قتل عشرة عراقيين على الأقل وأصيب أكثر من 20 آخرين بجروح عندما فجر مهاجم انتحاري يرتدي حزاما ناسفا نفسه أمام مركز لمتطوعين في الجيش العراقي قرب مطار المثنى وسط بغداد. وقالت مصادر في الشرطة العراقية ومستشفى اليرموك إن المهاجم كان واقفا وسط حشد المتطوعين الذين كانوا ينتظرون دورهم للانخراط في صفوف الجيش العراقي الذي يتخذ من المطار قاعدة له. في هذه الأثناء سقطت أربع قذائف هاون على قاعدة عسكرية عراقية شمال بغداد أسفرت عن إصابة جنديين عراقيين.وفي البصرة نجا الرجل الثاني في المحافظة الواقعة جنوب العراق من عملية اغتيال استهدفته صباح اليوم, وقالت الشرطة إن حسين حامد رئيس مجلس بلديات المحافظة أصيب بجروح في الهجوم. من جهة أخرى قالت مصادر عسكرية إن مروحية للجيش الأميركي أجبرت على الهبوط شمالي بغداد, دون الإعلان عن سقوط ضحايا. وقال بيان للجيش الأميركي إن المروحية وهي من طراز أباتشي "لم تتعرض لنيران معادية" عندما أرغمت على الهبوط مساء الثلاثاء في منطقة التاجي التابعة للحدود الإدارية للعاصمة العراقية. وأكد متحدث باسم فرقة المشاة الثالثة أن المروحية كانت تواجه مشكلات تقنية. غير أن بيانا آخر للشرطة العراقية أعطى معلومات تتضارب مع البيان الأميركي, إذ أكدت الشرطة أن المروحية تعرضت لإطلاق نيران. وذكر بيان شرطة التاجي أن "الطائرة أسقطت بنيران مسلحين مجهولين في تمام ال11 ليلا بتوقيت بغداد". تأتي هذه التطورات بينما شهد العراق خلال الساعات ال24 الماضية هجمات دامية في أنحاء متفرقة خلفت 36 قتيلا عراقيا بينهم ثلاثة أعضاء سنة في لجنة صياغة الدستور. وكشف تقرير نشر في لندن أمس عن مقتل 25 ألف عراقي منذ بداية الحرب عام 2003 سقط ثلثهم بنيران القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة. وأصدرت هيئة الإحصاء العراقية ومجموعة أوكسفورد للبحث في لندن تقريرا أشارتا فيه إلى أن معظم الضحايا العراقيين الذين سقطوا منذ بداية الحرب في مارس/ آذار 2003 هم مدنيون وشرطة ومتطوعون في الجيش, سقط أكثر من ثلثهم (37%) بنيران القوات المتعددة الجنسيات التي تقودها الولاياتالمتحدة إضافة إلى 42 ألف جريح. وكانت مفاجأة التقرير أن المسلحين الذين أطلق عليهم "المقاومة" كانوا مسؤولين عن نسبة صغيرة لم تتجاوز 9.5% من مجمل عدد القتلى منذ بداية الحرب. وقد عارض الجيش الأميركي والحكومة العراقية نتائج التقرير. وقال المتحدث باسم الجيش الأميركي في العراق ستيف بويلان إن قواته لا تستهدف المدنيين. وتعكس حصيلة التقرير صورة طبق الأصل تقريبا لنتائج دراسة مسحية مولتها الأممالمتحدة العام الماضي ورصدت نحو 24 ألف قتيل منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة. في هذه الأثناء قال المدعي العام البريطاني إن ثلاثة جنود بريطانيين سيحاكمون بتهم ارتكاب جرائم حرب في العراق تتعلق بإساءة معاملة معتقلين عراقيين. وهذه أول مرة توجه فيها مثل هذه التهم لجنود بريطانيين، غير أن المحاكمات ستتم في بريطانيا وليس في محكمة الجزاء الدولية بلاهاي.تأتي هذه التطورات بينما أكد وزير الكهرباء العراقي السابق أيهم السامرائي أن جماعات مسلحة في العراق وافقت على إجراء مفاوضات مع التجمع الوطني من أجل وحدة وبناء العراق. وقال السامرائي في مقابلة مع الجزيرة إن من بين هذه الجماعات جيش المجاهدين وأنصار السنة وجيش محمد, مشيرا إلى أن هذه الجماعات عينت وسطاء لهذا الغرض. وتعيد تصريحات السامرائي قضية الاتصالات مع مجموعات عراقية مسلحة إلى الواجهة من جديد بعد أن كانت مجرد رواية متعددة الأطراف يكتنفها الغموض.