بغداد ( أ. ف . ب ) : في حدث وصفته واشنطن ب "اللحظة التاريخية"، سحب الجيش الأميركي، اليوم، كتيبة "سترايكر" الرابعة من فرقة المشاة الثانية، آخر الكتائب المقاتلة في العراق، حيث بقي حوالي خمسين ألف جندي مكلفين بتأهيل الجيش العراقي. وقال ناطق باسم الجيش الأميركي اللفتنانت كولونيل أريك بلوم إن "آخر العناصر عبروا الحدود"، مضيفا "أنها آخر كتيبة قتالية لكن هذا لا يعني أنه لم تعد هناك قوات قتالية في العراق". وأوضح اللفتنانت كولونيل بلوم أن نصف الجنود غادروا جوا والنصف الآخر برا، فيما بقي أمامهم بضعة أيام لتنظيف التجهيزات وإعدادها ليتمكنوا من إرسالها ثم يرحل آخر الجنود. وأشار الضابط الأميركي إلى أنه بقي في العراق 56 ألف جندي أميركي في العراق بعد انسحاب هذه الكتيبة. من جانبه، قال الناطق باسم وزارة الخارجية فيليب كراولي الذي كان يتحدث مباشرة على شبكة التلفزيون الأميركي "ام اس إن بي سي" بينما كانت تعرض ليلا صور الدبابات الأميركية وهي تعبر الحدود، إنها "لحظة تاريخية". وأضاف كراولي أن "آخر ما نريده هو مناسبة جديدة لإرسال جنود إلى العراق، وأن يكون علينا إنهاء مرحلة القتال مجددا". وتابع "نحن لا نضع حدا لالتزامنا في العراق. سيكون أمامنا عمل كبير لإنجازه، هذه ليست نهاية أمر، بل انتقال نحو شيء مختلف. لدينا التزام طويل الأمد في العراق". وأشار إلى أن النزاع العراقي الذي أدى إلى مقتل 4400 أميركي وكلف واشنطن ألف مليار دولار، كان له "ثمن باهظ". وأضاف "قمنا باستثمارات هائلة في العراق وعلينا القيام بكل ما في وسعنا للحفاظ على هذا الاستثمار وليدخل العراق وجيرانه في وضع أكثر سلمية بكثير يخدم مصالحهم ومصالحنا". ويأتي انسحاب الكتيبة الرابعة غداة تفجير انتحاري استهدف الثلاثاء مركزا لتجنيد المتطوعين في الجيش في بغداد وأدى إلى سقوط 59 قتيلا وجرح مئة آخرين على الأقل. ويأتي انسحاب القوات القتالية الأميركية بينما يشهد العراق أزمة سياسية عميقة عجزت فيها الأحزاب السياسية العراقية الكبرى عن الاتفاق على تشكيل حكومة جديدة بعد خمسة أشهر من الانتخابات التشريعية التي جرت في السابع من آذار.