تختلف عادات اليمنيين في الأعياد من محافظة لأخرى وإن كانت بنسب متفاوته. فهي في صنعاء غيرها في عدن، غيرها في حضرموت وتعز. لكن في مجملها تظل عادات وتقاليد تستمد قدسيتها من المناسبات الدينية. حيث يحرص المواطن اليمني على زيارة القربى والمرضى وصلة الارحام في هذا الشهر أكثر من الشهور الاخرى. " عسب العيد" تُعد واحدة من العادات والتقاليد اليمنية المتوارثة والمرتبطة بعيد الفطر المبارك. فهي رسالة حب ووفاء للارحام والأطفال. فعلى الرغم من تبدل ظروف الحياة، وتجدد ثقافة العصر إلا أن هذه العادة ظلت واحدة من المواريث الراسخة في اليمن التي لازال اليمنيون يجدون متعة كبيرة فى إحيائها دونما حرج من بذل أو تلقى العسب. وهي الهبة النقدية التي يمنحها الكبير للصغير، والرجل للمرأة من أهله وأقاربه وأنسابه، وذلك لدى زيارتهم في منازلهم لتقديم التهاني والتبريكات بحلول عيد الفطر. فيجوز أن يقدم العسب الشخص البالغ العاقل الميسور لأقاربه من النساء، وإن كن أكبر منه سنا، وكذلك لأطفالهن. والعادة هنا تقديم العسب قبيل مغادرة المنزل بعد أداء مراسم السلام والتهاني والتبريكات التي يتخللها تقديم القهوة اليمنية الشهيرة، أو العصائر، إلى جانب أصناف متنوعة من المكسرات والحلويات والزبيب، الذي تشتهر اليمن بأنواع مختلفة منه. وغالبا ما يتجمع الصغار فى جماعات تضم الأخوة والأخوات من أسر تجمعها قرابة مشتركة، فيتنقلون من بيت إلى آخر، حيث يسلمون ويشربون ويأكلون مما يقدّم عادة لسلام العيد، وعند نهاية السلام يمنحهم صاحب البيت أو صاحبته مبلغا من النقود أي عسب العيد. وأحيانا تكون الأسرة غير ميسورة الحال فتكتفى بملء جيوب الأطفال بالحلوى والمكسرات. والعسب للأرحام عادة ما يكون مبلغا مجزيا يمكنهن من اقتناء بعض الحلى أو الملابس، وذلك في حالة كونهن في أسرة ميسورة الحال تستغنى عن صرفه في الإيفاء ببعض الحاجيات الضرورية للأسرة. أما الصغار فغالبا ما يجمعون المبالغ المتحصلة من العسب ليشتروا بها أدوات كانوا يتمنون الحصول عليها، مثل الألعاب مثلا، ومنهم من ينفقها فى الاستمتاع بأنواع الحلويات والمشروبات .