دعا بيان صادر عن علماء وخطباء ومرشدي محافظة صنعاء الى التمسك بالثوابت الوطنية ووجوب حماية منجزات الثورة والوحدة والتصدي لكل ما من شانه إثارة الفتن والصراعات ايا كان مصدرها لقوله تعالي ( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا ان الله يحب المحسنين) وتعميق أواصر المحبة والاخوة والتسامح بين أبناء الشعب ونشر ثقافة الوسطية والاعتدال ونبذ كل صور التطرف والتشدد والعنف والإرهاب. وحرم البيان استغلال النصوص الشرعية والقانونية التي تبيح حرية الراي والتعبير تسخيرها في إثارة الفوضى والخروج عن الطاعة وتفريق جماعة المسلمين والقتل او السلب او النهب بما يتنافي مع تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف. ودعا كافة أبناء شعبنا اليمني العظيم بمختلف شرائحه وأطيافه وقواه قيادة وافرادا إلى التصدي لكل المؤامرات التي تحاك ضد وطننا وأمنه واستقراره ووحدته وسيادته.
وفيما يلي نص البيان
الحمدلله القائل ( هذا بيان للناس وهدي وموعظة للمتقين ) والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آلة وصحبة أجمعين وبعد : إنما هو حادث في واقع امتنا العربية من فرقة وتمزق وشتات ونزاع وإذكاء للفتن في بعض البلدان العربية ما ظهر منها وما بطن تنفيذا لمؤامرات ومخططات أجندة خارجية من أعداء الأمة والدين ومثل هذه الاعمال مخالفة لتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف الذي دعانا عند حدوث هذه التداعيات إلى الرجوع إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله علية واله وسلم لقوله تعالي ( وأطيعوا الله ورسوله ولا تتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا ان الله مع المتقين) اذ لابد لعلماء الأمة من ابراز دورهم في الحفاظ على توحيد الصف ووحدة الأمة وجمع الكلمة وراب الصدع ولم الشمل دون الانحياز إلى أي حزب او مذهب او فئة احقاقا للحق وإزهاقا للباطل عملا بقولة تعالي (ولتكن منكم امة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون) ومن هناك فان الواجب الديني ثم الوطني يحتم علينا تحديد الموقف الشرعي حال ما يدور في الساحة ولأهمية الأمر وخطورة ما يدور في بعض المناطق من ربوع وطننا اليمني الحبيب من ممارسات ودعوات منبوذة ونعرات شاذة لإثارة الفوضى والتخريب والتنازع والتمزق والشتات وزعزعة الأمن والاستقرار والاضرار بمصالح الوطن واستشعارا منا للواجب الديني وأمانه الدعوة الملقاة على عواتقنا فقد قمنا نحن علماء وخطباء ومرشدي محافظة صنعاء بعقد لقاء تشاوري يومنا هذا الأربعاء الموافق 2/3/2011م لمناقشة ما يجري في الساحة الوطنية الامر الذي يستوجب علينا الإسهام في تجنيب الوطن مغبة الفتن وتحديدا لموقفنا تجاه تلك التداعيات فقد نتج عن هذا اللقاء توصيات هذا البيان المتمثلة في التالي:- 1- تحكيم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه واله وسلم فيما يدور من الاختلاف والاختلال لقوله تعالي ( فان تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير وأحسن تأويلا) 2- وجوب طاعة ولي الأمر بالمعروف ( رئيس الجمهورية حفظة الله ) وتحريم الخروج عليه كونه لم يأمر بكفر بواح او معصية ولم يبطل شعيرة دينية لقوله تعالي ( يأيها الذين امنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الأمر منكم) وقوله صلى الله عليه وسلم ( من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة ولا حجة له ومن مات وليس في علقة بيعة مات ميتة جاهلية )) رواة مسلم وكون ولي الأمر تم اختياره بطريقة الشورى وعبر صناديق الاقتراع بحرية من كل افراد الشعب قال تعالي ( وأمرهم شوري بينهم) 