بدأت اليوم بمقر جامعة الدول العربية أعمال الدورة 28 لمجلس وزراء الإسكان والتعمير العرب لبحث متابعة تنفيذ قرارات القمم العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية ومتابعة تصميم قاعدة البيانات والمعلومات لتفعيل أهداف مجلس وزراء الاسكان والتعمير العرب. ويتناول الاجتماع تجربة بعض الدول العربية في مجال السكن منخفض التكاليف كتونس والمغرب وموريتانيا فيما أوضح الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي في كلمته الافتتاحية أن اجتماعات هذه الدورة تأتي في اطار القواعد التي أرساها مجلس الاسكان والتعمير العربي. واضاف أن انعقاد المجلس يأتي في ظل تحولات عميقة في طبيعة النظام العربي حيث تشهد المنطقة تجاذبات كبرى محلية ودولية ما يتطلب القيام بقراءة جادة لمعرفة اسبابها والتعامل معها والتحرك الجماعي للتعامل معها وفق نظرة علمية سليمة. وأكد العربي أهمية القيام بالمزيد من التعاون في مجالات السياسات الاسكانية وتحديث مجالات الحياة وتطويرها مع مراعاة التوجه الجديدة للعمل العربي المشترك من خلال المجالس الوزارية المتخصصة التي تتناول القطاعات التنموية المختلفة بنوع من التفصيل. وشدد على ضرورة تشخيص المشاكل التي تواجه التنمية العمرانية لضمان نجاح الخطط العربية في هذا الشأن مضيفا أن هذا الأمر يتطلب توفير المعلومات المناسبة في الوقت المناسب. وذكر العربي بوجود مشكلة عربية عامة تتمثل بغياب توافر المساكن لجميع الشرائح في المجتمعات وخاصة الطبقات الفقيرة مطالبا بمراعاة تقدير الاحتياجات السكانية وفئاتها على أسس اقتصادية سليمة وعلى أساس معرفة شرائح الطلب. وقال ان النمو السريع في المناطق الحضرية تسبب بأضرار بيئية مشيرا الى ان التوسع جاء في احيان كثيرة على حساب المناطق الزراعية وضياع أراضي منتجة ما يتطلب التعامل مع هذه المشكلة بما يحفظ عدم تأثر البيئة سلبا بأية مشاريع عمرانية. وطالب الامين العالم للجامعة العربية بتشكيل سياسة عمرانية متكاملة على أساس الكودات الصديقة للبيئة واعتماد كودات مواد البناء الصديقة للبيئة داعيا الى اتاحة الفرصة لاستثمارات القطاع الخاص في اقامة المشاريع العمرانية ومعتبرا ان عقد مؤتمر الاسكان العربي كل عامين من شأنه أن يساهم في حل المشاكل المتعلقة بالاسكان في الوطن العربي. من جهته تطرق وزير الاسكان السعودي رئيس الدورة السابقة (27) للمجلس شويش بن سعود الضويحي الى ما تعانيه المنطقة العربية من نقص في تمويل الاسكان ونقص في شركات المقاولات المؤهلة في قطاع التشييد. وشدد على ضرورة أن يحتل قطاع التعمير أولوية في السياسات والبرامج التنموية مشيرا الى أن اجتماع المكتب التنفيذي لمجلس التعمير العرب خرج في اجتماعه الأخير بقرارات مهمة في مقدمتها المطالبة بتصميم قاعدة بيانات تخدم أعمال المجلس والمطالبة بتطبيق قرارات القمم الاقتصادية الخاصة بالتعمير والوصول الى كودات عربية موحدة للبناء. وطالب الضويحي بتفعيل تحرير خدمات التشييد من خلال الجهات المختصة بالدول العربية وتعزيز تبادل المعلومات بين الدول العربية في موضوع السكن منخفض التكاليف وايجاد سياسات سكانية جديدة تهدف لرفع مستوى المعيشة ومواكبة التطورات في الاسكان. بدوره استعرض وزير الدولة بوزارة البيئة والتنمية العمرانية في السودان رئيس الدورة الحالية (28) آدم عبدالله النور جدول أعمال الاجتماع موضحا أن الاجتماع يأتي في سياق استغلال الطاقات المتوفرة لدى الدول الأعضاء بما يواكب التطورات السريعة. وقال ان قضية توفير الخدمات والمساكن لذوي الدخل المحدود وتوفير الخدمات للمساكن الخاصة بالفقراء يفترض أن تأخذ الأولوية في الخطط الوطنية مشيرا الى أن جدول الاعمال لهذه الدورة جاء لتحقيق هذا الهدف. يذكر أن اجتماع الدورة 28 لمجلس وزراء الاسكان والتعمير العرب يبحث زيادة الكفاءة البنائية باستخدام أساليب البناء الحديثة في مشاريع الاسكان الاجتماعي ومناقشة تشكيل عضوية المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الاسكان والتعمير العرب لعامي 2012-2013 طبقا لقرار الجامعة العربية العام 2007. كما يبحث الاجتماع أيضا ايجاد دليل استرشادي عربي حول العمارة الخضراء وتشكيل عضوية المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الاسكان والتعمير العرب لعامي 2012-2013 طبقا لقرار الجامعة العربية لعام