حققت المؤسسة العسكرية اليمنية قفزة نوعية في مجال التصنيع الحربي وفق أسس منهجية وعلمية معاصرة عززت من قدراتها القتالية للدفاع عن السيادة الوطنية ومكتسبات الثورة اليمنية والنظام الجمهوري والوحدة التي تعتبر خلاصة مسيرة النضال الطويل التي ناضل من أجلها شعبنا وقواتنا المسلحة. وذكرت صحيفة 26سبتمبر الاسبوعية الصادرة الخميس الماضي ان قاعدة الإصلاح المركزية العسكرية جزء من منظومة القوات المسلحة استطاعت بكفاءة من ان تنتج وتطور العديد من القطع والآليات العسكرية المختلفة اللازمة للقوات المسلحة وخاصة التي ما كان يُشترى منها من الخارج بملايين الدولارات.. وقد ساهم في تبؤ مؤسسة اليمن الدفاعية هذه المكانة اعتمادها على الإستراتيجية الواضحة التي اختطها لها فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية - القائد الأعلى للقوات المسلحة والتي أحدثت نقلة نوعية لم تكن متوقعة لدى كثير من المراقبين في هذه المؤسسة , بعد أن ظلت طوال تاريخها تشتري كل ما يلزمها من أسلحة ومعدات عسكرية من الخارج وبمبالغ كبيرة من العملة الصعبة. إنتاج اليمن لقطع حربية من عربات مدرعة وعربات صاروخية وقطع غيار للعديد من المعدات الثقيلة والمتوسطة والصغيرة وغيرها , يفتح الباب واسعاً أمامها للتوسع أكثر في مجال التصنيع الحربي والولوج إلى عالم التكنولوجيا العسكرية مستقبلاً , و هي فرصة واعدة لمنتسبيها في تفجير طاقاتهم ومواهبهم وخوض غمار هذا الجانب الهام من العلوم العسكرية.. قاعدة الإصلاح المركزية التابعة لوزارة الدفاع تولت أعمال التطوير والتحديث والإنتاج لقطاع الغيار للأسلحة والمعدات، حيث تحوي منشآتها العديد من المرافق الصناعية والإنتاجية المزودة بأحدث الآلات الصناعية والتحويلية والتي تم إدخالها أخيرا لتقوم بأعمال الإنتاج و إعادة التأهيل والتحوير. «26سبتمبر» .. كانت في زيارة استطلاعية لمشاهدة ونقل الجديد من إنجاز أعمال التحوير التي هي جزء هام من عمل قاعدة الإصلاح أضافت للقديم من العربات والآليات المتهالكة تقنيات حديثة وجهزتها بأسلحة متطورة جعلها أكثر حداثة وفاعلية كما استخلصت للجديد منها مهام جديدة لم تكن موجودة في تشكيلات التسليح الحربي في وحدات الجيش.. وتطال عملية التطوير جميع الأسلحة والمعدات والآليات العاطبة سواء كانت حديثة أو قديمة، حيث تمر على جميع مرافق إعمالها وتحديثها حتى تنتهي جاهزة يتم بعد ذلك شحنها إلى المعسكرات لتلتحق بالخدمة الميدانية وتحتوي قاعدة الإصلاح على ورش ومعامل إنتاج قطع غيار الأسلحة والمعدات الصغيرة والمتوسطة وأجزاء من الثقيلة استبعدت هي الأخرى فكرة الاستيراد من الخارج حتى أضحت أعمال الإنتاج والتأهيل تجري بأسلوب أكثر سلاسة ودون تعقيدات والإنتاج منها أصبح يلبي حاجة القوات المسلحة . الجنود في قاعدة الإصلاح المركزية مؤهلون ومتخصصون يعرفون مهامهم جيدا , موزعون وفق فرق فنية وهندسية يتقدمهم مسؤولهم المباشر وهم على شكل مجموعات تتولى تأهيل وتطوير السلاح قطعة قطعة , هم يعملون بصبر وتفان والتعليمات معهم سهلة وواضحة. بعد ان استكملنا زيارتنا الميدانية وسررنا بما شاهدناه من تطوير وتحديث في الآليات