3- وجوب الحفاظ على مصالح الأمة وحقوق الناس وعدم التعدي على أموالهم وممتلكاتهم واعراضهم مهما كانت التداعيات والأسباب لقوله صلى الله علية وسلم ( كل المسلم على المسلم حارم دمه وماله وعرضه ) متفق عليه 4- التأكيد على مبادرات فخامة رئيس الجمهورية حفظه الله التي أطلقها إمام مجلسي الشورى والنواب وأمام هيئة علماء اليمن ودعوته إلى الحوار عملا بقوله تعالي ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ) باعتبار ان الحوار هو السبيل الأمثل والخيار الوحيد لبحث وحسم أي مطالب او خلاف وتقديم مصلحة الوطن فوق كل الاعتبارات الشخصية والضيقة وسرعة تنفيذ تلك المبادرات والإصلاحات التي وجهها إلى الحكومة. 5- تحريم استغلال النصوص الشرعية والقانونية التي تبيح حرية الراي والتعبير تسخيرها في إثارة الفوضى والخروج عن الطاعة وتفريق جماعة المسلمين والقتل او السلب او النهب بما يتنافي مع تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف. 6- التأكيد على التمسك بالثوابت الوطنية ووجوب حماية منجزات الثورة والوحدة والتصدي لكل ما من شانه اثارة الفتن والصراعات ايا كان مصدرها لقوله تعالي ( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا ان الله يحب المحسنين) وتعميق أواصر المحبة والاخوة والتسامح بين أبناء الشعب ونشر ثقافة الوسطية والاعتدال ونبذ كل صور التطرف والتشدد والعنف والإرهاب. 7- ندعو كافة أبناء شعبنا اليمني العظيم بمختلف شرائحه وأطيافه وقواه قيادة وافرادا إلى التصدي لكل المؤامرات التي تحاك ضد وطننا وأمنه واستقراره ووحدته وسيادته. 8- توحيد التعليم الديني وتحصين الشباب من الانحراف فكريا وعليما للاضطلاع بمسئولياته الوطنية والدينية وتجسيدا مبدا الولاء الوطني باعتباره فريضة شرعية وواجب ديني مقدس. 9- ترسيخ مبدأ المشاركة السياسية والتداول السلمي للسلطة من خلال الانتخابات الحرة والنزيهة عبر صناديق الاقتراع وعدم استغلال النهج الديمقراطي والتعددية السياسية التي تتمتع به بلادنا واستخدامه كمعول للتخريب والتضليل والزج بالشباب والمواطنين البسطاء في أعمال تخريبية تتنافي مع أخلاقيات وقيم ديننا الإسلامي الحنيف واما يخدم أجندة خارجية او مصالح حزبية ضيقة. 10- نلزم أنفسنا ونناشد مشايخنا وعلمائنا المرجعية الإجلاء وإخواننا الخطباء والمرشدين في كافة محافظات الجمهورية بتحمل مسئولياتهم الدينية تجاه الوطن ووجوب الحفاظ على وحدته وسلامة أبناء شعبه وان يقولوا كلمة الحق والنصح لمن يدعون إلى الفرقة والشتات وتمزيق الوطن وبتحكيم العقل والعودة إلى جادة الصواب وطاولة الحوار لبحث وحسم تلك الخلافات في إطار الشرعية الدستورية. 11- ندين ونشجب ونستنكر كل أعمال التخريب والممارسات الإجرامية التي حدثت من بعض العناصر التخريبية في بعض المحافظات من قطع للطريق وإزهاق للأرواح وسفك للدماء وترويع الآمنين من الأطفال والنساء والشيوخ والسطو والتخريب ونهب الممتلكات العامة والخاصة. وختاما ندعو كافة أبناء شعبنا اليمني العظيم إلى الوقوف صفا واحدا ويدا واحدة ضد من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار وسيادة ووحدة الوطن كائنا من كان وتغليب المصلحة العليا للوطن فوق كل الاعتبارات سائلين المولى عزل وجل ان يحفظ اليمن ووحدته وآمنة واستقراره وولي أمرنا ويحث مقامه بالبطانة الصالحة والله يحفظ وسائر بلاد المسلمين من الفتن ما ظهر منها وما بطن وان يدفع عنا كل سوء ومكروه والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل . صادر عن علماء وخطباء ومرشدي مديريات محافظة صنعاء يوم الاربعاء بتاريخ 27 ربيع اول 1423ه الموافق 2/3/2011ه.
