اعلن رئيس وزراء استراليا جون هاوارد الاثنين أن بلاده لن تسحب قواتها من العراق لإنقاذ حياة أسترالي محتجز رهينة لدى متشددين عراقيين . وقال هاوارد للإذاعة الاسترالية "سنواصل القيام بكل ما نستطيع بما يتفق مع موقفنا الذي يقضي بعدم الرضوخ لمحتجزي الرهائن." "لا نستطيع أن نغير موقفنا ولن نغير هذا الموقف. لا يمكن أن يملي علينا الإرهابيون السياسة الخارجية لهذا البلد ولكن رغم ذلك علينا أن نفعل كل ما في وسعنا لمساعدة هذا الرجل المسكين." وقال إنه تم تشكيل قوة عمل للتعامل مع هذه الأزمة ولكنه لم يكشف النقاب عن أي شيء آخر عن نشاطها.وقال هاوارد إن هذا "يذكرنا بوحشية وعدم رحمة الجماعة التي نتعامل معها وسنواصل مراقبة الوضع وبذل ما في وسعنا."وحصلت الأسوشيتد برس الأحد على شريط فيديو لرجل عرف نفسه على أنه دوغلاس وود، وكان يجلس بين رجلين مقنعين يوجهان سلاحهما نحوه.وكان الشريط يحمل شعار المنظمة لخاطفة وهي "مجلس شورى مجاهدي العراق".وناشد الرهينة، الذي يقيم في كاليفورنيا بالولايات المتحدة، الرئيس الأمريكي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني طوني بلير ورئيس الوزراء الأسترالي جون هاوارد سحب قواتهم من العراق وترك العراقيين يديرون شؤونهم بأنفسهم وقال إنه لا يريد أن يموت. ويأتي إطلاق شريط الفيديو في وقت يزور فيه وزير الدفاع الأسترالي قواته في العراق، البالغ عددها نحو 1370 فرداً. وقالت تقارير إنّ وود، وهو أوّل أسترالي يختطف في العراق، في الثالثة والستين من عمره ويعيش في كاليفورنيا ومتزوج من أمريكية. ويقول وود في الشريط إنه يعمل في العراق منذ أكثر من عام وإنه "نفذ كثيرا من الأعمال مع الجيش الأمريكي." وقالت أجهزة الاعلام الاسترالية انه يعمل مهندسا.ولم يتسن التأكد من مصداقية ما ورد في الشريط. وفاز هاوارد بفترة ولاية رابعة على التوالي في الانتخابات التي جرت في أكتوبر/ تشرين الأول والتي انتهت بسحق حزب العمال المعارض الذي تعهد زعيمه بإعادة القوات الأسترالية إلى الوطن بحلول عيد الميلاد.ومن المقرر أن ترسل استراليا 450 جنديا اخرين إلى العراق خلال الأسابيع المقبلة ليصل مجمل عدد قواتها في العراق وحوله إلى نحو 1400 جندي. على صعيد آخر، أعلن مسؤول كردي أن 25 شخصاً قتلوا وأصيب أكثر من 50 آخرين في انفجار سيارة مفخخة أثناء جنازة في تلعفر بشمال العراق، وفي وقت لاحق، سمع دوي انفجار كبير في وسط بغداد، ولم تصدر أي معلومات عن الحادث، وبعد أقل من نصف ساعة تعرضت المنطقة نفسها لانفجار آخر، ولم يعرف على الفور ما أسفر عنه الانفجاران.وقال خسرو غوران إن الانفجار وقع أثناء مرور جنازة لمسؤول كردي في الحزب الديمقراطي الكردستاني في المدينة التي تبعد عن الحدود السورية مسافة 144 كيلومتراً، وفقا للأسوشيتد برس. وكانت الجنازة خاصة بالمسؤول الكردي سيد طالب وهاب، الذي قتله مسلحون عراقيين قبل يومين، والذي كان يشغل منصب نائب حاكم مدينة الموصل المجاورة.وأكدت القوات الأمريكية الحادثة، لكنها لم تذكر أعداد القتلى والمصابين.وكان الأحد قد شهد مقتل 13 عراقياً وإصابة 12 آخرين بجراح.كما شنت القوات العراقية والأمريكية حملة مداهمات أسفرت عن اعتقال 11 شخصاً من المتشددين الذين تربطهم علاقة بعمليات التفجير والاختطاف الأخيرة في بغداد، بمن في ذلك الرهينة البريطانية مارغريت حسن وخلال اليومين الماضيين، قتل في العمليات المسلحة في العراق أكثر من 80 شخصاً، بمن فيهم ستة جنود أمريكيين.وكان المسلحون قد كثفوا هجماتهم في بغداد منذ شكلت الخميس أول حكومة عراقية منتخبة ديمقراطيا منذ سقوط الرئيس صدام حسين.وتهدف موجة العنف هذه إلى إرسال رسالة إلى كل من واشنطن وبغداد مفادها أن تشكيل الحكومة العراقية الجديدة لن يثني المسلحين عن عزمهم أو يوقف نشاطاتهم.