كشف فريق من خبراء دوليين في مكافحة الفيروسات الالكترونية عن وجود عدد من القيروسات الالكترونية التجسسية التي اخترقت منذ أعوام النظم الكمبيوترية لدول في منطقة الشرق الاوسط . واشار تقرير لشركه «سيمانتيك» الاميركيه لمكافحه الفيروسات الالكترونيه نشر مساء اول من امس ان الفيروس الالكتروني «فليم» (الشعله) الذي اصاب النظم الكومبيوتريه المصرفيه في دول الشرق الاوسط ورصد المعاملات والتحويلات الماليه، بدا في التغلغل فيها منذ 5 اعوام، لحين اكتشافه في مايو (ايار) الماضي علي يد باحثي مختبرات «كاسبيرسكي» الروسيه لمكافحه الفيروسات الالكترونيه. ونوهت هاتان الشركتان العملاقتان اللتان وحدتا جهودهما للتدقيق في هذه الفيروسات، بانه يبدو ان الولاياتالمتحده تقف وراء اخطر الفيروسات الالكترونيه التي لم تكن معروفه في السابق بهدف استخدامها في عمليات التجسس او الحرب الالكترونيه، وهي موجهه للتسلل نحو النظم الكومبيوتريه للكثير من دول الشرق الاوسط. وبعد عثورهم علي اثنين من الخوادم الكومبيوتريه المخصصه لعمليات «القياده والتحكم» بهذا الفيروس وتحليلهم لسجلاتهما، اكتشف خبراء «سيمانتيك» سويه مع باحثي «مختبرات كاسبيرسكي» وخبراء «الائتلاف العالمي المتعدد ضد تهديدات الفضاء المعلوماتي» و«فريق استجابات الطوارئ الالماني» (سيرت - باند) ان نحو 1000 نظام كومبيوتري علي الاقل قد تعرض لعمليات التغلغل والتسلل منذ مارس (اذار) هذا العام، فيما قامت النظم الكومبيوتريه الاخري بالتخلص من هذه الفيروسات التجسسيه وذيولها في مايو الماضي. وظهر ان الخوادم الكومبيوتريه للقياده والتحكم اتاحت لبرامجها الاتصال بخمسه من «زبائنها» اي خمسه فيروسات تجسسيه منها فيروس «فليم» وفقا لتصريح فيركام ثاكور مدير الاستجابات الامنيه في «سيمانتيك»، الذي اضاف في حديث نقله موقع «تك ويك يوروب» التقني الانترنتي انه لا يعرف لحد الان نوع الفيروسات الاربعه الاخري الشقيقه لفيروس «فليم»، كما لا يعرف الخبراء ان كانت هذه الفيروسات لا تزال تمارس دورها في التجسس الان ام ان ادوارها قد انتهت. وبينما لا تسلط هذه التحليلات الاخيره الضوء علي اصل البرامج التجسسية فانها تلمح الي كيفيه تنفيذ الجهات التي طورتها لها والاشراف علي عملياتها. وقال باحثون من الشركتين ان عمليه تشغيل فيروس فليم كانت تدار باستخدام برنامج يسمي «اخبارلك» newsforyou الذي انتجه فريق يضم اربعه من مطوري البرمجيات ابتداء من عام 2006. وقالت: «كاسبيرسكي» في تقريرها ان البرنامج جري تصميمه ليبدو كانه برنامج عام لاداره المحتوي علي مواقع الإنترنت، علي الارجح في محاوله لاخفاء الغرض الحقيقي من استضافه مقدمي الخدمات او المحققين حتي لا تتعرض العمليه للخطر. وقال خبراء الفيروسات الالكترونيه ان التعليقات التي عثروا عليها في برامج الخوادم الكومبيوتريه تشير الي ان تطبيقات الويب التجسسيه هذه طورت علي يد اربعه اشخاص لم تذكر اسماؤهم بل حروف تشير لها، وهي: «دي»، «اتش»، «او»، «ار». كما اشارت تواريخ المراسلات الي ان عمليات التجسس انطلقت عام 2006. الا ان بدايه عام 2007 شهدت نشاطا كبيرا، ثم شهدت اعمالا اضافيه انجزت في سبتمبر (ايلول) من نفس العام وفي عام 2011. وقال ثاكور انه عثر علي بعض الاخطاء الاملائيه وان الاشخاص كانوا يتواصلون باللغه الانجليزيه. ولا تعرف الشركتان سوي القليل جدا عن الفيروسات التي تم الكشف عنها في الاونه الاخيره باستثناء الفيروس الذي تم نشره حاليا في الشرق الاوسط. كما لا تعرف الشركتان لاي غرض طورت هذه البرامج الخبيثه. ومن المحتمل ان تعزز هذه النتائج وجهه النظر المتناميه بان الحكومه الاميركيه تستخدم تكنولوجيا الانترنت علي نطاق واسع اكثر مما كان يعتقد سابقا لتعزيز مصالحها في الشرق الاوسط. وقد ارتبطت الولاياتالمتحده بالفعل بفيروس «ستوكس نت» الذي هاجم برنامج ايران النووي عام 2010 وفيروس «فليم» ايضا. وكانت صحيفه «واشنطن بوست» قد ذكرت ان اسرائيل متورطه ايضا في تلك التطويرات، فيما قالت مصادر سابقه وحاليه في الحكومه الاميركيه لوكاله «رويترز» ان الولاياتالمتحده كانت وراء فيروس «ستوكس نت»، وقال مسؤولون غربيون حاليون وسابقون في مجال الأمن الوطني ان الولاياتالمتحده لعبت دورا في ابتكار الفيروس «فليم». وتجدر الاشاره الي ان الخبراء ربطوا بين فيروس ستوكس نت وفيروس «فليم» واوضحوا ان جزءا من شفره برامج «فليم» متطابق تقريبا مع الشفره في فيروس «ستوكس نت». الشرق الاوسط