طالب الرئيس الافغاني حامد كرزاي الولاياتالمتحدة باتخاذ إجراء بعد ظهور تفاصيل حول مزاعم بتعرض سجناء أفغان لاساءات على يد قوات أمريكية داخل أفغانستان. وقال كرزاي إنه أصيب بالصدمة وإنه سيثير القضية مع الرئيس الامريكي جورج بوش عندما يلتقيا الاسبوع المقبل. وقال الرئيس الافغاني إنه يجب معاقبة الجنود المسؤولين عن مقتل سجينين والانتهاكات المزعومة بحق آخرين. وكانت مزاعم التعذيب قد نشرت في صحيفة نيويورك تايمز التي استندت في ذلك إلى 2000 صفحة من الوثائق التي سُربت من تحقيق للجيش الامريكي. وقال كرزاي في مؤتمر صحفي قبل وقت قصير من سفره إلى الولاياتالمتحدة، "يتحتم على الحكومة الامريكية أن تتخذ عملا محددا وقويا". وزعم كرزاي أن هذه الاساءات هي ضد الانسانية، وعندما سئل إن كان سيتحدث بهذه الصراحة عندما يلتقي بوش رد الرئيس قائلا "بكل تأكيد". وكان كرزاي، وهو حليف قوي للولايات المتحدة يتولى زمام السلطة منذ الاطاحة بحكم طالبان أواخر عام 2001، قد تحدث مؤخرا عن "أخطاء للجيش الامريكي". وتأتي زيارة كرزاي للولايات المتحدة بعد الاحتجاجات العنيفة التي شهدتها أفغانستان إثر نشر مجلة نيوزويك تقريرا، وتراجعها عنه مؤخرا، حول تدنيس المصحف الشريف في معتقل جوانتانامو. ويتخذالزعيم الافغاني يتخذ موقفا أكثر تشددا عن مواقفه السابقة تجاه الولاياتالمتحدة،وكانت تصريحات كرزاي الاخيرة تعكس المخاوف في كابول من تأثير الرأي العام بشأن مزاعم كثيرة عن انتهاكات أمريكية. وقال كرازي إنه أصيب بالصدمة لدى معرفته بأنباء الانتهاكات وقالت منظمة هيومان رايتس ووتش المعنية بحقوق الانسان إنه من غير الممكن التحقيق بشكل كامل في الانتهاكات المزعومة دون السماح للجنة مستقلة بالتعامل مع القضية. وقال مسؤولون في واشنطن إنهم يحققون في المزاعم التي وردت بالصحيفة وإنه سيتم معاقبة من يثبت تورطه. يذكر أن اتهامات وجهت بالفعل لسبعة عسكريين أمريكيين في قضية مقتل سجينين في قاعدة باجرام العسكرية شمال كابول عام 2002. وتتعلق الاتهامات الجديدة بمستوى الاعتداءات التي تعرض لها المعتقلان وهما ديلاوار وحبيب الله. وقيل إن ديلاور علق من السقف من رسغيه لمدة أربعة أيام ثم ضرب على قدميه أكثر من مئة مرة خلال 24 ساعة. وكان السجين يستجوب بشأن هجوم على قاعدة جوية أمريكية لكن التقرير قال إن غالبية المحققين يعتقدون أنه ليس سوى سائق سيارة أجرة بريء تصادف مروره في موقع الهجوم وقت وقوعه. ومن بين الانتهاكات الاخرى التي وردت في التقرير: إجبار سجين على تقبيل احذية محققيه وإرغام معتقل آخر على التقاط زجاجات من وعاء مليء بالبراز والبول. كما وطأت محققة رقبة معتقل وضربت آخر بقدمها في عضوه التناسلي. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الامريكية البنتاجون ان نيويورك تايمز تحاول اصطناع قصة جديدة من معلومات قديمة، مضيفا ان التحقيق الذي يجرى "جاد جدا ومفصل جدا". واضاف المتحدث "معاييرنا دائما هي المعاملة الانسانية لكل المعتقلين، وعندما لا يتم الوفاء بهذه المعايير، نتخذ اجراءات في هذا الشأن". وقالت النيويورك تايمز إنها تلقت التقرير من أحد المشاركين في عملية التحقيق والذي انتقد أساليب الاستجواب في معتقل باجرام شمالي كابول. وكان الجيش الامريكي قد قال في البداية إنه لا توجد أدلة على وقوع اعتداءات فيما يتعلق بمقتل المعتقلين الافغانيين وإن أساليب التحقيق المتبعة "مقبولة بشكل عام". وبعد تحقيق تم في وقت لاحق، في اكتوبر تشرين الاول الماضي، اتضح أن 27 جنديا ربما يواجهون تهما جنائية، سبعة منهم وجهت لهم تهم منذ ذلك الوقت.