بدأ نحو42 مليون ناخب فرنسى يدلون بأصواتهم فى استفتاء حول الدستور الأوروبى الجديد الذي رجحت آخر الاستطلاعات رفضه من قبل الناخبين الفرنسيين بنسبة أصوات تتراوح ما بين 51 و56 بالمائة ، مشيرة إلي أن تغييرا فى موقف المترددين ضرورى لعكس هذا الاتجاه. وأعلنت مصادر فرنسية أن نتائج الاستفتاء فى فرنسا على الدستور الأوروبي الجديد لن تظهر قبل الثامنة من مساء اليوم بتوقيت جرينتش ،موضحة أن الاستفتاء الذي بدأ أمس السبت فى فرنسا ما وراء البحار قبل 24 ساعة من بدء الاستفتاء على أراضى فرنسا ، سيمدد لساعتين فى مدينتى باريس وليون ، بينما ستغلق مكاتب الاقتراع والذى تنتظر كل أوروبا نتائجه عند الساعة السادسة مساء بتوقيت جرينتش. وكان جان بيير رافاران رئيس الوزراء الفرنسى قد أعلن الاسبوع الماضي أن مصير الاستفتاء في فرنسا على الدستور الأوروبى الجديد لم يحسم بعد وطالب الناخبين الفرنسيين بأن لايصوتوا بلا كوسيلة لمعاقبة الحكومة على سياساتها،وذلك في الوقت الذي أظهرت فيه أحدث استطلاعات الرأي أن 52 فى المائة من المواطنين الفرنسيين سيصوتون ضد الدستور الاوروبى.ونقلت وكالة الانباء السورية عن رافاران القول اليوم في حديث تليفزيوني إن المعركة لاقناع الناس بمزايا الدستور لم تنته ، مضيفا أن الموقف لم يحسم بعد ولم يقرر شىء.وكان رئيس الوزراء الفرنسى قد أعلن في أواخر شهر ابريل الماضي أن تصويت الفرنسيين ب "لا" للدستور الاوروبى الجديد سيؤدى الى بعض الفوضى فى اوروبا وانه سيلزم اكثر من عشرة اعوام للتوصل الى مشروع دستور آخر.وقال رافاران إن معارضة الدستور تعنى العودة الى بعض القواعد القديمة التى سيكون من الصعب تطبيقها بعد توسيع الاتحاد الاوروبي مؤخرا والتى ستؤدى الى بعض الفوضى كما أن اوروبا ستشهد حالة صعبة لانه لزم الكثير من الوقت لوضع معاهدة الدستور .واعتبر أن العالم بحاجة الى اوروبا واوروبا لا وقت لديها لاعادة بناء التاريخ ولذلك فان قبول الدستور يحمل مشروعا والرفض يحمل فوضى.ومن جانبه ، حذر وزير خارجية لوكسمبورج جان اسنبورن ، الذى تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبى حاليا،من مخاطر رفض الناخبين الفرنسيين الدستور الاوروبى الجديد خلال الاستفتاء المقرر إجراؤه فى فرنسا الاحد القادم. ونقلت وكالة الانباء السعودية عن وزير خارجية لوكسمبورج القول على هامش اجتماعات وزراء خارجية الاتحاد الاوروبى فى بروكسل هذا الاسبوع إن أى رفض فرنسى للدستور الأوروبى سيكون وخيم العواقب وستنجم عنه أزمة عميقة ومزمنة داخل الاتحاد الأوروبى. وأوضح أنه لاتوجد أية خطة بديلة حاليا غير اعتماد الدستور الاوروبى ومن هنا تأتي خطورة رفض الفرنسيين له، موضحا أنه يوجد خلط واضح بين التوجهات الأوروبية لمواطني الدول الأوروبية حاليا وخيارات السياسة الداخلية فى كل دولة. وكان مفوض الاتحاد الاوروبي لشؤون السياسة الخارجية والامنية خافيير سولانا قد حذر هذا الاسبوع من إصابة الاتحاد الاوروبي بالشلل وعدم القدرة على التفاعل في حال أسفر الاستفتاء الشعبي في فرنسا حول الدستور الاوروبي الجديد عن نتيجة سلبية.ونقلت وكالة الانباء الكويتية عن سولانا القول في مقال نشرته صحيفة (بيلد ام سونتاج) الاسبوعية الالمانية إن الفرنسيين سيصوتون على هذا الدستور في ال 29 من مايو الجاري ، معتبرا هذا التاريخ موعدا حاسما لمستقبل الاتحاد الاوروبي.واوضح ان قدرة دول الاتحاد باعضائه ال 25 على الاداء تعتمد على معاهدة الدستور الاوروبي الجديد واعرب عن امله في تفهم مدى اهمية هذا الدستور لأوروبا ولفرنسا .