البروفيسور عبد الوهاب المهتدي يمني الأصل يعمل أستاذ بجامعة «الجون كوين" بكندا .. يعد احد الكفاءات اليمنية المهاجرة .. ظل على مدى مشوارة العلمي والمعرفي يحصد الانجازات تلوى الاخرى حتى صار احد العلماء القلة في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات .. اخر انجازته اختراعاً علمياً من المتوقع أن يحدث ثورة وطفرة جديدة في عالم الانترنت والاتصالات.. " 26سبتمبرنت" كان لها حوار الدكتور المهتدي خلال زيارته مؤخراً إلى موطنه اليمن وتناولت معه أبعاد هذا الاختراع وتطرق في الحواره إلى العديد من المواضيع لنكتشف الجديد والاجد في حياة هذه القامة العلمية اليمنية : لنتابع هذا الحوار: * في البداية حدثنا عن نفسك نشأتك وتعليمك في اليمن؟ ** انا من مواليد اب عام 1959م، وكانت دراستي في مدينة إب حيث بدأت من المعلامة لحفظ القران ثم الابتدائية في مدرسة الوحدة في اب ومن ثم الإعدادية في مدرسة الشعب والثانوية في مدرسة النهضة بعدها قمت بالتدريس في بعدان ثم في معهد المعلمين في اب ومن ثم حصلت على منحة إلى الجامعة الأمريكية في بيروت حيث كان مقرراً ان ادرس هندسة معمارية في بيروت لكن نتيجة الحرب الأهلية في لبنان أنهيت مشواري هناك وحصلت على منحة في تشيكوسلوفاكيا وتخصصت في الهندسة الكهربائية وحصلت على البكالريوس والماجستير والدكتوراه وأصبحت مدرساً في جامعة ( برنو) التشيكية لمدة أربع سنوات واكتسبت خبرة وبذلت جهداً كبيراً حتى اكتسبت خبرة جيدة . * كيف انتقلت إلى كندا واستقريت في جامعة الجون كوين ؟ **طبعاً عندما أنهيت دراستي في التشيك عدت إلى اليمن واشتغلت مع وزارة الكهرباء، بدايتها كنت نائباً لمدير عام التخطيط وبعدها أصبحت مدير عام الدراسات والبحوث في المؤسسة العامة للكهرباء والمستشار الفني لوزير الكهرباء -أيامها كان الدكتور عبد الوهاب محمود -وبقيت في اليمن لمدة ثلاث سنوات و حباً في العلم والمعرفة أضطررت ان ابحث عن مصدر على أساس استمرارية العلم وفي مجال البحوث والدراسات فقدمت إلى كندا وقبلت حسب مؤهلاتي وبدأت من جديد واشتغلت مع شركة كانسبكت (canspect) للتفتيش الدولي بعدها اشتغلت مع شركة (نورتيل)(nortel) المصنعة للأدوات السلكية اللاسلكية والألياف الضوئية ونورتل هي عبارة عن شركة ومركز للدراسات والبحوث في الاتصالات كذلك درست في جامعة كارلتون الكندية والآن انا مدرس في جامعة الجون كوين. * ماهي العوامل التي ساعدتك على الاستمرارية في المهجر والنجاح الذي حزته حتى ألان؟ ** طبعاً في حب المعرفة والعلم والجهد المثابر ورؤية للمستقبل في إنتاج شي جديد. والتركيز على العلم ليس الذكاء نفسه وانما ايضاً الممارسة، فالذكاء والممارسة والعمل التطبيقي يوصل الإنسان إلى نتائج جيدة. * فكرة الاختراع الذي حققته من أين جاءت هذه الفكرة؟ وكم استغرقت من الوقت للوصول إلى اختراعك؟ ** البداية هي ايصال الانترنت الى المناطق النائية والبعيدة بكيفية جيدة وغير مكلفة، ففي بعض المناطق النائية حتى في الدول الصناعة حسب الإحصائيات كثير من الناس ليس لديهم وسيلة للدخول او الربط للإنترنت فجاء الطلب من قبل المنظمة الدولية الكندية للتنمية (CADA) لحل مشكلة ايصال الانترنت الى هذه المناطق. فقمنا بالبحث والدراسات لايجاد حلول سليمة واستغرق البحث معنا فترة لا تقل عن عام وكانت فكرة الاختراع هي استغلال المجال الهوائي فمثلاً أنت تسمعني الآن لأن الهواء ينقل الذبذبات التي تحولها طبلة الأذن إلى كلام مفهوم، اذاً لماذا لا نستخدم الهواء نفسه في عملية الدخول إلى الإنترنت طبعاً الهواء مجاني ولا يدفع عليه مقابل وبناية اجهزة الكترونية لنقل الانترنت بذبذبات معينة 2.4GH وبنظام 802,11 الى مناطق متعددة. * ما الذي قمتم باختراعه بالضبط ؟ ** قبل الدخول إلى شرح النظام او الاختراع لا حظنا عبر إحصائية من شركة نوا إنترنت سورفس (nua internet surves) في عام 2000م شهر مايو بإن عدد الناس المشتركين في الإنترنت في العالم كله 605 ملايين شخص موزعين على نحو : 182 مليوناً في كنداوالولاياتالمتحدةالأمريكية و 191 مليون شخص في أوروبا وفي اسيا والشرق الاقصى 187 مليوناً و6 ملايين في أفريقيا و33 مليوناً في امريكا اللاتينية و5 ملايين في الوطن العربي من 310 ملايين نسمة. المهم اجمالي مستخدمي الإنترنت 605 ملايين فقط مقارنة بإجمالي سته بليار وأربعمائة وخمسة وثلاثين وثلاثة وخمسون مليون شخص في العالم حسب احصائيات الأممالمتحدة لعام 2005م فالربط الى الانترنت يعتبر نسبة صغيرة جداً بل لايعني هذا فإن كثيراً من الامم المتقدمة تعمل على توسيع شبكة الانترنت الى مواطنيها وبشكل مستمر. والغرض من هذا الاختراع هو إيجاد وسيلة بسيطة جيدة للدخول للإنترنت على أساس انه يغطي منطقة واسعة وعلى مسافات بعيدة ، والاختراع يعتمد على نظام (IEEE) جمعية المهندسين الكهربائيين الإلكترونيين طبعاً هي منظمة دوليه عدد أعضائها 350 ألف عضو في العالم ومقرها في الولاياتالمتحدةالأمريكية ، وأنا رئيس فرع في مدينة اوتاوا الكندية هذه المنظمة طورت نظام (802 -llB-G) لكن هذا النظام يعمل فقط على مسافة 400-500متر ووضيفتنا هو تعديل وتطوير هذا النظام وبناء اجهزة وبرامج على اساس تخدم الى مسافات طويلة وتغطي مناطق واسعة، وكان تركيزنا على المناطق النائية لكن النظام يمكن ان يستخدم في المستشفيات والجامعات في المخيمات العسكرية وفي البنوك والوزارات، فالهدف هنا هو خدمة المناطق المحرومة من وسائل الاتصالات. مول هذا المشروع المنظمة الدولية الكندية للتنمية (CIDA) ووزارة الصناعة الكندية الفيدرالية ومركز البحوث للاتصالات إضافة الى جامعة الجون كوين ، المنظمة الدولية مهمتها تأخذ هذا المشروع وإعطاؤه لدول العالم النامية. ووزارة الصناعة الكندية تأخذه إلى شمال كندا ومركز البحوث للاتصالات وجامعة الجون كوين تقوم بدعم المدرسين والمكان والأجهزة . وفوائد هذا الاختراع او هذا النظام هو ان المواطن يمكن ان يرسل رسائل بالإنترنت ويتكلم عن طريق الإنترنت ويكون عندهم شبكة خاصة به يدخل على الإنترنت من موقع إلى موقع بالإضافة إلى انه يكون عنده (مولت ميديا) هي إذاعة محلية على أساس عملية التوعية والتثقيف بالإضافة إلى فيديو صورة وصوت ولكن بطريقة محدودة والنظام هو عبارة عن مصدر للإنترنت استقبال وإرسال يرتبط بانتينه (Antnna) رئيسيه ومنها عن طريق الذبذبات الهوائية الى عدة مواقع في حال وجود وزارة الاتصالات أما في حالة عدم وجود المركز لربط الإنترنت فإنه يتم توجيه اللاقط نحو الأقمار الصناعية لاستقبال وارسال الاشارة (السيجنال) وتحويله ويعيد بثه عن طريق الإريال الرئيسي وتوزيعه للقرى او للمواقع المختلفة . الإرسال في التجارب كان من 7- 15 كيلومتر ومن اجل نتعدا هذه المسافة لابد من تقوية تسمى ( الامبري فاير ) لان الامبري فاير يعيد شكل الذبذبات الأصلية ويضمن شكلها الأصلي وهكذا من نقطة إلى أخرى وكل واحد طبعاً يكون عنده اسم خاص إضافة إلى الشفرة للحماية ويكون في الكمبيوتر الخاص به كرت خارج الكمبيوتر كرت لاسلكي مش مودم على أساس انه يرتبط بهذا النظام وقد نجح هذا النظام والحمد لله واستمرينا أثناء التجارب انا وطاقم العمل المساعد من أساتذة وطلاب ليل نهار إلى ان تم إنجاز هذا المشروع والاختراع بنجاح. * لماذا نوقش هذا الاختراع في سويسرا ؟ وماهي الجهات التي صادقت على هذا الاختراع ؟ ** بعد ما تم نجاح البحث قامت الجامعة بتسجيله على أساس الحفاظ على حقوق البراءة او كما يقال الملكية قدم البحث في المؤتمر الدولي اللاسلكي في سويسرا واستقبل بشكل ناجح وبعدها أتت شركات تحب ان تقيم علاقات مع الجون كوين لتركيبه ليس في المناطق النائية فقط بل في المدن الرئيسية. * إلى أي مدى يمكن الاستفادة من هذا الاختراع في اليمن؟ ** طبعاً نجد انه كثير من المناطق الريفية والنائية في اليمن عملية الاتصالات لم تصل اليها بعد وهذا النظام شي جيد بالنسبة للمناطق الريفية والنائية ليس فقط للدخول للإنترنت وإنما للتوعية وكذا الناحية الاقتصادية والاجتماعية. * منظمة المهندسين الكهربائيين والإلكترونيين - مجموعة الطاقة الهندسية (IEEE-PES) حدثنا عن هذه المنظمة؟ وهل بالإمكان من خلال موقعكم دعم بلادنا في هذا المجال والاستفادة من هذه المنظمة؟ ** طبعاً هذه المنظمة تضم جميع المهندسين في العالم - الكهربائيين والإلكترونيين اسمها بالإنجليزي (Institute of Elctrical And Electrdnics Engineers) بالاختصار (IEEE) هذه المنظمة تضم الاتصالات والأبحاث في مجال الفضاء في الكمبيوتر في عدة مجالات الهندسة ومن ضمنها الطاقة الكهربائية التي هي تسمي ( POWER ENGINEERING) باور انجنيرينج الهندسية والمنظمة الدولية لها عدة فروع انا رئيس قسم الطاقة في العاصمة الكندية في اوتاوا، وعدد المهندسين المشتركين 385 الف عضو في العالم وتوزع على مناطق من رقم 1-10 طبعاً من 1-6 في الولاياتالمتحدةالأمريكية رقم 7 كندا و8 أوروبا 9 أفريقيا والشرق الأوسط رقم 10 بقية العالم اسيا واستراليا وتقوم بندوات علمية وبحوث، يعنى باختصار تقوم بإصدار الأنظمة الكهربائية والإلكترونية وتجد العلامة (ايتربلي) (IEEE) موجودة في كل جهاز وهي غنية في عملية التكنولوجيا. * حدثنا عن المحاضرات والندوات التي عقدتموها او نظمتموها عالمياً؟ ** طبعاً انا مدرس جامعي وكما ذكرت عندي دكتوراه في الهندسة الكهربائية وبحكم انني رئيس نقابة المهندسين والطاقة الكهربائية في اوتاوا العاصمة الكندية فإن هذه المنظمة تقيم دورات تدريبية ومحاضرات وندوات علمية وثقافية ومن ضمن المؤتمرات الدولية على سبيل المثال الآن مؤتمر الطاقة 2005م والذي سيعقد في أكتوبر في اوتاوا وهو مؤتمر دولي على أساس انه تقارب ما بين الاتصالات والطاقة، فالهدف كيف الاتصالات تخدم الطاقة وكيف الطاقة تخدم الاتصالات وكذلك هناك برامج جديدة، في الهايتك في نظم المعلومات والتقنية التي تستخدم في الطاقة على أساس ايجاد طاقة جيدة، هذه من ضمن الندوات، اضافة إلى اني اقوم بندوات لاعضاء المهندسين الموجودين في اوتاوا كما اقوم بالمشاركة في ندوات ومحاضرات داخل و خارج اوتاوا ودائماً ارحل إلى اوروبا والولاياتالمتحدةالامريكية بشكل مستمرللمشاركة في الندوات واكتساب وإكساب معلومات جديدة . * زيارتكم الحالية لارض الوطن هل تأتى كزيارة روتينية أم جاءت بدعوة أو استضافة من جهة معينة؟ ** بداية الأمر كنت مخططاً ان تكون زيارتي هي فقط زيارة لبلادي ولأسرتي الوالد والوالدة واخوتي وعائلتي في اب والأصدقاء لاني أنا طبعاً يمني والترحال جاري إلى اليمن واليمن مشهور بالهجرة و أول هجرة على وجه الأرض هي هجرة اليمنيين بعد تهدم سد مارب لكن مهما هاجر الطير لابد من الرجوع إلى بلده طبعاً هناك دعوة من جامعة العلوم التطبيقية على أساس إلقاء محاضرات في مجال الاتصالات السلكية واللاسلكية وكذلك الألياف الضوئية وسوف تنظم إن شاء الله في منتصف الشهر القادم بالإضافة إلى إيجاد نظم معينة وروابط بين جامعة العلوم التطبيقية والجامعات الكندية يعني لإنشاء علاقات معينة في مجال التعليم الأكاديمي ايضاً ستقام محاضرات لوزارة المالية في مجال شبكات الاتصالات والكمبيوتر. * من خلال زيارتكم لهذه الجامعة كيف تقيمون التعليم في اليمن ؟ وهل بإمكان الطالب اليمني الوصول إلى اختراعات في ظل الوضع الحالي؟ ** طبعاً لا ننسى ان التعليم في حد ذاته شيء مهم واساسي في اليمن ما قبل الثورة لم توجد وسائل التعليم والان نجد التعليم بشكل موسع إبتداءً من الابتدائية حتى الجامعة والجامعات الحكومية موجودة في مختلف أنحاء الجمهورية وكذلك في جامعات خاصة وأنا متأكد انه كلّما زاد التعليم وزاد مستواه سيسمح للطالب اليمني او المتخرج اليمني ان يبدع واليمني بحد ذاته يمتلك الذكاء والقدرة وإنما يحتاج إلى توفر الأجهزة والتعليم الجيد والمستوى العالي.