فيما يبدو أنه رسالة تحذيرية من قبل العرب السنة بأنهم قد يقوضون إقرار دستور عراقي جديد في الخامس عشر من أكتوبر/تشرين الأول المقبل، حث رجال الدين السنة في العراق مواطنيهم الجمعة على التسجيل والتصويت ضد الدستور المقترح إذا ما تبين أنه يتضمن إجراءات تعمل على تقسيم الدولة، في خطوة تعتبر رداً على مطالب الشيعة بإقليم لهم في الوسط والجنوب أسوة بالأكراد. وقد اتخذت التنظيمات السنية الرئيسية الثلاثة في العراق موقفاً موحداً فيما يخص التصويت على الدستور الجديد ورفض المطالب الشيعية بالفيدرالية، نقلاً عن الأسوشيتد برس. وكان السنة في العراق قد قاطعوا الانتخابات النيابية التي أجريت في الثلاثين من يناير/كانون الثاني الماضي، والتي نجم عنها فوز الشيعة والأكراد بمعظم مقاعد الجمعية الوطنية، البرلمان العراقي. ومن بين الجماعات السنية الداعية إلى رفض الفيدرالية، الحزب الإسلامي العراقي، الذي يعد أكبر حزب سياسي للعرب السنة، وكان له أعضاء في لجنة صياغة الدستور، حيث قال عضو الحزب، الشيخ إياد العزي في كلمة له بأحد مساجد بغداد: نحن نرفض هذه الدعوات، كما أننا ننظر إليها باعتبارها مشبوهة." وكان زعيم أكبر حزب شيعي في العراق، عبدالعزيز الحكيم، قد دعا الخميس في كلمة له بمدينة النجف إلى قيام إقليم شيعي فيدرالي، في جنوب العراق ووسطه، قائلاً إن ذلك يأتي بهدف "حفظ التوازن السياسي في البلاد"، بعد عقود من الدكتاتورية في ظل حكم صدام حسين. وأثارت دعوات الحكيم ردود فعل قوية من قبل رجال الدين السنة في خطبة الجمعة بمختلف المساجد في كافة أنحاء العراق. وطالب الشيخ فخري القيسي حشود المصلين في مدينة تكريت، مسقط رأس صدام على بعد 130 كيلومتر إلى الشمال من بغداد، بالتسجيل والتصويت ضد الدستور في الانتخابات العامة المقبلة. أما الشيخ محمود الصميدعي، من هيئة العلماء المسلمين، فقد دعا المصلين في مسجد أم القري ببغداد المصلين إلى التسجيل للتصويت ضد الدستور المقترح والمشاركة في الانتخابات العامة في الخامس عشر من ديسمبر/كانون الأول المقبل قائلاً "نحن بحاجة إلى أصواتكم وأن تقولوا 'نعم' أو 'لا' للدستور." وقال الصميدعي "نحن في هذه البلد، لا نريد فيدرالية لأننا شعب موحد، ونشعر أن العراق بكافة عناصره ومكوناته هو لنا جميعاً." وتأتي هذه الخطوة من قبل السنة في العراق قبل ثلاثة أيام من الموعد النهائي لوضع مسودة الدستور الجديد، والتي ينبغي تقديمها للجمعية الوطنية العراقية. ووفقاً للدستور العراقي المؤقت، إذا صوت ثلثا سكان ثلاث محافظات ضد الدستور، فإنه يعتبر لاغياً. يذكر أن العرب السنة يشكلون أغلبية في محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى وديالى.