وأضاف أن كثيرا من الأوروبيين مازالوا يشكون في الفكرة الاوروبية ، وعزا اسباب عدم الرضا عن منظومة الاتحاد الاوروبي الى امور نفسية يصعب ادراكها او تلمسها والى امور تتعلق بزعزعة الثقة . واضاف قائلا :"ان عالمنا اصبح في هذه الاثناء في غاية من التعقيد وهذا بحد ذاته يتطلب من السياسيين الاوروبيين ومن المواطنين الاوروبيين بذل الكثير من الجهود في سبيل توعية البشر وزيادة شفافية فكرة الاتحاد الاوروبي في جميع المجالات".وكان مصدر حكومى بريطانى قد حذر أيضا مؤخرا من ان الاستفتاء حول الدستور الاوروبى الجديد الذى وعد باجرائه رئيس الوزراء البريطاني تونى بلير لن ينظم اذا فاز معارضو الدستور فى فرنسا.ونقلت وكالة الانباء السورية عن هذا المصدر قوله لصحيفة الجارديان البريطانية :"انه فى حال انتصر معارضو الدستورالاوروبى فى فرنسا فسنواجه ازمة ".كما حذر وزير الخارجية الالمانى يوشكا فيشر مؤخرا من احتمال تفكك الاتحاد الاوروبى فى حال رفض الفرنسيين الدستور الاوروبي الجديد المقرر إجراؤه فى اواخر شهر مايو المقبل ، وذلك بعد أن اظهرت أحدث استطلاعت الرأي أن أغلبية الفرنسيين يعارضون الدستور الجديد . ونقلت وكالة الانباء السورية عن فيشر القول فى تصريحات أدلى بها فى مدينة ينيه الفرنسية ان مستقبل أوروبا يعتمد على نتيجة الاستفتاء العام فى فرنسا ، داعيا الى ضرورة تأييد الدستور الاوروبى .وحذر فيشر من التصويت بحسب الاعتبارات السياسية الداخلية وقال ان الحياة فى أوروبا فى خطر . وكان جوزيب بوريل رئيس البرلمان الاوروبى قد حذر أيضا من ان فرنسا ستدخل الاتحاد الاوروبى فى ازمة اذا رفضت دستور الاتحاد الاوروبى الجديد خلال استفتاء سيجرى الشهر المقبل.ونقلت وكالة الانباء السورية عن بوريل ، الذى اثار قلقه استطلاعات للرأى اظهرت تقدم الجانب الرافض الدستور فى فرنسا ، القول في تصريح لصحيفة لوموند الفرنسية إن رفض الفرنسيين للدستور فى 29 مايو الجاري سيكون له انطباعات على مستقبل اوروبا اكثر خطورة مما يتصورون.واضاف قائلا :"الناس كانوا يعتقدون ان المشكلة ستأتى من البريطانيين ولكن يكتشفون انها تأتى من دولة من الاعضاء المؤسسين لا يمكن بدونها تخيل استمرار المشروع الاوروبى".واصر الرئيس الفرنسي جاك شيراك على اجراء استفتاء للحصول على الدعم الشعبي للدستور الذي لعبت فرنسا في وضعه دورا كبيرا حيث كان الرئيس الفرنسي الاسبق فالير جيسكار ديستان ضمن اللجنة التي رسمت اطر الدستور.وتوضح استطلاعات الراي الفرنسية زيادة المعارضة له بسبب عدم الرضا على السياسات الاجتماعية للحكومة المحافظة.وقد تلجأ معظم الدول الاوروبية الى موافقة البرلمان على الدستور من دون اللجوء الى الاستفتاءات الشعبية.ووافقت اسبانيا مؤخرا على الدستور الاوروبي بنسبة 70 بالمائة من الاصوات .جدير بالذكر أن دول الاتحاد الأوروبي وافقت اواخر العام الماضي علي الدستور الجديد للاتحاد الأوروبى بعد زيادة عدد الدول الأعضاء في الاتحاد من 15 إلى 25 عضوا .ويشترط الدستور موافقة كل الدول الاعضاء فى الاتحاد الاوروبى البالغ عددها 25 دولة من اجل تفعيله.كما يحتاج الدستور حوالي عامين للمصادقة عليه من قبل أعضاء الاتحاد الأوروبي ال 25 .وقد صادقت تسع دول أوروبية حتى الان على الدستور الاوروبى اخرها المانيا .وعلى الدول ال25 اعضاء الاتحاد المصادقة على الدستور الاوروبى قبل اكتوبر 2006 ليصبح ساريا. وإذا رفضت دولة واحدة دستور الاتحاد الاوروبى فانه سيكون لاغيا ولن يتم التفاوض بشانه سوى بعد سنوات من الان.ويهدف هذا الدستور إلي تسهيل عملية اتخاذ القرارات بعد توسيع الاتحاد مؤخرا.