والمعدات داخل قاعدة الإصلاح التقينا بالعميد الركن / سالم صالح القطيش مدير قاعدة الإصلاح المركزية في القوات المسلحة الذي بدأ حديثه معنا بالقول : إن القوات المسلحة وبفضل اهتمام وتوجيهات ورعاية فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة بدأت اعتمادها على الذات في تصنيع وإنتاج العديد من قطع الغيار للمعدات والآليات والأسلحة العسكرية الصغيرة والمتوسطة والثقيلة، وبذلك فإن قواتنا المسلحة ممثلة بوزارة الدفاع استطاعت أن تؤسس النواة الأولى للتصنيع الحربي في اليمن. مضيفاً أن قاعدة الإصلاح المركزية تمكنت من القيام بأعمال الإصلاح الكامل للمعدات والآليات وبنسبة عالية تقترب من إنجاز " العمر الكامل " مشيراً إلى أن القاعدة أنجزت العديد من المشاريع التطويرية والإنتاجية في مجال التصنيع الحربي أخرها إنتاج العربة المدرعة "قطيش2" التي أعلن عن بدء أنتاجها فخامة رئيس الجمهورية في خطابه الأخير في ذمار أثناء حفل تخرج عناصر أمنية جديدة. مؤكدا انه تم إنتاج 100 عربة مصفحة "قطيش2 "خلال الفترة من يوليو الماضي وحتى يناير 2010م , وان العمل جار لإنتاج مايقارب ال 200 مدرعة خلال العام المقبل..منوها إلى أن الورش الفنية في قاعدة الإصلاح المركزي بعد أعمال التطوير والتحديث الأخيرة التي شهدتها تستطيع إنتاج عربات مدرعة في أوقات قياسية. وقال العميد قطيش: لقد تمكنا من تصنيع وتجهيز القواعد الأرضية لجميع الأسلحة المتوسطة على العربات والسيارات والزوارق الحربية وإنتاج مدرعة الحميضة ومن بعدها العربة المدرعة (قطيش1). مضيفاً أن العربة أثبتت قدرتها على حماية الجنود وتقليل الخسائر البشرية أثناء عمليات الاستطلاع، كما أن للعربة قدرة فائقة للدخول والتوغل بمناطق المواجهات , ولها قدرة عالية جدا بعملية إخلاء الجرحى دون تعرض أفرادها للقنص المباشر نظراً لتدريعها الكامل بما فيها الإطارات , كما أن للعربة القدرة على تقديم التموين اللازم للمقاتلين في الميدان. ونوه مدير قاعدة الاصلاح إلى أن وزن العربة يتلاءم مع وزن الحديد المستخدم في عملية التدريع مما أتاح لها فرصة المناورة بخفة وقدرات عالية على التمويه والاختباء والرد السريع على مصادر النيران المعادية ولذا فأنها تعتبر من جيل العربات المصفحة ذات الوزن الخفيف.. مشيراً في ختام حديثه الى أن فخامة رئيس الجمهورية - حفظه الله- لم يأل جهدا في دعم وتشجيع ومتابعة أعمال التصنيع الحربي العسكري في اليمن وقد ظهر ذلك جليا في توجيهاته المتكررة بإنشاء وتحديث وتطوير الورش والأقسام وتأهيل اليد العاملة اليمنية لإنجاز أعمالها الفنية والاهتمام بالجوانب التطويرية والتحديثية في معداتها وآلياتها مع توفير متطلبات التصنيع للقطع الصغيرة والمتوسطة وتطوير إمكانات التصنيع لها محليا والذي يعبر عن حرصه الدائم للتطور والتحديث النوعي في صفوف المؤسسة العسكرية ومن ذلك جوانب تطوير الصناعة الحربية محليا لتصل إلى طور الاكتفاء الذاتي وبالتالي فأن إنجاز العربة قطيش وإنجازات اكتفاءنا الذاتي في الصناعة الحربية هي في المقام الأول إنجازات القيادة السياسية أولاً ثم للكفاءات العاملة في المجال التصنيعي.