميدان عبد المنعم رياض وسط القاهرة وضربت حافلة تعج بالمحتلين باسم السياحة." يذكر أن مصر شهدت عدة عمليات مسلحة موجهة ضد السياح الأجانب، حيث بلغ عدد الهجمات منذ عام 1992 حوالي 13 هجوماً، بما في ذلك الهجومين الأخيرين في العام الحالي، وفقاً لوكالة الأسوشيتد برس.ففي عام 1992، وقع هجوم راح ضحيته سائحة بريطانية، فيما شهد العام 1993 هجومين راح ضحيتهما خمسةسواح ومصري عدا الجرحى. وشهد العام التالي أربع هجمات أدت إلى مقتل خمسة سواح ومصريين، ولم يشهد العام 1995 أي عملية عسكرية.استؤنفت العمليات العسكرية ضد السياح في العام 1996، حيث نفذ متشددون هجوماً على مجموعة من السياح اليونان، فأسفر عن مقتل 18 سائحاً وإصابة 17 آخرين بجراح.وكان العام 1997 دموياً بالنسبة إلى السياح، حيث قتل متشددون 67 سائحاً وخمسة مصريين، في هجومين منفصلين، إضافة إلى مقتل ستة متشددين.توقفت العمليات المسلحة ضد السياح بعد ذلك، لكنها استؤنفت في العام 2004 في الهجوم الذي استهدف فندقاً في طابا، وراح ضحية الهجوم نحو 34 شخصاً، من بينهم 10 إسرائيليين